غَذِّ إيمانك
أبريل 16, 2024
آمنين وسط العواصف
أبريل 18, 2024

دع الانتقام لله

لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ (رومية 12: 19)

عندما تتعرض لإهانة أو افتراء أو ذمّ، هل تسعى بالطبيعة إلى الانتقام؟ إن فكرة “الانتقام” مُغرية، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد شيء جيد في الانتقام البشري. ما نتوق إليه هو العدالة الكاملة، التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال يسوع، القاضي العادل، لذا يجب أن ننتظر مجيئه، ونتعزَّى بوعد الله “لِيَ النَّقْمَةُ وَالْجَزَاءُ” (تثنية 32: 35)

اقرأ 2تسالونيكي 1: 5-12. لقد تعرَّض المؤمنون الذين يعيشون في تسالونيكي للإساءات، فكتب بولس إليهم ليشجعهم خلال فترة من الألم والمعاناة زادها شدة يأسهم من التعاليم الزائفة. كانت هناك أسباب عديدة تدفع مؤمني تسالونيكي للسعي للانتقام، ولم يستخف بولس أبدًا بآلامهم. لا يتجاهل الكتاب المقدس الشر أبدًا على عكس ما يمكن أن تكون قد سمعت، ولا تدَّعي كلمة الله أبدًا أن الشر لا وجود له، بل تعترف بوجوده وتُسمِّي الشر والمعاناة والألم بأسمائهم

يخبرنا الكتاب المقدس أنه عندما يعاني المؤمنون من ظلمٍ ما، أو يختبرون ظروفًا قاسية خارجة عن إرادتهم، فلن يكون الله حاضرًا معهم بطريقة خاصة جدًا فحسب، بل أنه لن يغفل الظلم الذي تعرَّضوا له (اقرأ 2تسالونيكي 1: 6- 7، 1بطرس 4: 12-14، 5: 10، متى 12: 36، 1كورنثوس 4: 5)

عندما يأتي يسوع المسيح ثانية في مجده سوف يُصلح كل شيء، وأولئك المؤمنون الذين تألموا في هذه الحياة سيتعزَّون ويُكافأون ويُقبَلون في ملكوت الله، أما أولئك الذين رفضوا المسيح واستهزأوا بالله وجلبوا الألم لشعبه سيُعاقبون “بدمار أبدي” (2تسالونيكي 1: 9)

بدلًا من أن تقضي حياتك في غضب ومرارة وأفكار انتقام، عَزِّ نفسك والآخرين بوعد الله بالعدل الكامل وبروعة نعمته لك. اقضِ حياتك في الصلاة وتشجيع الآخرين بينما تستعد لمجيئه، ولتكن لديك شفقة على الضال تدفعُك إلى التساؤل “كيف يمكنني تحويل كل الظروف المريرة التي مررت بها إلى فرصة لمشاركة الآخرين بالمسيح؟” فهذا هو أفضل علاج للشعور بالمرارة، ووصفة أكيدة أيضًا للفرح

صلاة: ساعدني يا رَبُّ لكي أثق في عدلك وأغفر للآخرين، متذكِرًا النعمة التي منحتها لي، وشاكِرًا إياك من أجل رحمتك ونعمتك تجاهي، ومن أجل الذبيحة الكاملة التي افتدتني من الحفرة عندما حمل يسوع عني العقاب على الصليب. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين