قوة الصلاة
سبتمبر 14, 2023
صلاة الانكسار
سبتمبر 16, 2023

صلاة الطاعة

‘‘وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ ٱلْعَارِفُونَ ٱسْمَكَ، لِأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ’’ (مزمور 9: 10)

اقرأ ما جاء في سفر التكوين 24: 1-50

صلَّيتُ على مرّ السنين مع عدد هائل من الأشخاص هذه الصلاة البسيطة، طالبًا الحكمة من الله لاتخاذ القرارات الصائبة: ‘‘يا رب، أرِ عبدك الطريق الذي يجب أن يسلك فيه.’’ هذه الصلاة مستوحاة من صلاة واردة في الأصحاح 24 من سفر التكوين، وهي أوَّل صلاة مدوَّنة في الكتاب المقدَّس. وقد سبقتها محادثات بين آدم والله، وبين إبراهيم والله، لكن تلك كانت المرَّة الأولى التي يصلِّي فيها إنسان إلى الله  كما نصلِّي أنا وأنت. وهي جاءت على لسان إنسان عادي جدًّا لم يرِد ذكر اسمه في الأصحاح. نحن نعرف أنَّ اسمه هو أليعازر الدمشقي لأنَّه ورد في في سفر التكوين 15: 2 وهو كان عبد ابراهيم وكبير بيته.

عندما شاخ ابراهيم، أمر أليعازر بالذهاب إلى مدينة ناحور في بلاد ما بين النهرين حيث يقيم أقاربه لكي يجد زوجةٍ لابنه اسحق.

ونقرأ في سفر التكوين 24: 12-14 أنَّ العبد توقَّف في خلال رحلته ليصلِّي إلى الله ويطلب إرشاده. وبما أنَّ اسمه لم يرد في هذا المقطع، فهذا يعني أنَّه عبد متواضع لا يسعى إلى تمجيد نفسه، فاستجاب الله لصلاته حتَّى قبل أن يفرغ من الكلام (العدد 15).

يقول البعض إنَّه لا يجدر بك أبدًا أن تصلِّي صلوات محدَّدة لأنَّك ربَّما تصلِّي خارج مشيئة الله، لكنَّ الكتاب المقدس يتضمَّن أمثلة عدَّة عن أشخاص صلُّوا صلوات محدَّدة، فأكرم الله صلواتهم، كما فعل مع أليعازر الدمشقي. يجب علينا حتمًا أن نكون مرنين عندما يمنحنا الله جوابه، فهو قد يستجيب لصلواتنا بطريقة لا نتوقَّعها، لكن يجب ألَّا نخشى أن نصلِّي صلوات محدَّدة.

وأدرك أليعازر أيضًا أنَّ الصلاة لا تحلّ مكان العمل. فهو صلّى، لكنَّه تابع طريقه، وأبقى عينيه شاخصتَين نحو الهدف، وتبع الإرشادات التي تسلَّمها.

لقد صلَّى أليعازر، عبد ابراهيم الأمين، لكي يرشده الله في اتِّخاذ قرار يؤثِّر على نسب يسوع المسيح. وهو مثال لنا نتعلَّم منه هذا المبدأ المهم: الصلاة بأمانة+الطاعة غير المشروطة= صلاة مستجابة.

عندما تحتاج إلى مشورة الله، وإلى استجابته لصلاتك، صلِّ بقلب مفعم بالطاعة غير المشروطة، ثمَّ انتظر بأمانة حتَّى ترى استجابته.

صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّني أستطيع أن أرفع إليك طلباتي المحدّدة واثقًا بأنَّك تسمعني وتستجيب لي بحكمتك وبأنَّك تسرع به في حينه. أشكرك لأجل مثال أليعازر الدمشقي الذي يعلِّمنا الإيمان والطاعة. ساعدني أن أصلِّي أنا أيضًا وأحيا بثقة عالمًا أنَّك تحبُّني وتسدِّد احتياجي. أصلِّي باسم يسوع.