قوَّته تتجلَّى في ضعفنا
ديسمبر 13, 2020
يسوع الوحيد
ديسمبر 14, 2020

دافع عن روحك

“وَهُمْ غَلَبُوهُ (الشيطان) بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ” (رؤيا 12: 11).

سمح الكثير من المؤمنين للشيطان، دون قصدٍ منهم، ببناء معاقل في حياتهم، وواحدة من أكبر العوائق أمام حياة التقوى هي الرغبات الجسدية، التي قد تمنعنا من الصلاة ومن معرفة فكر الله. والمقصود بالجسد هو سيطرة الطبيعة الشريرة القديمة على الطبيعة الإلهية الجديدة التي أعطانا المسيح إياها، وإذا تُرِك الجسد بلا رقابة، بإمكانه أن يبني قاعدة قوية من التمركز حول الذات في أعماق قلوبنا وأذهاننا.

عندما ندرس كلمة الله، نكتشف سريعًا أن الصلاة لها دور فعال في إحلال الجسد والرغبات المصاحبة له، ففي الواقع، الصلاة هي المفتاح الأساسي لكشف وهدم كل حِصن يسعى الشيطان إلى ترسيخه في حياة المؤمن.

في الترجمة اليونانية، تعني كلمة معقل حرفيًا “حِصن”، وبمعنى آخر، يسعى عدو أرواحنا إلى إقامة حصون في حياتنا لمنعنا من اكتشاف مشيئة الله والعيش ليسوع المسيح. على سبيل المثال، القلق والخوف من المشاعر التي عشناها جميعًا، ولكن إذا استحوذت هذه المشاعر على فِكرك، فتأكَّد من أن هناك حِصن قد تم بناؤه في ذهنك. كذلك الشهوة والكراهية والغضب والمرارة التي لا يمكن السيطرة عليها هي حصون يمكن أن تقودنا بعيدًا عن مشيئة الله لحياتنا.

ومع ذلك، نحن نمتلك دفاعًا قويًا، وهناك رجاء لأننا قد أُعطِينا سلاحًا قويًا، وهو الصلاة التي تؤهلنا للانتصار الروحي، ومن ثمَّ فنحن لا نحارب عدوًا أقوى منا، وكما قال بولس:
لأَنَّنَا وَإِنْ كنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. (2كورنثوس 10: 3-4)

إن أسلحتنا ليست جسدية، أي ليست من الجسد، بل هي أسلحة قوية خارقة للطبيعة وقادرة على هدم قلاع العدو المُظلمة. لا تتردد في أن تستنجد بأبيك السماوي الذي يحبك بمحبة غير مشروطة، ففيه ستجد كل القوة التي تحتاجها للانتصار.

صلاة: أشكرك يا أبي لأنه لا يستطيع شيء أن يخطفني من يديك، فأنا لك إلى الأبد. متسلحًا بهذا العهد، ساعدني لكي أهدم حصون الشيطان في حياتي وأستسلم لروحك القدوس. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.