مكاناً على مائدة الرب – مايكل يوسف

نقطة تحولك العظمى – ديفيد جريمايا
نوفمبر 21, 2018
خمس حقائق لإنعاش حياة الصلاة – مايكل يوسف
يناير 15, 2019

مكاناً على مائدة الرب – مايكل يوسف

يقوم الزوج بتعليق آخر فرع زينة وتنتشر في أرجاء البيت رائحة بسكويت الجنزبيل المنبعثة من المطبح، ثم يدق جرس الباب مؤذناً بوصول آخر ضيف.

لقد اجتمع جميع أفراد العائلة للاحتفال بعيد الميلاد ولكن هناك مشكلة واحدة وهي أن ضيف الشرف لم يُذكر ولا حتى مرة واحدة. لم يذكر أحد اسم يسوع ومع أنه السبب في هذا الاحتفال، إلا إنه لم يُدع ولم يُكرم في هذه المناسبة.

الأخبار السارة

وفي البداية عندما ارسل الله ابنه من السماء إلى عالمنا، لم يكن له مكان حتى أن الحال انتهى بيسوع ومريم ويوسف في المزود وهذا ليس بمحض الصدفة وإنما بترتيب إلهي ” هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا.” (متى 1: 23)

عندما اختار الله أن يرسل ابنه إلى عالمنا، الأمر الذي تنبأ به كثيرون قبل آلاف السنين، كان يلعم أن العرش سيحول بينه وبين الناس الذين جاء ليخدمهم ولهذا لم يأتي يسوع ملكاً أو رجلاً ذي ثروة ونفوذ وإنما ترك مجد السماء وجاء كواحد منا ليخلصنا.

جاء باراً وبلا خطية إلى عالم تسوده الخطية ووُلد من عذراء ليغير العالم حاملاً رسالة “تعالوا إلي” (متى 11: 28) لأنه أحبنا إلى المنتهى (يوحنا 3: 16)

اقبل دعوة الله

وكما لم يهيئ العالم مكاناً للمخلص في عيد ميلاده الأول، هكذا يفعل كثيرون منا اليوم. ربما تلقينا دعوة الله لنا ولكننا لم نصير جزءاً من الاحتفال، ولم نعطيه مكاناً في حياتنا بل سمحنا لتمركزنا حول ذواتنا أن يسلبنا الفرح الذي لا يمنحه سوى المسيح. لقد سمحنا لسعينا وراء أمور هذا العالم أن يعمينا عن حاجتنا إلى الله وإلى بركة معرفته وأعطينا الفرصة لآراء الآخرين وفلسفاتهم أن تمنعنا من الإيمان بالحق الموجود في كلمته.

وها هو الآن يدعونا في محبته متسائلاً: هلا أعطيتني مكاناً في قلبك؟ هل ستخصص لي مكاناً على طاولتك؟

الدعوة مقدمة لكل شخص. هل أبقيت المخلص بعيداً؟ اقبل عطية الخلاص التي يقدمها المسيح وحده. هل أحبطتك الحياة وقست قلبك؟ ادعوه ليدخل حياتك. هل كسرتك الخطية وتركتك بلا رجاء؟ سلم حياتك للإله الحي. هل أطفأت مشغوليات الحياة محبتك وعلاقتك بالمسيح؟ اجلس على مائدتهم من جديد.

صديقي، يسوع يعرفك بالاسم ويعرف كل فكرة تدور في ذهنك وشهوة في قلبك. هو يعرفك قبل أن تولد وقد جاء من السماء إلى أرضنا لكي يموت لأجلك. لا تقامر بأبديتك! اليوم تستطيع أن تدعوه كضيف شرف لكي يسود على حياتك. اليوم تستطيع أن تقبل دعوته سواء كانت دعوة لكي تعرفه للمرة الأولى أو دعوة لكي تعرفه معرفة أعمق من الأمس.

عندما تجلس لتناول عشاء عيد الميلاد مع عائلتك، اعزم أن يكون اليوم بداية أسلوب حياة جديدة بأن تدعوه ليأخذ مكانه على الطاولة ليس فقط اليوم بل كل يوم. وعندما تجتمع مع الأصدقاء، ليكن حديثك نابع من قلب يفيض بالفرح في المسيح وبينما تقوم بتزيين بيتك وعندما تفتح الهدايا بالقرب من شجرة عيد الميلاد، لتفض كلماتك بالشكر لأن كل عطية صالحة هي من الرب (يعقوب 1: 17)

ونحن نحتفل بعيد الميلاد، دعونا نركز أنظارنا من جديد على أعظم عطية على الإطلاق: يسوع المسيح مخلصنا الذي تجسد ومات على الصليب وقام من الأموات لكي يعطينا حياة أبدية.

ونحن نحتفل بعيد الميلاد، دعونا نجلس على المائدة التي أعدها الله بنعمته لنا.

اليوم وكل يوم، دعونا نعد مكاناً له.

صلاة: أيها الآب السماوي، أنت وحدك مستحق كل محد وكرامة وتسبيح. أعلن لي اليوم جوانب حياتي التي أحتاج أن افسح مجالاً فيها لك. أشكرك لأنك ارتضيت أن ترسل ابنك لأرضنا لكي يدفع ثمن خطيتي. ساعدني لكي أتذكر هذا وسط مشغوليات العيد ولتكن حياتي تقدمة شكر لأجل كل ما صنعته لأجلي. في اسم يسوع. آمين.