يرحب بنا في منزله
أكتوبر 8, 2022
لا تتقيَّد بالناموس
أكتوبر 10, 2022

كان ضالًا فوُجِد

“فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ” (لوقا 15: 31-32)

اقرأ لوقا 15: 11-32. كثيرًا ما نرى رجال ونساء يعيشون مثل الأخ الأكبر في قصة الابن الضال، ولا نستطيع أن نُجزِم أن هناك مشكلة في ذلك. مثل هؤلاء الناس نجدهم في الكنيسة، وربما بعضهم يُعلِّم بمدرسة الأحد، أو متطوع للمساعدة في مدرسة الكتاب المقدس الصيفية، أو يقود مجموعة من المجموعات صغيرة

في الواقع، لا يختلف الابن الأكبر كثيرًا عن أخيه الأصغر؛ فقد أراد كل منهما الحصول على ما يمكنهما الحصول عليه من أبيهما، لكنهما لم يستثمرا في علاقتهما بأبيهما. اختار الابن الأصغر الأسلوب الأكثر صراحة، فأخبر الأب بأنه يتمنى لو أنه مات حتى يتمكن من الحصول على ميراثه قبل الموعد المحدد، أما الأخ الأكبر فكان أكثر صبرًا، واختار طريق الطاعة حتى يحصل على ما يريده من والده عن استحقاق، فكان يفعل كل الأشياء الصائبة حتى يكون له الحق في الحصول على ما يريده

في نهاية مَثَل يسوع، في وسط الإحتفال الهائل للترحيب بالابن الأصغر، كان الابن الأكبر يستشيط غضبًا وقال لأبيه “هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي” (عدد 29). نجد مِثل هذا في كنائسنا اليوم، تمامًا مثل الفريسيين الذين كانوا يستمعون إلى هذا المثل، والذين يعتقدون أن سلوكهم الجيد يؤهلهم لنَيْل بركات الآب، وبهذا هم لا يستغلون فقط صلاح الله، بل يغفلون أعظم بركة على الإطلاق، وهي معرفة الآب السماوي! غالباً ما يدرك الخطاة حاجتهم إلى مُخلِّص، أما أولئك الذين يظهرون من الخارج وكأنهم بلا عيب فيجدون صعوبة في إدارك احتياجهم لمُخلِّص

ينتهي مَثَل يسوع على نحو مفاجيء بدعوة الأب ابنه الأكبر إلى الحفل، بل أنه كان في الواقع يتوسَّل إليه ليأتي ويحتفل معهم، لكن الكتاب المقدس لم يخبرنا أبداً كيف كانت إستجابة الابن الأكبر وانتهت القصة دون ذِكر رده. إن المعنى المُتضمَّن هنا هو أن الله يقف مستعدًا للترحيب بكل خاطي ضال، بما في ذلك أولئك الفريسيين والكَتَبة إن أدركوا احتياجهم إلى مُخلِّص، وقد حان الآن الوقت للإستجابة لهذه الدعوة الكريمة

صلاة: أبي، إن رحمتك ونعمتك مُذهلتان. أحمدك من أجل محبتك الصادقة، وأُصلِّي كي تساعدني أن أدرك ما هي الطرق التي أسعى من خلالها لكسب استحسانك فأتوب عنها وأتحرر في خلاصك بنعمتك. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين