الروح القدس
يونيو 4, 2021
غفران الله الأكيد
يونيو 6, 2021

قصتك لم تكتمل بعد

“فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ، كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ” (لوقا 22: 61).

اقرأ لوقا ٢٢: ٥٤- ٦٢ .
قال يسوع لبطرس ما سيحدث: “أَقُولُ لَكَ يَا بُطْرُسُ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي” (لوقا 22: 34)، لكن بطرس أقنع نفسه بأنه سيكون قوياً من أجل يسوع، مهما واجه من ظروف.

ولكن، في ذلك المساء، كان بطرس جالسًا بجوار النار المُضرَمة في فناء دار رئيس الكهنة، واستسلم لخوفه وقال: “لَسْتُ أعْرِفُهُ” (لوقا 22: 57)، وكرر هذا الرد البارد مرتين أخريين، وعندما أنهى كلماته للمرة الثالثة، الْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ، كَيْفَ قَالَ لَهُ: “إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّات، فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا” (لوقا 22: 61-62).

بعد ساعات قليلة، تم صَلْب يسوع، أما بالنسبة لبطرس، فبدا له أن كل شيء قد ضاع؛ فقد تخلَّى عن يسوع، والآن قد مضى الرب.

لكن بالطبع لم تنتهِ قصة يسوع وقصة بطرس هنا، فإلهنا هو إله الفرص الثانية، وبسبب القيامة، لا يرد الرب أي شخص يأتي إليه تائبًا توبةً حقيقية.

عندما تكلَّم الملاك إلى النساء اللواتي أتين إلى قبر يسوع في صباح عيد الفصح، “قَالَ لَهُنَّ: أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ….” (مرقس 16: 6-7). هل فهمت ذلك؟

هما كلمتان فقط “ولبُطرُس”، ولكنهما تمنحان الكثير من الرجاء. فهما بمثابة تطبيق للإنجيل؛ فعلى الرغم من أن خطية بطرس كانت عظيمة، إلا أن حُنُو يسوع كان أعظم. لم يقابَل بطرس بكلمات الإدانة، بل بكلمات المحبة والتشجيع، ومُنِحَ فرصة ثانية.

على الرغم من أن بطرس كان يتخيل أنه لم يعُدْ بإمكان يسوع استخدامه، إلا أن يسوع القائم من بين الأموات كان لديه تكليف جديد له، فقد قال يسوع للصياد الذي أصبح رسولًا: “اِرعَ غَنَمِي” (يوحنا 21: 17)، وقال ذلك ثلاث مرات، مرة مقابل كل إنكار نطق به بطرس. كانت الرسالة واضحة: تم غفران الكل.

تضمن قوة قيامة يسوع فُرصة ثانية لكل خاطي تائب. إذا كنت بحاجة اليوم إلى فرصة ثانية، فلا تنتظر كثيرًا بل تُبْ عن خطاياك، وانفصل تمامًا عن ماضيك، وتعال إلى يسوع، فهو على استعداد لاستقبالك بذراعيه المفتوحتين.

صلاة: أشكرك يا رب من أجل رحمتك العظيمة من نحوي، ومن أجل قوة ذبيحتك للخلاص، ونعمتك الكافية. أتوب أمامك عن خطاياي وأطلب غفرانك وقوتك لأتبعك اليوم وكل يوم. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.