هل أنت مستعد؟
يناير 1, 2020
ترانيم الميلاد
يناير 2, 2020

مفارقة نهاية الأزمنة

” وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ” (2 بطرس 1 : 19).

يشجعنا الكتاب المقدس على دراسة الفقرات النبوية به، لكنه يحذرنا أيضًا من أن نصبح مهووسين بالتنبؤ بالتواريخ والأزمنة، فليس علينا أن نعرف بالتحديد متى سيحدث كل شيء. علينا أن نكرز بالأخبار السارة وأن نكون مستعدين روحيًا وأخلاقيًا لمجيء الرب في كل وقت.

هناك مفارقة غريبة تحدث اليوم في الكنيسة، وأنا أُسمِّيها مفارقة نهاية الأزمنة. هذه المفارقة تتمركز حول نبوة الكتاب المقدس، وهي ببساطة أنه لم يكن هناك أبدًا اهتمام بنهاية الأزمنة مثلما هو الحال الآن – ورغم ذلك لا يظهر هذا الإهتمام في حياة المؤمنين.

نجد أن مؤتمرات النبوة، التي يُرَوِّج فيها المتحدثون والمؤلفون لبضاعتهم الخاصة بنهاية الأزمنة، تجذب بسهولة عشرات الآلاف من الناس – أما اجتماعات الصلاة فلا يحضرها إلا عدد قليل جدًا. أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي تَضُج بالنظريات المختلفة عن بهجة عودة المسيح إلى كنيسته؛ وعن علامات الضيقة العظيمة وهوية المسيح الدجَّال – لكن عدد قليل جدًا من المؤمنين على استعداد لأن يشهدوا بإيمانهم.

هل ترى المفارقة؟ كيف يمكن لأي شخص أن ينتظر بصدق مجيء الرب، ومع ذلك يعيش وكأن العالم مُستمر إلى الأبد؟ كيف نترقب المجيء الثاني، ومع ذلك لا نفعل سوى أقل القليل لنصل إلى أولئك الذين سنتركهم وراءنا؟ ليس هناك خطأ في القراءة عن نهاية الأزمنة ومعرفة نبوة الكتاب المقدس، لكن ألا ينبغي علينا أيضًا أن نقضي بعض الوقت في دعوة الضال إلى ملكوت الرب؟

في يومٍ ما، سيأتي الرب ليأخذنا إلى السماء، وهذه الحقيقة من شأنها أن تُشجِّع وتُحَرِّك كل جوانب حياتنا؛ الخدمة والعطاء والصلاة والعيش كل يوم في ترقُّب لمجيء المسيح ثانيةً في أي لحظة.

صلاة: سامحني يا أبي على كل وقت اِنسَقتُ فيه وراء غموض النبوَّات الكتابية على حساب الإستجابة الصحيحة المتمثلة في التبشير برحمة وفرح. وعندما أدرس كلمتك، أصلي لكي أخضع لسلطانك في كل جوانب حياتي من أجل مجدك. أصلي في اسم يسوع. آمين.