السلام الإلهي
مارس 2, 2024
الدافع وراء تحقيقنا للرؤية
مارس 4, 2024

في كل الظروف

“أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” (فيلبي 4: 12-13)

في بعض الأحيان، نتجنَّب النمو الروحي لأننا نعلم أنه غالبًا ما يكون مصحوبًا بالألم بينما نحن نريد الهروب من المتاعب، لكن الكتاب المقدس يقول لنا: “اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ” (يعقوب 1: 2-4)

لا يعني الفرح عدم الشعور بالألم أو الحزن أو الإحباط عندما يبدو أن كل شيء لا يسير على ما يرام، لكننا نستطيع أن نفرح حتى وسط الآلام، على عكس سعادة العالم

اختبر بولس المصاعب والمشقَّات؛ فقد تعرَّض لانتقادات قاسية، وسَجنٍ، ومواقف كان فيها قريبًا من الموت. لم يكن بولس في فرحٍ دائمٍ، لكنه وجد سر الحفاظ على فرحه، وهو التركيز على المسيح بدلاً من ظروفه. بعد أن تحدث بولس في أورشليم وتسبب في الكثير من الفوضى لدرجة أن القائد الروماني اضطر لإيوائه في معسكر لحمايته، جاء الرب بنفسه ووقف بجانب بولس وقال له: “ثِقْ يَا بُولُسُ! لأَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا” (أعمال الرسل 23: 11)

إذا كنت تمر بوقت عصيب، أو تم إغراؤك للابتعاد عن الله، أو إذا كنت تتساءل عما إذا كان الحبل الذي تتعلَّق به على وشك الانقطاع، وأن الله قد نسيك، تذكَّر أن كلمات الله لبولس هي لك أنت أيضًا

حتى عندما يبدو الله صامتًا، فإنه يعمل على تحويل كل شيء لخيرك ولمجده. الله هو سيد ظروفك، وهو يستخدمها جميعًا لتحقيق هدفه في حياتك

عندما وثق بولس في يد الله المُسيطرة، تعلَّم أن يكون راضيًا في كل الظروف، في الغنى وفي الفقر، في المرض وفي الصحة، في بلاط الملوك وفي زنزانات السجون. مهما كان ما دعا الله بولس لفعله – سواء كان التحدُّث مع الأقوياء أو المساكين – فقد علم بولس أن الله سوف يؤهله للقيام بتلك المهام، وكان تركيزه على المسيح سببًا في شعوره بالفرح والرضا في حياته

ما هي المشقة التي تتحملها الآن؟ ارفع عينيك إلى إله كل الخليقة الذي يحبك ويعمل كل شيء لخيرك ولمجده، ولتملأ هذه المعرفة قلبك بالحمد والسلام

صلاة: يا رب، عندما تضعني في مواقف لتختبر فيها إيماني وتُمّيه، أريد أن أجد راحتي فيك وفي سيادتك. ليرفَع روحك عينيَّ إليك أنت مصدر كل فرح. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين