صلاة الانكسار

‘‘قَرِيبٌ هُوَ ٱلرَّبُّ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقُلُوبِ، وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ’’ (مزمور 34: 18)

اقرأ 1 صموئيل 1: 1-20.

إذا أردت أن تكون كاملًا في ملكوت الله، يجب أن تكون مستعدًّا للانكسار، لأنَّ الله يبارك الروح المنكسرة.

نقرأ في الأصحاح الأوَّل من سفر صموئيل الأول صلاة نابعة من قلب منكسر، على لسان امرأة تدعى حنَّة. ونتيجة صلاتها، وُلد رجل غيَّر مسار التاريخ بصورة مقتدرة، ومسح بالزيت الملك الذي سيولد مخلِّص العالم من نسله.

يعني اسم ‘‘حنَّة’’ ‘‘نعمة’’ أو ‘‘خير’’ لكنَّها لم تشعر أبدًا بالنعمة بل الانكسار لأنَّها لم تقدر أن تنجب طفلًا. ونقرأ في سفر صموئيل الأول 1: 10، ‘‘وَهِيَ مُرَّةُ ٱلنَّفْسِ. فَصَلَّتْ إِلَى ٱلرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً’’.

يجب أن نولي اهتمامًا خاصًّا لجوانب عدَّة من صلاة حنَّة. بدايةً، هذه أوَّل صلاة لامرأة مدوَّنة في الكتاب المقدَّس. من المؤكَّد أنَّ نساء مؤمنات كثيرات صلَّين قبلها، لكنَّ صلواتهنّ لم تدوَّن في الكتاب المقدَّس. وأنا واثق من أنَّنا قد نصاب بالذهول أمام الأعمال العظيمة التي صنعها الله استجابةً لصلواتهن، وأستطيع القول لكم إنَّني آمنت بالمسيح وصرت خادمًا له بفضل استجابة الله لصلوات أمي النابعة من قلب منكسر، لأنَّني كنت بعيدًا عن الله في صباي، فأحزنت قلبها.

ثانيًا، كانت حنَّة تتكلَّم في قلبها وشفتاها فقط تتحرَّكان. وبالتالي، هي لم تسعَ إلى قول كلام فصيح، بل صلَّت صلاة نابعة من قلب حزين ومنكسر.

ثالثًا، عندما صلَّت حنَّة، لم تحاول لفت الأنظار، أو إبهار الآخرين، أو التلاعب بمشاعرهم، أو كسب تعاطفهم، فهي كانت تعلم أنَّ شخصًا واحدًا فقط يستطيع أن يلبِّي احتياجاتها، ولا يعسر عليه أمر، ويسمع الصلوات كافة، حتَّى لو كانت صلوات صامتة.

يسمع الله صلواتنا التي نعبِّر عنها بأنين أعمق من الكلام. إنَّها صلوات الانكسار وهو يفرح باستجابتها. وسيستخدم الله انكسار حنَّة ليباركها ويبارك العالم كلَّه من خلالها على مرّ الأجيال.

صلاة:  يا رب، أشكرك لأنَّك قريب من المنكسري القلوب. أشكرك لأنَّك تعرف شهوة قلبي، ولأنَّ محبَّتك تمنحني الراحة وإنجيلك يمنحني السلام. أقترب إليك اليوم بقلب منكسر عالمًا أنَّك أنت وحدك قادر أن تشفيني. أصلي باسم يسوع. آمين.