حاجتنا المطلقة
نوفمبر 18, 2021
وبعقلي كمان
ديسمبر 2, 2021

حصني المنيع

ترتفع في عمق الصحراء العربية قلعة صغيرة منتصبةٌ بصمت على مساحة شاسعة منها، وكثيرًا ما كان ‘‘توماس إدوارد لورانس’’، المعروف ب‘‘لورنس العرب’’، يلجأ إليها. فبالرغم من بساطتها، لعبت هذه القلعة دورًا مهمًّا كونها شكَّلت ملاذًا آمنًا من الأعداء، وكان ‘‘لورنس’’ يختبئ فيها عندما يتعرَّض لهجوم من جيوش تفوقه قوَّة.

وكان ‘‘لورنس’’ يستعين بالموارد المخزَّنة فيها، من ماء وغذاء، للبقاء على قيد الحياة، وانعكست قوَّتها قوةً في كلِّ من يسكنها. ويخبر سكَّان الصحراء القدامى أن ‘‘لورنس’’ كان يشعر دائمًا بالثقة والأمان داخل جدرانها.

الصلاة هي حصن المؤمن المنيع الذي نركض إليه ليلًا نهارًا لكي نحتمي. ولا يوجد في هذا العالم ما يضاهي القوَّة والحماية اللتين نجدهما في محضر الله، كما أنَّ الأمان الذي نجده في اسم يسوع ودمه الذي كفَّر عن ذنوبنا أعظم من جدران القلعة المصنوعة من حجر أو حديد أو اسمنت. وقد وعدنا يسوع قائلًا:

‘‘كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي ٱلسَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي ٱلسَّمَاءِ. وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ،  لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِٱسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ’’ (متى 18: 18-20).

لقد أمَّن لك يسوع مكانًا للحماية القصوى، وعندما يهاجم التشويش أو الخوف أو الشك ذهنك، الجأ إليه واطلب أن يظلِّلك بحمايته وأن يمدَّك بالقوَّة التي تحتاج إليها لكي تثبت في وجه كلّ تضليل.

صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّك منحتني قوَّتك وخلاصك لكي أحتمي بهما. وبما أنَّك أقمت ملكوتك في قلبي، أنا أطلب قوَّتك لهزم مشاعر الخوق والشك والتشويش. أصلِّي باسم يسوع. آمين.