صلاة نحميا العظيمة
مايو 23, 2020
برغم الخوف
مايو 25, 2020

الله يدعونا للقيادة

“أَنْتُمْ تَرَوْنَ كَيْفَ أَنَّ أُورُشَلِيمَ خَرِبَةٌ، وَأَبْوَابَهَا قَدْ أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ. هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ” (نحميا 2: 17).

يُختتم الإصحاح الأول من سفر نحميا بهذه العبارة البسيطة “لأَنِّي كُنْتُ سَاقِيًا لِلْمَلِكِ” (نحميا 11: 1). تحولت أسوار أورشليم إلى حطام، لكن الله لم يدعو عامل بناء أو مهندس لإعادة بنائها، بل دعى حامل كأس.

عندما نفكر في الأسوار المنهدمة في حياتنا قد يكون تفكيرنا “ما الذي يمكنني فعله؟ أنا شخص واحد فقط. نحن أسرة واحدة فقط. أنا صاحب شركة صغيرة أو والد متفرغ أو موظف متقاعد. أنا مُدرك لما يحدث من حولي، لكن ما الذي يمكنني فعله؟” الله يستطيع أن يجعل منك قائدًا تمامًا كما فعل مع نحميا.

اقرأ نحميا ٢. كان نحميا قائداً مؤهلًا وبارعًا، لأنه كان، أولاً وقبل كل شيء، خادمًا لله وللناس. كان هناك العديد من الأسباب التي كانت من الممكن أن تمنع نحميا من اختيار وضع القائد. لقد خاطر نحميا بوظيفته وبوقوفه أمام الملك، بل وبحياته، عندما طلب الإذن بإعادة بناء أسوار أورشليم. نحميا هو من أُعطي سلطة لقيادة المشروع. كان بإمكانه أن يصدق الكذبة القائلة بأن عليه أن يعطي الأوامر وعلى الآخرين أن يخدموا.

لكن نحميا كان يعرف الحقيقة: عندما يدعو الله الناس للقيادة، فإنه يدعوهم للخدمة. لذا، كخادم لله، ذهب نحميا إلى الملك. وعندما جاء إلى أورشليم، قام بمعاينة الأضرار التي لحقت بالأسوار. لقد أراد أن يرى بعينيه التحدي الذي كان عليه أن يواجهه قبل التحدث إلى شعب الله.

وأخيرا، عندما حان الوقت ليكشف للشعب ما وضعه الله على قلبه، قال نحميا: “هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ” (نحميا 2: 18). كان نحميا يدعو شعب إسرائيل إلى العمل الذي أعطاه له الله. لقد وعد بالإشتراك في العمل بنفسه، وليس فقط كمُشرف، بل كان على استعداد للعمل بيديه.

كما يقودنا أبونا السماوي من خلال إشتراكه معنا في عملنا، يدعو الله كل واحدٍ منا للقيادة كخادم يعمل جنبًا إلى جنب مع الآخرين في المهام التي وضعها أمامنا. لا يهم إذا كان لديك منصب قيادي رسمي أم لا، فالقادة العظماء هم من يتعبون الله بأمانة.

صلاة: يا رب، أرني أين تدعوني للخدمة، وأعطني الشجاعة للقيام بالعمل كما فعل نحميا. أصلي في اسم يسوع. آمين.