سر القناعة والشعور بالرضا

أمس واليوم وإلى الأبد
فبراير 11, 2022
مواجهة المجهول
فبراير 14, 2022

سر القناعة والشعور بالرضا

“وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ” (1تيموثاوس 6: 6)

سواء كنا أغنياء أو فقراء، فقد اتضح أن النجاح والثروة والممتلكات لا يمكنهم إخماد اشتياقنا جميعًا للشعور بالرضا، فبدون القناعة التي تأتي من معرفة المسيح، سنظل جميعًا نتوق إلى المزيد، وسنحاول إيجاده في كل الأشياء التي يُروِّج لها العالم.

يُسيطر روح الطمع والحسد اليوم على شاشة التلفزيون، سواء في الأخبار، أو في وسائل الإعلام الأكثر مُشَاهَدة، أو في مجموعة الإعلانات التي تهدف إلى إقناعك بأن هذا المنتج الجديد سيمنحك أخيرًا ما تبحث عنه. من السهل أن نرى كيف يلتهم الشعور بعدم الرضا روح أُمَّتنا.
نحن جميعًا مُعَرَّضون للشعور بعدم الرضا، مُتناسين المكسب المذهل الذي لا مثيل له، والذي حصلنا عليه بالفعل في المسيح: وهو حضور الله ذاته. لهذا يخبرنا الكتاب المقدس أن “التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ هِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ” (1تيموثاوس 6: 6). عندما نتذكَّر أننا قد صِرنا أبناء لله كما يقول الإنجيل، لا يَسَعنا إلَّا أن نكون قانعين في سَيرِنا مع ربنا، وسوف نربح المزيد أيضًا عندما نتجدَّد ونبني كنزًا في السماء (اقرأ غلاطية 5: 22-25، 2كورنثوس 4: 16-18، متى 6: 19-21، 1كورنثوس 3: 12-15).

كتب بولس الرسول في رسالته إلى مسيحيي فيليبي “أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ” (فيلبي 4: 12)، ويخبرنا سر ذلك في العدد التالي: “أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” (عدد ١٣). كثيرًا ما نُزعت هذه الآية من سياقها واستخدمها البعض ممن يريدون التباهي بقوتهم، لكنها في الواقع تخبرنا أن قوة المسيح هي التي تجلعنا نشعر بالرضا، بغض النظر عن الظروف التي نواجهها. لقد تعلَّم بولس الاتكال على يسوع، فمنحه الرب القوة لتحمُّل كل ما يُلقي به العالم في وجهه، ولكن الأكثر من ذلك، أنه منحه القوة لكي يشعر بالرضا، مهما كانت الظروف.

صديقي، إذا كنت تريد أن تكون قنوعًا وراضيًا في العام القادم، ركِّز على يسوع المسيح، وكن سفيرًا لمُخلِّصَك، لأن هذه هي دعوته لك، وفي خدمته ربح عظيم.

صلاة: ساعدني يا رب لكي أكون سفيرًا لك، وأجذب الكثيرين إلى ملكوتك العجيب من خلال الشعور بالرضا الذي تجلبه لروحي وحياتي. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.