بستاني حياتك
سبتمبر 4, 2022
نعمة الله في حياتنا
سبتمبر 6, 2022

حقيقة طبيعة الله

“لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ” (1 يوحنا 3: 8).

إن التعرُّض للمآسي أمر يصعُب تجنُّبه، فنحن لا نواجه مآسي شخصية فقط في حياتنا، بل يواجه كل جيل مآسي مُجتَمَعيَّة مؤلمة. في اللحظات المأساوية، يسود الشر، فنتذكَّر الوجود الأكيد للخطية في هذا العالم، وهنا يظهر سؤال وهو “أين هو الله؟”

الحقيقة هي أن الله لا يخاف من طرحنا لهذا السؤال، ولا يُدهشه أو يُضايقه عجزنا عن فهم كل أنشطة الكون الروحية، فليس لديه ما يخفيه عنا لأنه بلا لوم في طبيعته. أمام كل ما لا نعرفه، يمكننا أن نتمسَّك بما نعرفه عن شخص المسيح.

في يوحنا 10: 10-11، يُشَبِّه يسوع قيادته لنا بقيادة راعٍ أمين، وفي تناقُض صارخ، يصف دور الشيطان بأنه كاللص الذي يأتي ليسرق ويقتل ويدمِّر. يعيش الكثيرون في رعب من آلهتهم، ويقدمون الذبائح على أمل أن يحجب إلههم المرض والموت والدمار عن عائلاتهم ومُدُنهم، لكن إلهنا ليس مثل هذه الآلهة الزائفة.

جاء يسوع بخاصةً “لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ” (1يوحنا 3: 8). لقد صار إلهنا تحت الآلام مثلنا لكي يعطينا حياة. إن إلهنا لا يخدع، بل يكره الشر، ويُسَرُّ بالحق، ويحقق العدل، وهو لا يزيدنا أَلَمًا، أو يطلب منَّا المُستحيل، بل تحمَّل عنا العقاب على الصليب. الله ليس إله سلبي؛ فهو يظل يعمل ويُغيِّر فينا ومن حولنا، وعندما نُصلِّي، فهو يستجيب ويُحطِّم كل الحصون الروحية وينقذنا من كل فخ قد نقع فيه ونحن لا نراه.

فأين هو الله؟ إنه معنا وفينا وأمامنا. في وسط المآسي، هو يعمل من وراء الكواليس بخطة لتمجيد ذاته وليبارك من يتبعه، ورد فعل الله على الشر هو الانتصار عليه.

هل تثق أن نور المسيح أقوى من الشر؟ هل تبحث عن إجابات مثالية، أم أنك على استعداد للثقة في أن الله صالح، وأنه هو المُتحكِّم في الأمور، وأنه يحبك؟ سواء كنت تتألم أو تبحث عن إجابات، تعال بصراعك أمام الرب اليوم، فهو ليس خصمك، بل هو الوحيد المستعد أن يُريحك ويقودك إلى كل ما هو حق.

صلاة: يا رب، حتى عندما تبدو ظروفي ميؤوس منها، أعلم أنك لا تزال صالح، فساعدني لكي أثق بك وأتَّكِل عليك في كل الظروف. ساعدني لأكون مستعدًا لمشاركة محبتك وحقك في مواجهة المآسي. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين.