عندما يُمتَحَن إيمانك
أبريل 1, 2020
محبة غير مشروطة
أبريل 3, 2020

رجاء في وقت التجربة

“اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا” (يعقوب 1: 2-3).

كان المؤمنون في تسالونيكي يجتازون في ضيقات شديدة عندما أرسل لهم بولس رسالة ثانية. لقد كانوا يقاسون من تجارب كانت تهدد بهدم إيمانهم. لكن على الرغم من هذه الضغوط، ظلوا ثابتين في المسيح بقوة. لهذا استطاع بولس أن يقول: “يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ كَمَا يَحِقُّ، لأَنَّ إِيمَانَكُمْ يَنْمُو كَثِيرًا” (2تسالونيكي 1: 3).

كان هؤلاء المؤمنون يتعرضون لأكبر وأشد اضطهاد، لكن إيمانهم جعل بولس يستخدم كلمة “ينبغي” التي لم يستخدمها مطلقًا في أي موضع آخر في جميع رسائله. إنها كلمة يونانية تعني “مُقيَّد أو مُجبر أو مُلزَم”. كان شعور الرسول قوي تجاه شكر الله من أجل أهل تسالونيكي فقال: “إن إيمانكم رائع وسط الظروف الساحقة حتى أنني أشعر بأنني مدين لله بالشكر.”

يجب أن نكون مستعدين للتجارب والألم، فقد وعدنا يسوع قائلًا: “إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ… أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ… إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ” (يوحنا 15: 18-20).

لكن الآن، ليس هذا هو الوعد الذي يريد الناس التحدث عنه، وليس ذلك النوع من العبارات التي تتحول إلى طباعة مزخرفة أو تُكتب على فنجان قهوة. قال يسوع، “فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ” (يوحنا 16: 33)، ولكن عندما يكون لك ضيق، لا تيأس. لقد طمأن يسوع تلاميذه في الكلمات التالية قائلًا لهم “وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ.”

هذا هو سر إيمان أهل تسالونيكي، وهو سر تعميق إيمانك. لقد مكَّننا يسوع من مواجهة كل التجارب بالإيمان في وعوده، وهي ذات الوعود التي كانت لأهل تسالونيكي: أنه سيأتي قريبًا؛ وأنه يعد مكانًا لنا – مدينة ذات أساسات أبدية، وإن انتصاره أكيد؛ ولن يستطيع أحد أن يخطفك من يده.

عندما تثبُت في هذه الحقائق، سيمكنك أن تتطلع إلى نهاية الأمر، ومثل أهل تسالونيكي، يمكنك أن تحسبه كل فرح حينما تقع في تجارب متنوعة، عالِمًا أن امتحان إيمانك يُنشيء صبرًا. (يعقوب 1: 2-3).

صلاة: أشكرك يارب على مثال إيمان أهل تسالونيكي. أصلِّي لكي يكون لدي هذا النوع من الإيمان الذي يحسب مواجهة التجارب فرح حقيقي. أصلِّي في اسم يسوع. آمين.