في خضمّ العاصفة المفاجئة

لا تخَف
أغسطس 2, 2022
الحق سينتصر
أغسطس 4, 2022

في خضمّ العاصفة المفاجئة

‘‘حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «ٱلرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟»’’ (عبرانيين 13: 6)

هل شعرت يومًا بأنَّك تهيم وحدك في الظلمة، غير عالم بالكوارث التي تنتظرك أو متى سيسطع النور من جديد؟ عاش التلاميذ اختبارًا مماثلًا عندما غدرت بهم عاصفة هوجاء في البحر، كما جاء في إنجيل مرقس 4: 35- 41، وبالرغم من وقوف يسوع إلى جانبهم، سمحوا للظروف بإيقاعهم في الخوف.

هبَّت العاصفة فجأة، فلم يواجه التلاميذ خطر المياه الهائجة فحسب، لكن اكتنفتهم الظلمة أيضًا، ولم يكن لديهم سترات نجاة ولا قوارب نجاة، فشعروا بأنَّهم تحت رحمة العاصفة الهوجاء.

فصرخوا إلى يسوع مذعورين وقالوا، ‘‘يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟’’ (مرقس 4: 38)، ‘‘فَقَامَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «ٱسْكُتْ! اِبْكَمْ!» (عدد 39)، ثمَّ قال للتلاميذ، ‘‘مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟ كَيْفَ لَا إِيمَانَ لَكُمْ؟’’ (عدد 40). في هذا الحدث الصادم، تقابل التلاميذ مع يسوع الإله، فألقوا مخاوفهم عليه لأنَّه متسلِّط على الرياح والأمواج.

أحيانًا كثيرة، نريد من الله أن يحلّ مشاكلنا فورًا، ونريد أن تهدأ المياه الهوجاء حولنا بغتةً، لكن أحيانًا، يريد الله أن يكلِّمنا. فهو يريد أن يزداد إيماننا عمقًا وأن ننمو فيه لكي ننظر إليه نظرة جديدة. يريد الله أن نتبعه بإيمان مهما بدت ظروفنا قاتمة.

عندما أسكت يسوع العاصفة، قال لتلاميذه إن مخاوفهم كبيرة وإيمانهم ضئيل. ويمكن تشبيه الرابط بين الإيمان والخوف بالأرجوحة، عندما يرتفع أحدهما، ينخفض الآخر، وهكذا، عندما نسمح للخوف بالارتفاع، يتلاشى إيماننا، لكن العكس صحيح أيضًا، فعندما يزداد إيماننا، تتلاشى مخاوفنا ونحلِّق في مخافة ووقار للخالق المهوب الكلي القدرة الذي يحبُّنا.

صلاة: يا رب، وسط هذه العاصفة، ساعدني أن أفهم ما تريد تعليمي إيَّاه، وساعدني على النمو في الإيمان. أصلِّي باسم يسوع. آمين.