اعرف خلاصك
أكتوبر 7, 2022
كان ضالًا فوُجِد
أكتوبر 9, 2022

يرحب بنا في منزله

“فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ (لوقا 15: 20)

هل فكرتَ يومًا أن منزلك الحقيقي هو السماء، في محضر أبينا القدوس؟ الله لا يبتعد عنَّا، ولكن نحن الذين نبتعد عنه، ولهذا جاء المسيح لكي يعيدنا إلى المنزل

اقرأ لوقا 15: 11-24. يوضح يسوع هذا في مَثَل الابن الضال، فالابن الأصغر هو الذي غادر وسافر إلى بلدٍ بعيدٍ، بينما ظلَّ الأب في المنزل. المسافة التي صارت بينهما كان سببها أنانية الابن؛ فالأب لم يترك المنزل. أخطأ الابن عندما أراد بركات الأب أكثر من العلاقة معه، وبطلبه لنصيبه من الميراث، كأنه يقول لوالده “أنا لا أريدك، أريد فقط ما يمكنك أن تعطيني إياه”. هل هناك شيئًا أكثر إيلامًا للأب من هذا القول؟ لكن، في الواقع، هذا ما يقوله الكثيرون منَّا لأبينا السماوي، فنحن نريد بركاته، ولا نريد أن نقضي وقتًا في التعرُّف على ما بقلبه

وهكذا نجد أنفسنا، مِثْل ذلك الابن الضال، في بلدٍ بعيدٍ. يبدو الله بعيدًا جدًا، والبركات بدون الآب لا تجلب السعادة الدائمة التي كنا نرجوها. عندما كان الابن الضال في مَثَل يسوع في ذروة احتياجه، يقول الكتاب المقدس أنه “رجع إلى نفسه” (لو 15: 17)، وبعبارة أخرى، كان واضحًا مع نفسه؛ فقد تذكَّر منزله الحقيقي، ومعاملة والده الجيدة له

لهذا علينا ألا نفقد رجاءنا أبدًا، مهما كان قدر ضياع شخص ما، فنحن لن نعرف أبدًا متى سيجعل الله الشخص يشتاق إلى منزله الحقيقي فيقوده ذلك إلى التوبة والرجوع إلى العلاقة مع يسوع المسيح. لم يكن الابن الضال مخطِئًا بشأن لُطف أبيه، فعلى الرغم من أنه خطط للعودة إلى المنزل كخادم فقط، إلا أن الأب لم يرد أن يسمع ذلك. لقد أحب ابنه كثيرًا ولذلك أعاد له جميع حقوقه وامتيازاته كإبن صالح

هذه هي معجزة الإنجيل: على الرغم من كوننا نستحق الموت، رحَّب بنا الله في منزله، وعلى الرغم من أننا نأتي إليه كخُدَّام، فهو يجعلنا أبناء وبنات له، ويقول لكل ضالٍ بعيدٍ “لقد حان وقت العودة إلى المنزل”

صلاة: أشكرك يا أبي لأنك جعلتني ابنك. ساعدني لكي أشارك بعجائب محبتك وأقود كل ضال إليك. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين