مكان لك
أبريل 13, 2021
كنزُنا الحقيقي
أبريل 15, 2021

ستحصُل على كل شيء

بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». (1كورنثوس 2: 9).

يعِظ الكثيرون اليوم بأنه يمكننا الحصول الآن على كل ما نريده – المال والسُلطة والنجاح، لكن يسوع لم يَعِد أتباعه أبدًا بحياة مريحة. على الرغم من أن الله يبارك الناس أحيانًا ماليًّا، إلا أنه لا توجد وعود بثروات دنيوية في إنجيل يسوع المسيح، بل يُعلِّمنا الكتاب المقدس أن هناك بركات أعظم تنتظر المؤمنين في الأبدية.

اقرأ المزمور ١٦. تقول كلمة الله أننا سننال ميراثًا، لكن هذا الميراث ليس مالًا أو سيارات فارهة أو منازل فاخرة كما يُعلِن بعض الواعظين مُتكلِّمين عن أمورٍ أرضية، لكن ميراثنا الحقيقي هو ميراث روحي وفائق للطبيعة. ما يعد به الواعظون سوف ينتهي عند الموت؛ أما وعود الله فستدوم إلى الأبد.

يفترض الكثيرون أن داود، عندما كتب مزمور 16، كان ملكًا بالفعل على إسرائيل، لكن معظم اللاهوتيين اتفقوا على أن داود ربما كتب هذا المزمور عندما كان هاربًا من الملك شاول، وأنه كرجُلٍ مطارَد، لم يكن يتمتع بأي وسائل راحة ليتحدث عنها؛ فقد كان محرومًا من كل شيء حتى التمتُّع بأرضه في بيت لحم – جزء من أرض الموعد – التي ورثها عن أجداده.

ومع ذلك، فقد ابتهج داود بميراثه: “حِبَالٌ وَقَعَتْ لِي فِي النُّعَمَاءِ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي” (مزمور 16: 6). بعيون الإيمان، لم يكن داود يتمتع بميراثه الأرضي والزمني، بل بمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ (اقرأ 1بطرس 1: 4).

بالطبع، كان داود مسرورًا بالوعد بميراث مجيد وأبدي قادم – ثروات وأرض ومتع مادية أخرى – لكنه أدرك أن هذا لن يكون ميراثًا على الإطلاق إن لم يتضمَّن حضور الله ذاته، ولهذا رنَّم للرب قائلًا “أَنْتَ سَيِّدِي. خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ. الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي. أَنْتَ قَابِضُ قُرْعَتِي” (مزمور 16: 2،5 ). هنا، يردد داود قناعة موسى الذي توسَّل إلى الله نيابةً عن بني إسرائيل قائلًا “إِنْ لَمْ يَسِرْ وَجْهُكَ فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ ههُنَا” (خروج 33: 15)، وكان رد الله: “سأذهب معك”.

أعظم هبة يمكن أن نحصل عليها هي الله نفسه. اقرأ فقط الكلمات التي ختم بها داود المزمور “تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ” (عدد 11). سوف نحصل حقًا على كل شيء.

صلاة: أبي، إن فيض محبتك رائع، أفرح برحمتك وصلاحك. أنت كنزي العظيم. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.