التطهير بالاعتراف
يناير 5, 2023
تكريس صامت
يناير 8, 2023

فيض محبَّته

‘‘وَلَا يُخْدَمُ بِأَيَادِي ٱلنَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ’’ (أعمال 17: 25)

تعتبر ثقافتنا عيد الميلاد موسمًا للعطاء، وينظر إليه المؤمنون وغير المؤمنين على أنَّه وقت لتقديم الهدايا والاحتفال والتجمُّع مع الأصدقاء وأفراد العائلة، وإثقال برامجنا بالاحتفالات والالتزامات، فنُعِدُّ القوائم ونتساءل قلقين ما إذا كنا جلبنا الهدية المناسبة، أو علينا شراء هدية أخرى. لكن وسط هذا الصخب كلِّه، يشعر كثيرون بالاكتئاب والوحدة واليأس والإحباط في الميلاد. لماذا؟ لأنَّنا نصدِّق رسالة ثقافتنا العلمانيَّة التجاربَّة التي حوَّلت عيد الميلاد إلى احتفال ترفيهيّ، وإلى انغماس سطحي بالملذّات بعيد كلِّ البعد عن الاحتفال الذي يشبع نفوسنا وينهضها من سباتها

إنَّ الله القدوس، الكائن منذ الأزل إلى الأبد (مزمور 90: 2) الذي لا يطلب شيئًا منَّا ولا يحتاج إلى تسبيحنا ومحبَّتنا وذبائحنا (أعمال 17: 24-25)، خلق الكون من فيض محبَّته الكائنة منذ الأزل بين الآب والإبن والروح القدس. فهو خلقنا لكي نتمتَّع به ونشترك في محبَّته الإلهيَّة ونستمتع بالحياة الفيَّاضة في محضره. وعندما رفضه الإنسان في جنَّة عدن، هو ظلَّ أمينًا ووعد بإرسال مخلِّص ليفتدي البشريَّة ويردَّها إليه. في الميلاد، نحتفل بتتميم هذا الوعد الرائع الممتلئ نعمة ومحبَّة، فيسوع ابن الله أخلى نفسه وولد كطفل لكي يموت على الصليب ويمنحنا مجده إلى الأبد (يوحنا 17: 22). فلنحتفل بهذه العطيَّة!

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأنَّك سعيت ورائي بمحبَّتك مع أنَّني رفضتك كما فعلت البشريَّة جمعاء. لا مثيل لمحبَّتك يا رب. أشعر بالذهول لأنَّك أنت الإله القدوس نزلت من السماء من أجلي. ساعدني أن أعبدك في هذا الموسم وأن أحتفل بروعة عيد الميلاد وبنزول الله إلى الأرض من أجلي. أصلِّي باسم يسوع. آمين