البحث عن إجابات في الكلمة
أغسطس 9, 2020
الإيمان العامل
أغسطس 11, 2020

كلمة الله لا تتغير

“كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ” (أمثال 30: 5).

لا يمكن للمسيحيين الذين يؤمنون بالكتاب المقدس أن يقبلوا بفكرة “المسارات المتعددة” كتعبير حقيقي عن إيمانهم، لكن المسيحيين المُدَّعين يعتبرون هذا الموقف “الشامل” موقفًا مستننيرًا. تقدم المسيحية الليبرالية تفسيرًا إنسانيًا جديدًا لإيماننا وتدَّعي أن المسيحيين الذين يؤمنون بالكتاب المقدس غارقون في التفكير الجامد غير المُستنير والعتيق. إنهم يخبروننا أن الأزمنة قد تغيرت، وأن المجتمع قد ارتقى، وعلى الكنيسة أن تتطور للمواكبة.

بل وإنهم يُحرِّفون فكرة أن الكتاب المقدس هو الكلمة الحية لفتح الباب لإعادة التفسير الجذري مع تغيُّر المجتمع والآراء، بحيث يتم قلب معناها الأصلي رأساً على عقب!
يقول الكتاب المقدس أن “كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (عبرانيين 4: 12). وقال مارتن لوثر ذات مرة: “الكتاب المقدس حي، إنه يتحدث إليّ؛ لديه أقدام يركض بها خلفي؛ ولديه أيدي تُمسِك بي.” لكن كاتب العبرانيين ومارتن لوثر لم يقصدا أن الكتاب المقدس يخضع للمراجعة أو “للإعلانات الجديدة” بحسب الأذواق العامة المتغيرة والأمزجة السياسية.

الكتاب المقدس لا يتغير، بل يُغيّرنا. إن اختلفنا مع شيء قرأناه في الكتاب المقدس، فليس الكتاب المقدس هو ما يحتاج إلى تغيير، بل نحن. يجب علينا أن نفحص آرائنا ونقوم بتغييرها في ضوء كلمة الله التي لا تتغير.

مع ابتعاد العديد من القادة والكُتَّاب في الكنيسة عن الفهم الكتابي للقضايا الاجتماعية، تم اقتياد الكنيسة إلى الإرتداد والخطأ، بينما يتم اقتياد الأمة إلى العلمانية والنسبية الأخلاقية والفساد. لقد قامت الكنيسة بتهميش دورها وأبعدت نفسها عن العالم في الوقت الذي يحتاج فيه بشدة إلى حق الله.

لم تتغير رسالة الله لنا منذ بداية الزمان، فهي تظل كما هي: لا تعبث بحق الله. لقد عَلَّم المسيح تلاميذه أهمية معرفة الحق والتكلُّم به والدفاع عنه لأن يسوع نفسه هو الحق المتجسد.
الرضا الذاتي والإرتداد هما أمران يهددان حياة الكنيسة أكثر بكثير من داعش أو أي جماعة إرهابية أخرى. لا يمكن تدمير الكنيسة من الداخل إلا إذا ابتعدنا عن الكتاب المقدس ولوثنا حق الله بأفكار العالم. يجب على الكنيسة أن تستيقظ وتتخلص من غيبوبتها التي طالت.

أنت وأنا وكل من يدَّعي اتباعه ليسوع يجب أن نتخذ موقفاً ثابتاً فيما يختص بحق الله الذي لا يتغير.

صلاة: أشكرك يا رب لأن كلامك هو حق، وأنه لا يتغير مثلما أنت ثابت وأمين. ساعدني بروحك لكي أخضع لكلمتك وأتمسك بالحق الذي فيها في كل الظروف، مشاركًا الآخرين برسالتها التي تمنح الحياة بالنعمة والمحبة. أصلي في اسم يسوع. آمين.