أغسطس 2, 2023

مصدر انعدام الصبر

‘‘فَرِحِينَ فِي ٱلرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي ٱلضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى ٱلصَّلَاة’’ (رومية 12: 12) بينما تبحثون عن الراحة وسط إحباطاتكم، تعلَّموا تحديد مصادر انعدام الصبر في حياتكم. ما هي بعض الأسباب الشائعة لانعدام الصبر؟ أحيانًا كثيرة، ينبع انعدام الصبر من النظرة الضيقة إلى العالم ومن توقعات غير واقعيَّة. أحيانًا، نفقد صبرنا عندما لا نرى الله يعمل في ظروفنا، وأحيانًا أخرى، تكون أولويَّاتنا غير متوازنة لأنَّنا لم نضع الله في أعلى سلَّم اهتماماتنا هل تنطبق أيٌّ من هذه الحالات على حياتكم؟ هل تغضبون عندما لا يجاريكم شريك الحياة في مخطَّطاتكم؟ هل تستاءون بسهولة عندما يتغيَّر برنامجكم أو تضطرون للانتظار طويلًا؟ ربَّما لاحظتم أنَّكم صرتم تغضبون بسهولة جرَّاء ابتعادكم عن الرب. إذا بدأتم تفقدون صبركم مع الآخرين، تذكَّروا أنَّ ‘‘بَطِيء ٱلْغَضَبِ كَثِيرُ ٱلْفَهْمِ، وَقَصِير ٱلرُّوحِ مُعَلِّي ٱلْحَمَقِ’’ (أمثال 14: 29) اطلبوا من الله أن يعلِّمكم الصبر في حياتكم اليوميَّة، واحمدوه لأجل صفاته الرائعة، واشكروه لأنَّه يتأنَّى عليكم ويحجب عنكم غضبه، ولأنَّه أرسل ابنه ليموت عن خطاياكم. عندما تركِّزون على الله، فأنتم بذلك تذكِّرون أنفسكم […]
أغسطس 1, 2023

افرحوا بمقاصد الله لحياتكم

‘‘… تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي ٱلْعَالَمِ. مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ…’’ (فيلبِّي 2: 15-16) اقرأوا فيلبِّي 2: 12-18 مجتمعنا مليء بالامتعاض وعدم الرضا. لماذا؟ لأنَّ ثقافتنا تخبرنا بأنَّنا نحن محور الحياة، وبأنَّه يجب ترتيب كل الأشياء بما يرضي أي رغبة أو متعة تنبثق من قلوبنا. لكن، يا أصدقائي، القلب أخدع من كلِّ شيء (إرميا 17: 9)، والحقيقة هي أنَّنا لا نجد الفرح الحقيقي إلَّا في الله، خالق الكون، وفي عظمته الأبديَّة واللامتناهية يجب علينا، نحن المؤمنين، أن نحفظ أنفسنا من آفة عدم الرضا الخطرة التي تروِّج لها ثقافتنا. فعندما نتذمَّر من مشيئة الله لحياتنا، فنحن بذلك نقمع فرح الرب، ونهمل بهجة خلاصنا، ونفقد ثقتنا بيد الرب المُحِبَّة والقديرة. وعندما ندمدم، نحن نُظهر للعالم أنَنا نحاول عيش حياتنا على هوانا، معتمدين على قوَّتنا وحكمتنا. لكنَّ اتِّجاه القلب هذا يُضعف إيماننا ويُفسد شهادتنا للمسيح، وعندما يسمع غير المؤمنين تذمُّرنا، سيقولون، ‘‘ومَن يريد هذه الحياة؟ أفضِّل البقاء على حالي’’ لقد أعدَّ لنا الله أمورًا أعظم من التذمُّر، فهو خلقنا لنعكس مجده إلى الأبد، أي فضيلته […]
يوليو 31, 2023

فرح التواضع

‘‘…فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا ٱلْفِكْرُ ٱلَّذِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: ٱلَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ ٱللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا لِلهِ’’ (فيلبِّي 2: 5-6) اقرأوا فيلبي 2: 1-11 ‘‘مِنْ أَجْلِ ٱلسُّرُورِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، ٱحْتَمَلَ ٱلصَّلِيب’’ (عبرانيين 12: 2). أيُّ سرور دفع ابن الله إلى تحمُّل الصليب؟ أيُّ سرور دفع الله، ملك الكون، إلى ترك عرشه السماوي والنزول إلى عالمنا المنهدم ليفتقر مثلنا بدون أن يجد مكانًا يسند به رأسه، والتعرُّض للسخرية والازدراء والضرب والإذلال والموت؟ إنه فرح الفداء، فرح قيادة المؤمنين نحو غرفة عرش الله المجيد الآن وإلى الأبد (أفسس 2: 6-7). وهو، في النهاية، فرح إعطاء المجد لله القدير الذي يعطي نعمة ورحمة للخطاة هل تتوقون إلى اختبار فرح لا يتزعزع؟ نحن لا نختبر الفرح عبر التركيز على أنفسنا، بل عبر تثبيت أنظارنا على الله المستحق وحده التسبيح. فاستجيبوا اليوم لدعوة بولس للتشبُّه للمسيح (فيلبِّي 2: 5-8)، وثبِّتوا أنظاركم على المخلِّص وإن كان المسيح الذي يستحقّ التمجيد منذ الأزل قد وضع نفسه من أجلنا، فكم بالحري يجب أن […]
يوليو 30, 2023

الاستسلام الممتع

‘‘فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لِإِنْجِيلِ ٱلْمَسِيح’’ (فيلبي 1: 27) اقرأوا فيلبي 1: 27-30 قال يسوع، ‘‘إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي… كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ’’ (يوحنا 15: 10-11). إذا أردتم اختبار فرح يفوق الوصف، أطيعوا الله، حتَّى لو كان هذا أصعب أمر تقومون به يريد أعداء المسيح أن نصدِّق أنَّ الطاعة تشكِّل عبئًا هائلًا، لكن هذا غير صحيح البتَّة، فالحقيقة هي أنَّ الخطيَّة هي التي تثقل كاهلنا، فهي تفسد فرحنا وتسبِّب انقسامًا في قلوبنا وبيوتنا وكنائسنا، لكن عندما نعترف بخطيَّتنا ونرفضها، عندما نتوب عنها ونخضع لنير يسوع الهيِّن، (متى 11: 28-30)، عندئذٍ، نستردّ فرحنا إن نعمة الله ومحبَّته تجعلان الاستسلام للمسيح أمرًا ممتعًا، لأنَّنا إذا كنَّا ننتمي إلى يسوع، فقد صار لدينا ‘‘وَعْظٌ فِي ٱلْمَسِيحِ…  وتَسْلِيَةٌ لِلْمَحَبَّةِ… وشَرِكَةٌ فِي ٱلرُّوحِ… وأَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ’’ (فيلبي 2: 1). كلَّما استسلمنا لإلهنا الرؤوف، ازداد فرحنا، وكلَّما ازداد فرحنا، استطعنا الصمود في وجه المحن لأنَّنا نعلم أنَّنا خاصَّة المسيح صلاة: يا يسوع، أشكرك لأنَّك منحتني حرية حقيقيَّة. أنا أعلم أنَّني نلت […]
يوليو 28, 2023

انسوا الماضي

‘‘وَلَكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا ٱلْبِرُّ’’ (2 بطرس 3: 13) قبل اختراع الساعة، كان الصينيون يتَّبعون طريقة فريدة لمعرفة الوقت. كانوا يحرقون حبلًا مزوَّدًا بأربعٍ وعشرين عقدة مربوطة بدقة، فيشير  احتراق الحبل من عقدة إلى أخرى إلى مرور ساعة واحدة من اليوم. وهكذا، كانوا يشعلون حبلًا جديدًا كلَّ صباح، فيرى الناس البقايا المتفحمة لحبل اليوم السابق، وتذكِّرهم الصور الحية بأنَّ الوقت مضى مثل الرماد ويستحيل استرجاعه هل تحاولون استرجاع رماد الأمس؟ هل أنتم مقيَّدون بالماضي؟ بقدر ما نتوق إلى استرجاع لحظات من الماضي أو نتمنَّى أن ترجع الأمور إلى سابق عهدها، يمرُّ الوقت وتتبدَّل الأمور من حولنا. وعندما نعجز عن نسيان الماضي، يستحيل أن نركِّز على إنجاز أمور في الحاضر والمستقبل قال الرسول بولس، ‘‘وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، ١٤ أَسْعَى نَحْوَ ٱلْغَرَضِ لِأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ ٱللهِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ’’ (فيلبِّي 3: 13-14) عرف بولس أهمية الامتداد إلى الأمام وكان يدرك تمامًا أنَّه يستحيل […]
يوليو 24, 2023

ثمن التلمذة

‘‘وَمَنْ لَا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا’’ (لوقا 14: 27) اقرأوا لوقا 14: 25-34 قال يسوع، ‘‘إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلَا يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَٱمْرَأَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا’’ (لوقا 14: 26). يصاب كثيرون بصدمة لدى قراءة هذه الكلمات. ألم يكرز يسوع بالمحبَّة؟ فلِمَ يدعو تلاميذه إلى أن يبغضوا عائلاتهم؟ قصد يسوع بكلامه أنَّه يجب أن تكون محبَّتنا له عظيمة جدًّا لدرجة أنَّ علاقاتنا الأخرى تتلاشى أمامها، لأنها، وبالرغم من أهميتها، يستحيل أن تضاهي علاقتنا بالمسيح لا يطلب يسوع تلاميذ يبحثون عن إيمان سهل، وهو ليس مهتمًّا بإعطائكم حياتكم المثلى الآن، بل هو يريد أن يسود بصورة فائقة للطبيعة، وأن يدرك تلاميذه أنَّه هو الرب والسيد، وأنَّه هو الملك يقصد كثيرون الكنيسة ويستمعون إلى العظات بفتور وينشدون الترانيم لأنَّها تمنحهم شعورًا بالسعادة، ثمَّ يخرجون من الباب تاركين فكر المسيح وراءهم. قد يرنمون ‘‘أستسلم لك بكليتي’’، فيما الحقيقة هي أنَّهم يسلِّمونه القليل أو يسلِّمونه ما هو سهل. […]
يوليو 23, 2023

الرجاء الوحيد للخلاص

‘‘ٱجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلَا يَقْدِرُونَ’’ (لوقا 13: 24) اقرأوا لوقا 13: 22-35 بينما كان يسوع مسافرًا نحو أورشليم، سأله أحدهم، ‘‘يَا سَيِّدُ، أَقَلِيلٌ هُمُ ٱلَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟’’ (عدد 23). كان سؤاله ثاقبًا، وبالطبع لم يحدِّد له يسوع عدد الذين سيخلصون، بل حثَّه على ‘‘الاجتهاد للدخول من الباب الضيِّق’’ (عدد 24) وليس الباب الضيق سوى دم يسوع المسيح (رومية 5: 9)، أمَّا الذين سيخلصون فهم مَن اعترفوا بخطاياهم واغتسلوا بدم الحمل. كان المستمعون إلى يسوع يعتقدون أنَّهم بفضل أصلهم وعرقهم وتحدُّرهم جسديًّا من سلاسة ابراهيم، يستطيعون الدخول إلى السماء، لكن يسوع أبطل هذا المعتقد لديهم. كانوا يعتقدون أنَّ المسيح سيحرِّر إسرائيل من الحكم الروماني وأنَّ اليونانيين والرومان والوثنيين سيُدانون، لكن تعاليم يسوع لم تلبِّ توقُّعاتهم، فهو بيَّن لهم أنَّ العرق لا يهمّ، والهوية الوطنيَّة لا تهمّ، والتقاليد الدينيَّة لا تهمّ، وأنَّ كلَّ ما يهمّ هو قبولنا لدم يسوع المسفوك من أجلنا لكن ماذا عن وصية ‘‘الاجتهاد’’ (لوقا 13: 24)؟ هل المقصود […]
يوليو 22, 2023

الطبيعة الحقيقيَّة لملكوت الله

‘‘يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً، وَتَآوَتْ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ فِي أَغْصَانِهَا’’ (لوقا 13: 19) اقرأوا لوقا 13: 10-21 علَّم يسوع مجدَّدًا عن ملكوت الله في إنجيل لوقا 13 عبر صنع معجزة مذهلة طعن من خلالها بالقوانين البشرية التي فرضها الفريسيون، ففضح قسوة قلوب رجال الدين وأعلن أن ملكوت الله هو المصدر الوحيد للمحبَّة الحقيقيَّة والرأفة والحكمة والبركة في الوقت الحاضر. فعل يسوع هذا عندما شفى امرأة ‘‘ كَانَ بِهَا رُوحُ ضَعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً’’ (عدد 11). كانت هذه الأخيرة منبوذة من الجميع لأنَّهم كانوا يعتقدون أنّ ألمها ناتج عن خطيَّتها، فاستحقَّت دينونة الله. لكنَّ يسوع حرَّرها من ضعفها وشفاها بالكامل بالرغم من رفض الجميع لها والمثير للذهول هو أنَّ الفريسيين الذين عاينوا المعجزة التي صنعها يسوع لم يمجِّدوا الله ولم يتعجَّبوا، بل اغتاظوا لأن يسوع شفى المرأة في السبت! لكن شريعة الله لا تمنع شفاء الإنسان بقوة الله في السبت، وبالتالي لم ينقض يسوع شريعة الله، بل تقاليد الإنسان. أيضًا، كان  الفريسيُّون يؤمنون بأنَّه […]
يوليو 21, 2023

كيف يستخدم الله الضيقات من أجل الخير

‘‘فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ ٱلْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ ٱلْجَلِيلِيِّينَ لِأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هَذَا؟’’ (لوقا 13: 2) اقرأوا لوقا 13: 1-9 ساد الاعتقاد في أيَّام يسوع أن الضيقات علامة على دينونة الله للإنسان، فعندما رأى تلاميذ يسوع إنسانًا أعمى منذ ولادته، سألوه، ‘‘يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟’’ (يوحنا 9: 2). فصحَّح يسوع مفهومهم الخاطئ لكلمة الله، وهكذا، وجَّه نداء تنبيه أثار امتعاض مَن كانوا يؤمنون بأَّنه ليس عليهم أن يتوبوا لكن قبل الانتقال إلى تصحيح يسوع لمفهومهم، فلنتذكَّر الطرق التي يستخدم بها الله ضيقاتنا في هذا العالم من أجل خيرنا أوَّلًا، تساعد الضيقات على تزكية أولاد الله. مثلما تنقِّي النار ما هو طاهر وثمين، هكذا أيضًا تنقِّينا الضيقات. يسمح الله بمرورنا في ضيقات لكي ينشئ فينا صبرًا وتزكيةً ورجاءً (رومية 5: 3-4) ثانيًا، تقرِّبنا الضيقات إلى الله.  تحمَّل الرسول بولس ضيقة ‘‘فوق طاقته’’ عبر الاتِّكال على الله (2 كورنثوس 1: 8-9). الله معنا لتشديدنا وتعزيتنا ثالثًا، تساعدنا الضيقات على التحنُّن على […]
يوليو 20, 2023

الله يستخدم المنكسري القلوب

‘‘فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ’’ (لوقا 15: 20) التقيت، على مرّ السنين، مؤمنين أقنعوا أنفسهم بعدم قدرة الله على استخدامهم بسبب خطيَّة فادحة ارتكبوها في الماضي، مع أنَّهم تابوا عنها قبل سنوات عندما قبلوا فداء المسيح أذكر أني قلتُ لواحد منهم: ‘‘أنا أقدِّر مراعاتك للأمور الروحيَّة، لكنِّي أقول لك بكلِّ محبَّة وصدق إنَّك تهين الرب بقولك، ‘يا رب، أنا أعترف بأني إنسان خاطئ وأدرك أنِّي تحمَّلت عواقب خطاياي. يا رب، أنا أعلم أنَّك غفرت لي وقد أوصيتني بأن أغفر لنفسي’، فيما أنتَ لا تزال متخاذلًا في ملكوت الله لأنَّك صدَّقت الكذبة التي تقول إنَّك غير نافع، ويستحيل أن يستخدمك الله مجدَّدًا’’ يحبُّ الله أن يغفر للخاطئ الذي يأتي إليه بقلب تائب، لكنَّ ندوب الفشل والخطيَّة قد تبقى لسنوات عدَّة أو حتَّى مدى الحياة. أيضًا، يريد الله أن يعوِّض لمَن يأتون إليه بقلب صادق، وأن يرفع المتَّضعين، لكنَّه يقاوم المستكبرين والمتعالين والمتفاخرين الذين يرفضون التواضع والاعتراف بخطاياهم، أمَّا كلُّ […]
يوليو 19, 2023

كشَّافة الله

‘‘…لِأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ ٱللهِ يَغْلِبُ ٱلْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِيَ ٱلْغَلَبَةُ ٱلَّتِي تَغْلِبُ ٱلْعَالَمَ: إِيمَانُنَا’’ (1 يوحنا 5: 4) عندما ينادينا الروح القدس ويدعونا إلى القيام بأعمال شجاعة من أجل ملكوت الله، نتساءل أحيانًا ما إذا كنَّا قد سمعنا صوته فعلًا. وقد نتجنَّب السلوك في مسار معيَّن بإيمان وجرأة خشية تشويه سمعة الله، فيما الحقيقة هي أن مجده ينتظرنا في آخر الطريق وجد الرسول بولس نعمة الله في مكان غير متوقَّع، على الطريق الترابيّ الوعر المؤدي إلى دمشق حيث استوقفه بهاء مجد الله بصورة غير عادية، وفي غضون أيَّام قليلة، فهم رؤية الله لحياته بعد استعادته بصره. وفيما هو يتمتَّع ببهاء نعمة الله المجيدة، وجد نفسه يقوم بمهمَّة خطرة، لم يكن أحد ليجدها ممكنة قبل أقلّ من أسبوع لا يبحث الله عن مجرَّد روَّاد، بل عن كشَّافة دروب، عن أناس مستعدِّين للسلوك في المسارات التي مهَّدها الله أمامهم.  عندما يدعونا الله إلى القيام بأمر يبدو مستحيلًا، هو لا ينتظر منَّا أن نفعله بقدرتنا، ولا يطلب منَّا بذل مجهود لإنجازه، بل […]
يوليو 18, 2023

رؤية أستير

“فَجَاءَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ لِيَشْرَبَا عِنْدَ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ. فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي أَيْضًا عِنْدَ شُرْبِ الْخَمْرِ: “مَا هُوَ سُؤْلُكِ يَا أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ فَيُعْطَى لَكِ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ وَلَوْ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُقْضَى” (استير 7: 1-2) نقرأ في العهد القديم عن إمرأة عادية تُدعى أستير رأت إحتياج وقامت بتسديده. كانت أستير إمرأة يهودية، وكانت تعيش في المنفى في بلاد فارس، وبحسب خطة الله، تزوجت أستير من الملك أحشويرس ووجدت نفسها في وضع فريد لمساعدة شعبها عندما وافق الملك على الإبادة المُخططة لليهود داخل مملكته، كانت أستير على استعداد لتغيير رأيه. لقد وضعها الله في المكان المناسب في الوقت المناسب – لكنه كان محفوفًا بالمخاطر، فكانت أستير خائفة ومترددة، لكن ابن عمها مُردخاي كان يثق في أن الله سيعمل من أجل شعبه، فحذَّر أستير قائلًا أن هذه هي لحظة حاسمة في حياتها – لحظة تتطلب شجاعة وإيمان عميقين (إقرأ أستير 4: 12-14) ماذا كان رد أستير على كلمات مردخاي القوية؟ قالت أستير “اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ […]