الحسد
أكتوبر 1, 2019
ملح فاسد
أكتوبر 3, 2019

التطويبات

” تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».

تتحدى التطويبات، التي شارك بها يسوع في الموعظة على الجبل، الطريقة التي نفكر ونتصرف بها، فقد تمضي أيام وأسابيع بدون أن نراجع فيها سلوكنا. لكن كلمات المسيح في التطويبات تلفت انتباهنا لما بداخل قلوبنا. اقرأ التطويبات في متى 5: 1-12 وتأمل ما يلي:

أولًا: التطويبات، لا تنفصل الواحدة عن الأخرى. إن كل واحدة من التطويبات تؤدي إلى الأخرى، تمامًا مثل خطوات الدرج. فأن أردنا ان نتشبه بالمسيح، فلا يمكننا أن ننتقي ما يجعلنا نعكس صفات معينه دون الأخرى – يجب أن نختارهم كلهم جملة واحدة.

ثانيًا: التطويبات بناءة. كلما قرأنا التطويبات، كلما تعلمنا منها لأنها تتحدى سلوكياتنا وتدفعنا كي نعيش في طاعة الله.

ثالثًا: التطويبات مترابطة. إنها ليست قائمة مأكولات في كافيتريا، يمكننا أن نختار من بينهم بل هي جُملة العقل والحياة التي مركزها المسيح، فهو مصدر كل بركة في حياتنا.

إذاً، ما هي التطويبات؟ هي ليست أسلوب حياة يجب أن نتبعه حتى نحصل على البركة، ولكنها حياة يعيشها الإنسان المُبارك لأجل سيده. هذا يقودنا إلى أن نسأل: “ماذا يعني أن نكون مباركين؟” الكلمة المستخدمة في متى 5 هي makarios و تُترجم “فرح أو غبطة”. وكلمة فرح في معناها العادي تدل على مشاعر سطحية ومؤقته تتوقف على الظروف. وهذا فرح لا يدوم.

أما نوع الفرح المذكور في متى 5 فله معنى آخر. هو فرح ورضا غامر لا يُمكن أن يأتي إلا باختبار مجد الله. إنه ليس فرح نتيجة لثروة المادية أو نجاح في العمل، بل فرح وبركة يقدمهما الله لشعب إسرائيل في عدد 6: 22-26، هي بركة حضوره في وسطهم: “يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ.يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاَمًا” (آيات 24-26).

صلاة: يا رب، أعلن لي عن نفسك أثناء قراءتي للتطويبات وكن أنت مركز حياتي وساعدني حتى أنمو في طاعتك. أصلي في اسم يسوع. آمين.