عطية النعمة المجيدة – مايكل يوسف

الحب والجنس والعلاقات الدائمة – تشيب إنجرام
يوليو 25, 2018
التحرر من عبودية وسائل الترفيه – مايكل يوسف
نوفمبر 15, 2018

عطية النعمة المجيدة – مايكل يوسف

في عالم اليوم وحتى في العديد من كنائسنا، لم تعد النعمة مذهلة؛ بل صارت أمر ممل، تماماً مثلما شخّص الكاتب المعروف جي أي بيكير الوضع اليوم بقوله “إن فكرة [النعمة] لم تعد تعني الكثير لنا لأنها تلمس حياتنا اليومية على الإطلاق” (كتاب معرفة الله ، 129). صحيح أنه في عصر حقوق الإنسان وحقوق الحيوان وكل نوع آخر من الحقوق، لا نحتاج إلى النعمة كما أننا لا نقدرها. لم يعد الناس يشعرون بحاجتهم إلى نعمة الله لأنهم يعتقدون أن بوسعهم العيش بدونها وأن لكل شخص الحق أن يعيش حياته بطريقته الخاصة. لذلك ، يرفض العالم أي مفهوم للخطية، ناهيك عن الحكم الذي يستحقه هذا التمرد. وهكذا، ترفض نعمة الله الرائعة. هذه النعمة هي السمة المميزة للمسيحية، الأمر الذي يجعلها فريدة من نوعها بين جميع الأديان.

فسواء كنا نتحدث عن مسار البوذا الثامن، أو العقيدة الهندوسية للكارما، أو مراسم الاحتفالات اليهودية ، أو الشريعة الإسلامية، فإن جميع أنظمة المعتقدات الأخرى تعلن كيف تسعى البشرية جاهدة لنوال رضا الله والحصول على الخلاص. لكن المسيحية تحكي كيف أن الله تنازل وتواصل مع الإنسان بدافع محبته العظيمة.

في المسيحية، لا يمكن لأحد أن يصل إلى الله، فهو إله قدوس وبار وعظيم، لذلك لا يستطيع أحد أن يشتري أو يستحق طريقه إلى السماء. انه ببساطة أمر مستحيل. لهذا، وفي محبته جاء الله إلينا. إن مجرد التفكير في أن هذا الإله العظيم يقدم خلاصاً للخطاة بدون قيود أو شروط أمر يتعارض مع كل غريزة إنسانية ويختلف عن كل نظام ديني آخر في العالم.

إن التجربة التي سقط فيها كل من آدم وحواء هي نفس تجربة اليوم على وجه حيث سعا كل منهما لأن يكونا أسياداً لأنفسهم وحاولوا تأسيس سلطتهم الخاصة – طريقهم للوصول إلى الألوهية. إن رفضهم لإطاعة أوامر خالقهم الذي أحبهم، أدى إلى موتهما تماماً كما تم تحذيرهما (راجع سفر التكوين 2: 16-17). وبسبب تمردهما أحتقر كل منهما محبة الله ونعمته التي اختروها عندما سارا مع الإله الواحد الوحيد.

فإذا كنا نتحدث عن أي إله آخر من صنع الإنسان، فحتما ستكون هذه هي النهاية، لكننا نتحدث عن إله النعمة، الإله الذي شمل العالم بمحبته والذي لا يزال يقدم نعمته كل يوم من خلال إعلان ذاته لنا وكشفه عن طرقه العجيبة. فقبل أن تحل نعمة الله في حياتنا، كنا أمواتاً روحياً ولم يكن بوسع أي منا الاقتراب إلى الله (انظر أفسس 2: 1-8). نعم كنا أحياء بالجسد ولكننا رفضنا الله واخترنا أن الحماقة والجهالة على حكمته. كنا أموات في خطايانا، مستعبدين للخطيئة، عاجزين عن فك قيودنا، وتحت غضب الله .

ولكن الآن، إن كنت قد حصلت على نعمة الله، وعطية الخلاص والحياة الأبدية من دم يسوع المسيح، فأنت حي وقد تحررت من قوة الخطية، وقد ارتفع عنك ضب الله (انظر كولوسي 2: 11-14 ؛ رومية 6: 1-14). “الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلصون وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع.” (افسس 2: 4-6). لقد صرت حراً!

افرح لانك لم تعد عبدا للخطية بل سفيرا لملك المجد. يا لها من قوة مذهلة، يا لنعمة الله الغنية، وما أبعدها عن الملل والسأم، فإنها تطمس ماضينا الكئيب وتعطينا حاضراً مجيداً بينما نسلك في حياة جديدة مع ملك الملوك الساكن في قلوبنا حتى ذلك الحين حين إله النعمة وجها لوجه.

نعمة الله، وعطية الخلاص