طوبى للمساكين بالروح
يناير 11, 2020
طوبى لمن يموت عن ذاته
يناير 13, 2020

فرح الحزانى

“طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْن” (متى 5: 4).

قد تكون التطويبة الثانية هي الأكثر تناقضًا. يظهر الأمر كما لو أن يسوع يقول أن “الحزين هو الفَرِح”. لكن نظرة يسوع إلى السعادة ليست مثل نظرتنا التي غالباً ما تتغير بحسب ظروفنا. لا تقتصر سعادة الثقافة المضادة التي يتحدث عنها يسوع على وجود احباطات، بل تأتي أيضًا من خلال الحزن.

نوع حزن يسوع هو أيضًا مُضاد للثقافة. إنه ليس حزن الشفقة على الذات عندما لا تحصل على ما تريد، كما أنه ليس حزن الفقد عندما تفقد شخصًا ما أو شيء ما تحبه. إن حزن يسوع هو الحزن الإلهي على الخطية. المساكين بالروح من التطويبة الأولى، سيصبحون هم الحزانى على خطاياهم. لا يقول يسوع أن السعادة تأتي من الحزن نفسه، بل من تجاوب الله مع حزننا. الحزن الإلهي يجلب الغفران والشفاء الإلهي، والذي بدوره يمنحنا تعزية الله وفرح.

هناك عائقان أمام الحزن الإلهي، ومن ثم أمام تعزية الله، وهما الغرور واليأس. يجعلنا الغرور نتجاهل خطيتنا ونُلقِي باللوم على الآخرين، واليأس يجعلنا نفقد الرجاء في غفران الله ويعطي مبرر للخطية كواقع لا مفر منه. كلٍ منهما يمنع الحزن ويعيق نعمة الله ويعترض سبيل السعادة، لكن أولئك الذين يرفضون الغرور واليأس سوف يجدون الفرح الذي لن تستطيع ظروف الحياة أن تهدمه.

صلاة: أشكرك يا أبي من أجل نعمتك من نحوي. أتوب عن خطيتي وعن الأوقات التي حاولت فيها أن أتغاضى عنها أو عندما كنت أشعر باليأس من ألا تكون نعمتك كافية. أعلم أن دم المسيح لديه القدرة على التكفير عن خطاياي إلى الأبد. أشكرك لأني أستطيع أن أبتهج بالتوبة بسبب ما فعله المسيح من أجلي. أصلي في اسم يسوع. آمين.