صلاح الناموس
يونيو 17, 2022
الكَنزْ المفقود
يونيو 19, 2022

مخاطر الغضب

“وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ” (متى 5: 22).

اقرأ متى 5: 21-25.

حتى وإن لم يبدو الأمر كذلك في البداية، فإن التوراة أو الناموس الذي يتكون من الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، كان بمثابة هبة ثمينة لبني إسرائيل. يُعلِّم الناموس كيفية العيش بطريقة تُرضي الله، وتكون أيضًا لخيرنا، كما أنه يشير إلى حاجتنا إلى مخلص لأن لا أحد منا يستطيع أن يحفظ وصاياه تمامًا، لكن الناموس يكشف أيضًا عن شيء آخر، وهو قلب الله.

في الموعظة على الجبل، أعلن يسوع للجموع الحق المؤلم، موضحًا قصد الله، بدءاً من وصية لا تقتل، التي صدم يسوع محبيه عندما أعلن لهم أن خطية الغضب الأناني هي خطية مساوية للقتل، لأن القتل يبدأ في قلب الإنسان.

يبدأ القتل بدافع أناني مغرور، ولذا، كان يسوع يقول للفريسيين الذين لديهم بر ذاتي أن البر لا يتعلق بالأمور الخارجية السطحية فقط، ولا يعد برًا حقيقيًا إذا ظهر فقط أمام نظر الآخرين، ولهذا قال: “إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ” (متى 5: 22).
أعتقد أن معظمنا يعرف أن الغضب يتخذ أشكالًا عديدة، تتراوح ما بين الانزعاج الخفيف إلى الغضب التام الذي لا يمكن السيطرة عليه، لكن كل أنواع الغضب غير مقدسة ونابعة من الكبرياء والبر الذاتي، وتتسلل عندما لا نحقق ما نريده، أو عندما ينتقدنا شخص ما، أو يتجاهلنا.

إذا تُرِك الغضب المتأجج بلا ردع سوف يدمر صاحبه من الداخل والخارج، وسيقضي على علاقته مع الله، لأنه ما من أحد يستطيع أن يعرف يسوع كمخلص ورب وهو يحتفظ في قلبه بكراهية تجاه الآخر (اقرأ 1يوحنا 4: 20)، ومن ثم فإن رسالة يسوع إلينا هي: إصلاح أي كسر في علاقتنا بأي أخ أو أخت في المسيح حتى نتمكن من تسوية الأمر بينك وبين الله.

إخوتي وأخواتي، إذا كان هناك أي صراع في حياتكم، تعاملوا معه سريعًا، وارفعوا كل أصل مرارة بينكم، فعندما تغفروا للآخرين وتكونوا في سلام مع من أساءوا إليكم، سيدهشكم ما سيفعله الروح القدس، وستشهدون بقوة الله المُغيِّرة القادرة على فداء وتجديد أبنائه.

صلاة: سامحني يا رب لكوني سريع الغضب، وساعدني لكي أتضع أمامك وأكون في سلام مع الجميع بحسب طاقتي (رومية 12: 18). أُصَلِّي في اسم يسوع، آمين.