فرح وسط الحزن
يوليو 13, 2022
إكمال السَعْي
يوليو 15, 2022

عبور خط النهاية

“قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ” (2 تيموثاوس 4: 7).

ذُكِر ديماس ثلاث مرات في العهد الجديد. أشار بولس إليه في رسالتي كولوسي وفليمون كشريك له في عمل الإنجيل، ولكننا نشهد في الرسالة الثانية لتيموثاوس تحوُّلًا مُحزِنًا في أحداث سباق إيمان ديماس إذ يقول بولس “لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ” (2تيموثاوس 4: 10)

بدأ ديماس السباق بشكل صحيح، لكنه أنهاه بشكل خاطيء، فكونه شريك بولس في عمل الإنجيل يجعلنا نفترض أنه بدأ سعيه بحماسة روحية كبيرة وتصميم، لكن مع اقتراب نهاية حياة بولس، قرر ديماس أن يسعى إلى تحقيق نجاح في العالم بدلًا من خدمة المسيح، مُفضِّلًا ملذات العالم الزائلة على مجد الله، وما يُرى على ما لا يُرى، لهذا اهتم بولس بنُصح تيموثاوس أن يتجنب الوقوع في نفس الفخ.

لقد رأى بولس في حياته الكثيرين الذين تجاهلوا دعوة المسيح من أجل أمور أقل قَدْرًا وأهمية، وفي كثير من الأحيان، كان بولس يعمل عمل الله بمفرده، لكن طوال فترات السجن والضرب والهجر التام، وهي أشياء قد لا نختبرها أبدًا في رحلة إيماننا بالمسيح، استطاع بولس أن يقول “لكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ” (2تيموثاوس 4: 17). وعلى الرغم من أن بولس كان يعمل بمفرده، كان الله يعتني به في لحظات احتياجه. لقد كان بولس شخصًا غير كامل مثلنا، ولكنه استطاع أن يُكمل سعيه وجهاده كما ينبغي لأنه اعتمد على أمانة الله معه لحظة بلحظة.

يمكن تلخيص آخر تشجيع من الرسول بولس لتيموثاوس في هذه الكلمات: “كن قويًّا يا تيموثاوس، ولا تستسلم أبدًا، حتى وإن كنت بمفردك، استمر في النضال من أجل الحق. لا تتوقف عن الركض في السباق، واستمر في النظر إلى المسيح”.

عندما أدرك بولس أن وقته على الأرض قد قارب على الانتهاء، استطاع أن يقول بثقة “قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ” (2تيموثاوس 4: 7). ليكُن لنا هذا التوجُّه عندما نثق في المسيح ونركُض في السباق حتى النهاية.