أكتوبر 22, 2022

افعلوا ما يطلبه منكم

‘‘إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ’’ (يوحنا 15: 10) قال كاتب المزمور، ‘‘أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي’’ (مزمور 40: 8). يمكننا أن نصلِّي معه، ‘‘لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ’’ (متى 6: 10)، لكنَّنا نواجه صعوبةً أكبر عندما تتعارض مشيئة الله مع إرادتنا. كم من المرَّات نكون على دراية بما يدعونا الله لفعله لكننا نريد فعل أمر آخر؟ فربَّما نحن لا نريد التخلِّي عن أمر مهمّ بالنسبة إلينا، أو نخاف من الفشل، أو ربَّما نحن منشغلون جدًّا بالتركيز على ما نريده فنغفل عمَّا يريده الله لنا. كتب المؤلف أوزوالد تشامبرز في كتابه ‘‘My Utmost for His Highest’’، ما ترجمته ‘‘سأبذل قصارى جهدي لأجل مجده’’، ‘‘عندما يجذبني الله إليه، تتدخَّل إرادتي على الفور- هل سأستجيب للإعلان الذي منحني إيَّاه؛ هل سآتي إليه؟’’ نحن مدعوون، بصفتنا أتباعًا للمسيح، إلى حياة الطاعة لكلمته، لكنَّنا كثيرًا ما نجد نواحٍ في حياتنا نصارع فيها ضدَّ خطَّته، فيما يقتصر […]
أكتوبر 21, 2022

إلهنا الكليُّ القدرة والديَّان العادل

‘‘مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ ٱلْآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي ٱلْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِٱلتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟’’ (خروج 15: 11)   نرى في المزمور 139 أنَّ إلهنا كليُّ القدرة لأنَّه خلق الحياة بحدِّ ذاتها. ‘‘لِأَنَّكَ أَنْتَ ٱقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ ٱمْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِينًا’’ (مزمور 139: 13-14). ما أروع إلهنا الذي صمَّم كلَّ الأشياء ابتداءً من أصغر خليَّة في أجسامنا إلى أكبر نجم في الكون ثمَّ يختم داود مزموره مشيدًا بقضاء الله العادل، فالله بمحبَّته العظيمة لأولاده ينقِّي قلوبهم ويصقلها. ‘‘ٱخْتَبِرْنِي يَا ٱللهُ وَٱعْرِفْ قَلْبِي. ٱمْتَحِنِّي وَٱعْرِفْ أَفْكَارِي. وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَٱهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا’’ (مزمور 139: 23-24) هل فقدتم شعوركم بالرهبة والذهول أمام الله؟ هل تعتبرون تعقيدات خليقته المذهلة أمرًا مفروغًا منه؟ هل تتجاهلون كلامه لدى قراءة الكتاب المقدَّس؟ كفُّوا اليوم واحمدوه لأجل طبيعته المذهلة صلاة: يا رب، أشعر بالذهول عندما أتأمَّل في خليقتك! أشكرك لأنَّك خالقنا وديَّاننا العادل. ساعدني ألَّا أفقد شعوري بالرهبة والذهول أمامك. أصلِّي […]
أكتوبر 20, 2022

إلهنا الكليُّ العلم والوجود

‘‘وَبِرُّكَ إِلَى ٱلْعَلْيَاءِ يَا ٱللهُ، ٱلَّذِي صَنَعْتَ ٱلْعَظَائِمَ. يَا ٱللهُ، مَنْ مِثْلُكَ؟’’ (مزمور 71: 19)   عندما نتأمَّل في صفات الله الرائعة وفي الأعمال العظيمة التي صنعها لأجلنا تمتلئ قلوبنا رهبةً، كما أنَّنا نرى داود يحمد الله لأجل صفاته الرائعة في المزمور 139 عندما نفكِّر في قدرة الله على معرفة كلِّ شيء، غالبًا ما نربطها بمعرفته للصورة الأبدية الكبرى، لكنَّه يعرف أيضًا خبايا قلوبنا، فخالقنا يعرفنا ظاهرًا وباطنًا أكثر ممَّا نعرف أنفسنا. هو يعرف دوافعنا الخفيَّة، ويعرف ما سنقوله حتى قبل أن نتفوَّه به ‘‘يا رَبُّ، قَدِ ٱخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. لِأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلَّا وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا’’ (مزمور 139: 1-4). عندما نفكِّر في معرفة الله الواسعة والعميقة وفي حكمته الفائقة، نجد أنفسنا في حالة من الذهول أيضًا، يحمد داود الله لأجل وجوده الكلي. ‘‘أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟… إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ ٱلصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي ٱلْبَحْرِ، فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ […]
أكتوبر 17, 2022

نعمة الاختيار

‘‘لَيْسَ أَنْتُمُ ٱخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ’’ (يوحنا 15: 16أ) يجب أن نتذكَّر بصفتنا مؤمنين أنَّ الله لم يخترنا لأنَّنا جديرون بالمحبَّة، وإنَّما هو اختارنا بالرغم من كوننا غير قابلين للمحبَّة، وذلك لأنَّ محبَّته لنا غير مشروطة واختياره لنا هو عمل مشيئته السياديَّة، أمَّا اختياره إنسانًا دون الآخر فهو لغز معروف لدى الله وحده، وبما أنَّ اختياره السياديّ لنا هو عمل نعمته السياديَّة، فليس لدينا سبب للتكبُّر، فاختياره لنا يجعلنا نجثو على ركبنا تواضعًا وانكسارًا أمامه لذا، لا يسعنا سوى الصراخ إلى الله قائلين، ‘‘يا رب، لا أعرف لماذا تحبُّني، ولماذا دعوتني واخترتني قبل تأسيس العالم، لكن بقلب ممتلئ ذهولًا وتواضعًا، أشكرك وأؤمن بك، وأريد أن أسبِّحك إلى الأبد’’. فما من قوَّة في الكون تستطيع أن تكسر غرورنا كما يفعل اختيار الله السياديّ لنا وقد قال يسوع لتلاميذه، ‘‘لَيْسَ أَنْتُمُ ٱخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ’’ (يوحنا 15: 16 أ). لو كان الأمر يعود إلينا، لَما اخترنا أن نتبعه، فنحن البشر، […]
أكتوبر 15, 2022

ثلاث سمات أساسية

مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ، رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ، أَمَامَ اللهِ وَأَبِينَا (1تسالونيكي 1: 3) يصف بولس في بداية رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي عشر سمات مُميِزّة لمؤمني تسالونيكي: (1) كان لديهم إيمان عامل، (2) كانت محبتهم عملية، (3) أظهروا رجاءً ثابتًا، (4) أظهروا اتضاع أمام الله من أجل اختياره وقوته، (5) كانوا مشابهين حقًا للمسيح، (6) كان لهم فرح في المصاعب، (7) عاشوا حياة مثالية، (8) كان لديهم حماس في شهادتهم، (9) أظهروا أن حياتهم قد تغيَّرت، و(10) كانوا ينتظرون مجيء الرب يسوع بترقُّب. تلخيصًا لما سبق، قال بولس أن مؤمني تسالونيكي قد تميَّزوا بالإيمان والرجاء والمحبة، وهي السمات الثلاث الأساسية للمسيحي الحقيقي وكل سمة من هذه السمات تُعَد سمة خارجية وليست داخلية، سمة فعَّالة ونشِطة وليست خاملة، مرئية وليست خفيَّة، عامة وليست خاصة؛ فيكون الإيمان فعَّال تجاه الله، وتكون المحبة فعَّالة تجاه الآخرين، وأما الرجاء فيكون فعَّال تجاه توقُعنا لمجيء الرب نجد الإيمان راسخ في الماضي، في الأحداث التاريخية الفعلية، حيث ننظر إلى الوراء إلى […]
أكتوبر 14, 2022

كُن مؤثِّرًا

“ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ” (الأمثال 11: 30) الروح القدس وحده هو القادر على تغيير القلوب، لكن الله يدعونا لكي نكون جزءًا من عملية التغيير هذه. من المُمكِن أن يكون لنا تأثير على أبدية الآخرين؛ يمكننا أن نخبر جيراننا كيف غيَّر المسيح حياتنا، وأن نشارك أصدقائنا بسبب تمتُّعنا بالسلام في الأوقات الصعبة، وأن نُدرِّب أطفالنا على طرق الرب، وأن نتحد معًا في الصلاة من أجل أرواح غير المؤمنين يمكننا أن نطلب معونة الله حتى نستطيع أن نتحدث علانيةً باسم يسوع، ونشارك الآخرين برسالة الإنجيل كاملةً دون الإقتصار على نسخة ملائمة سياسيًا، ويمكننا أن نُصلِّي لكي يستمر الله في استخدام شعبه لتوصيل إنجيله إلى أقاصي الأرض اِقضِ اليوم بعض الوقت في الصلاة وفي مراجعة أولوياتك وفكِّر أين تضع الإرسالية الُعظمى في قائمة أولوياتك؟ صلِّ يوميًا لكي يجدد الله شغفك تجاه أرواح غير المؤمنين، ولكي يهيئ قلوب المحيطين بك لقبول رسالة الإنجيل. صلِّ أيضًا من أجل أن يُتيح لك الروح القدس فرص لمشاركة الآخرين بالمسيح، ومن أجل أن تكون لنا […]
أكتوبر 13, 2022

ديناميت الله

“فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلكِنْ عِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ” (متى 19: 26) هل تحيا من أجل تحقيق الغرض الذي اختارك الله لتحققه؟ هل تحرص على تحقيق دعوته لحياتك؟ يصل الإنجيل إلى الناس ككلمات، لكن الإنجيل أكثر بكثير من مجرد كلمات، فخبر يسوع المسيح السار هو قوة، بل هو ديناميت، ولا أقول هذا على سبيل المُبالغة، فقد قال الرسول بولس في رومية 1: 16 أن الإنجيل هو “قوة الله للخلاص لكل من يؤمن”، والأصل اليوناني لكلمة “قوة” هنا هو dynamis، وهي الكلمة التي حصلنا منها على كلمة dynamite في الإنجليزية، لهذا فأنا لا أُبالِغ عندما أقول أن الإنجيل هو “ديناميت” الله. إنه يُفجِّر خطيتنا وتمرُّدنا وانكسارنا وسقوطنا ورفضنا ويجذبنا بقوة نحو الله لماذا يحتاج الله لتفجير الناس بالإنجيل؟ لأن العيون العمياء لن تُفتَح بمجرد كلمات، والقلوب القاسية لن تُلَيَّن بمجرد كلمات، والإرادة العنيدة لن تُكسر بمجرد كلمات. لذا يجب على الروح القدس أن يُفجَّر نفوسنا وأرواحنا وضمائرنا بقوة ديناميت الإنجيل يمكنني أن أتكلم بأبلغ […]
أكتوبر 12, 2022

أهمية الملح

“لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ” (كولوسي 4: 6) قال يسوع أننا “ملح الأرض” (متي 5: 13)، والملح له قيمة كبيرة ولا يمكن الإستهانة به؟ ففي العالم القديم، كان الجنود الرومان يحصلون على أجورهم من الملح، واعتبر الإغريق الملح شيئًا إلهيًا، وكان ناموس موسى يتطلَّب أن تحتوى تقدمات الإسرائيليين على الملح (اللاويين 2: 13) عندما قال يسوع لتلاميذه “أنتم ملح الأرض”، فهموا المجاز في كلامه. على الرغم من أن الأهمية العالمية للملح ليست واضحة في عالمنا الحديث، إلا أن التفويض الذي أعطاه يسوع لتلاميذه الأوائل ما زال مُهمًا وساريًا على أتباعه اليوم ما هي خصائص الملح التي جعلت الرب يستخدمه في هذا السياق؟ لدى اللاهوتيين نظريات مختلفة حول ما يمثله “الملح” في عظة يسوع؛ فيعتقد البعض أن لونه الأبيض يمثل نقاء المؤمن المُبَرَّر، ويقول آخرون أن خصائص الملح المُنكِّهة تُشير إلى أنه على المؤمنين إضافة نكهة إلهية إلى العالم، ولا يزال البعض يعتقد أنه ينبغي على المؤمنين وخز ضمير العالم بالتبكيب والإدانة […]
أكتوبر 11, 2022

قِف بثبات

“الإِنْجِيل الَّذِي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ كَارِزًا وَرَسُولًا وَمُعَلِّمًا لِلأُمَمِ. لِهذَا السَّبَبِ أَحْتَمِلُ هذِهِ الأُمُورَ أَيْضًا. لكِنَّنِي لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ” (2تيموثاوس 1: 11-12) هل حدث وأن شعرت بالخجل من الإنجيل؟ إنه أمر لا يحب المؤمنون الإعتراف به، لكننا جميعًا اختبرنا مثل هذا الشعور في مرحلة ما من حياتنا. في بعض الأحيان يكون إخفاء إيماننا أسهل من مواجهة الضغوط المُحيطة بنا قد نظل صامتين عندما ينتقد غير المؤمنين المسيحية أو الكنيسة، وقد نتراجع عن موقفنا من الخطية إذا وصفنا أحدهم بضيق الأفق. قد نشعر بالحرج عندما يتسبب نمط حياتنا الوَرِع في انفصالنا عن أقراننا. حتى بطرس تلميذ يسوع استسلم وقت التجربة وأخفى إيمانة ولم يجاهر به في العلن في مواجهة الأعداء؛ فبعد إلقاء القبض على يسوع، أنكر بطرس معرفته به قائلًا: “إني لا أعرف الرَجُل!” (متى 26: 69-75). لكن وفقًا لما جاء في رسالة رومية، فإننا بمجرد أن نفهم جيدًا قوة الإنجيل سنكون أقل اهتمامًا باستحسان الآخرين لنا وأكثر اهتمامًا […]
أكتوبر 10, 2022

لا تتقيَّد بالناموس

“لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ!” (غل 2: 21) روى يسوع العديد من القصص والأمثال عن طبيعة الله ليوضِّح بعض الأمور للفريسيين ومُعلِّمي الشريعة الذين أصبحوا مهتمين بتقاليدهم وقواعدهم البشرية أكثر من اهتمامهم بكلمة الله. لقد أصبح تركيزهم الأساسي على التقيُّد بالناموس حتى أنهم فقدوا محبتهم لاخوتهم وأخواتهم، البعيدين والقريبين، وكانوا ينتقدون يسوع الذي بلا خطية من وراء ظهره قائلين “هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!” (لوقا 15: 2) التقيُّد بالناموس هو السُمُو بالتقاليد البشرية لتكون مساوية لوصايا الله، وهو الاعتقاد بأن الحفاظ على هذه التقاليد سيجعلنا ننال استحسان الله. إنه روح تديُّن تدفع الناس إلى الاعتقاد بأن عدم العبادة بطريقة معينة أو عدم اتباعك لطقوس دينية معينة يعني أنك لست مسيحيًا صالحًا من الطبيعي أنك تريد أن تتبع كلمة الله، وأنك تريد أن تكون منضبطًا حتى لا تصبح شهوانيًا. ينبغي أن يمتنع المؤمنون عن فعل الخطية ويحفظوا الناموس؛ لكن بعض المؤمنين أصبحوا يركزون كثيرًا على الناموس حتى أنهم نسوا الدور الشامل للنعمة […]
أكتوبر 9, 2022

كان ضالًا فوُجِد

“فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ” (لوقا 15: 31-32) اقرأ لوقا 15: 11-32. كثيرًا ما نرى رجال ونساء يعيشون مثل الأخ الأكبر في قصة الابن الضال، ولا نستطيع أن نُجزِم أن هناك مشكلة في ذلك. مثل هؤلاء الناس نجدهم في الكنيسة، وربما بعضهم يُعلِّم بمدرسة الأحد، أو متطوع للمساعدة في مدرسة الكتاب المقدس الصيفية، أو يقود مجموعة من المجموعات صغيرة في الواقع، لا يختلف الابن الأكبر كثيرًا عن أخيه الأصغر؛ فقد أراد كل منهما الحصول على ما يمكنهما الحصول عليه من أبيهما، لكنهما لم يستثمرا في علاقتهما بأبيهما. اختار الابن الأصغر الأسلوب الأكثر صراحة، فأخبر الأب بأنه يتمنى لو أنه مات حتى يتمكن من الحصول على ميراثه قبل الموعد المحدد، أما الأخ الأكبر فكان أكثر صبرًا، واختار طريق الطاعة حتى يحصل على ما يريده من والده عن استحقاق، فكان يفعل كل الأشياء الصائبة حتى يكون له الحق […]
أكتوبر 8, 2022

يرحب بنا في منزله

“فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ (لوقا 15: 20) هل فكرتَ يومًا أن منزلك الحقيقي هو السماء، في محضر أبينا القدوس؟ الله لا يبتعد عنَّا، ولكن نحن الذين نبتعد عنه، ولهذا جاء المسيح لكي يعيدنا إلى المنزل اقرأ لوقا 15: 11-24. يوضح يسوع هذا في مَثَل الابن الضال، فالابن الأصغر هو الذي غادر وسافر إلى بلدٍ بعيدٍ، بينما ظلَّ الأب في المنزل. المسافة التي صارت بينهما كان سببها أنانية الابن؛ فالأب لم يترك المنزل. أخطأ الابن عندما أراد بركات الأب أكثر من العلاقة معه، وبطلبه لنصيبه من الميراث، كأنه يقول لوالده “أنا لا أريدك، أريد فقط ما يمكنك أن تعطيني إياه”. هل هناك شيئًا أكثر إيلامًا للأب من هذا القول؟ لكن، في الواقع، هذا ما يقوله الكثيرون منَّا لأبينا السماوي، فنحن نريد بركاته، ولا نريد أن نقضي وقتًا في التعرُّف على ما بقلبه وهكذا نجد أنفسنا، مِثْل ذلك الابن الضال، في بلدٍ بعيدٍ. يبدو الله بعيدًا جدًا، والبركات بدون […]