رئيس السلام

لِأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ٱبْنًا، وَتَكُونُ ٱلرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى ٱسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلَهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ ٱلسَّلَام (إشعياء 9: 6)

تنبأ إشعياء قبل ولادة يسوع بأنَّ المسيح سيكون رئيس السلام، والمخلِّص الذي سيحرِّرنا بسلطانه من عبء الخطيَّة، لكنَّنا كثيرًا ما نبحث عن السلام في الأماكن الخاطئة، مثل الأمان المالي أو العلاقات أو الترفيه، في حين أنَّ الله وحده قادر أن يمنحنا سلامًا حقيقيًّا

إن الكلمة العبريَّة ‘‘شالوم’’ تُتَرجم غالبًا ب‘‘سلام’’، لكنَّ المعنى الكامل للكلمة أعمق وأغنى من ذلك بكثير، ف‘‘شالوم’’ هو إحساس بالاكتمال والكمال والعيش الكريم. وتعني الكلمة أيضًا السلامة والعافية والازدهار والسكينة والرضى، وهي توحي أيضًا بالحظوة والاكتفاء والاسترداد والانسجام والمصالحة. الله هو يهوه شالوم، إله السلام

شالوم يُشبع أشواق القلب الأكثر عمقًا وهو أعظم مقياس للرضى. يستحيل أن يسكن السلام الحقيقي في قلب ليس فيه يسوع المسيح، أو في قلب منقسم بين محبَّة الله ومحبَّة العالم، ولا مكان للسلام في قلب مليء بالقلق أو عدم الثقة أو الطمع، أو الغضب، أو المرارة

يُدعى المسيح ‘‘رئيس السلام’’ في إشعياء 9: 6، كما أنَّ المعنى الأصلي لكلمة ‘‘رئيس’’ يجسِّد قوَّة الملك. يتمتَّع الرئيس هنا بالسلطة الكاملة، وبالحق في التفويض، وبكرامة الملك. ولن ننعم بالسلام إلَّا عندما يحكم رئيس السلام في قلوبنا وأذهاننا، ولن يكتمل سلامنا إلَّا عندما نخضع لسلطانه وقوَّته

يمكننا اختبار السلام الحقيقي لأنَّ يسوع نفسه صار سلامنا عندما قدَّم نفسه ذبيحة لأجلنا (أفسس 2: 14-18)، وعندما نطلب منه أن يملك على حياتنا، عندئذٍ، يملأ سلامه بيوتنا وأماكن عملنا وعلاقاتنا، وتمتلئ قلوبنا وأذهاننا ثقة داخليَّة عندما نبدأ بالوثوق به

هل تختبر السلام في حياتك؟ أم لا تزال توجد ناحية لم تسمح ليسوع بأن يملك عليها؟ اعترف لله بالمعرقلات التي وضعتَها في طريقك وهي تمنع سلام الله الذي يفوق الوصف من أن يملأ قلبك، وإن لم تكن متأكّدًا ممَّا يسبِّب شقاقًا في قلبك، اطلب من الروح القدس أن يمنحك تمييزًا واخضَع لقيادة رئيس السلام اليوم

صلاة: يا يسوع، أنت رئيس سلامي. أسلِّمك دفَّة القيادة في حياتي اليوم. أرِني النواحي التي لم أدعك تملك عليها بعد. أشكرك لأنَّك رفعت أحمالي ومنحتني الراحة فيك. أصلي باسم يسوع. آمين