أكتوبر 31, 2022

شجاعة الانتظار

‘‘اِنْتِظَارًا ٱنْتَظَرْتُ ٱلرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي’’ (مزمور 40: 1) يدعونا الله أحيانًا إلى اتِّخاذ إجراءات فوريَّة في خلال المعركة، لكن أحيانًا أخرى، يريد منَّا أن ننتظره لكي يعمل بالنيابة عنَّا. وهكذا، فما يبدو تأخيرًا محبِطًا هو تحضير من الله لبركة عظيمة لحياتنا. ‘‘لَوْلَا أَنَّنِي آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ ٱلرَّبِّ فِي أَرْضِ ٱلْأَحْيَاءِ. ٱنْتَظِرِ ٱلرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَٱنْتَظِرِ ٱلرَّب’’ (مزمور 27: 13-14) لذا، نحن نحتاج أحيانًا إلى المقدار نفسه من الشجاعة لانتظار الله كما للعمل باسمه، وبينما ننتظره بقلب عابد ونسلك معه يوميًّا، هو يضع قوَّته في قلوبنا. ‘‘وَأَمَّا مُنْتَظِرُو ٱلرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَٱلنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلَا يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلَا يُعْيُونَ’’ (إشعياء 40: 31) يجب أن نبقى على أهبة الاستعداد مدركين أنَّ الله هو الطريق الوحيد المؤدي إلى النصرة. فاتبعوا الله من كلِّ قلوبكم، لا في أوقات المعركة فحسب، بل في سلوككم اليومي معه أيضًا   صلاة: يا رب، أحيانًا كثيرة، يصعب عليّ انتظارك. امنحني الشجاعة لأطيعك، سواء أردتَ مني العمل أو الانتظار. أصلي باسم يسوع. آمين
أكتوبر 30, 2022

لا انتصار بدون محنة

‘‘لِأَنَّهُ مِنْ كُلِّ ضِيْقٍ نَجَّانِي، وَبِأَعْدَائِي رَأَتْ عَيْنِي’’ (مزمور 54: 7) سرُّ انتصار داود هو ثقته بالله، ‘‘أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي. مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي. بِصَوْتِي إِلَى ٱلرَّبِّ أَصْرُخُ، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِ قُدْسِهِ’’ (مزمور 3: 3-4). لا يوجد انتصار بدون محنة، ولا توجد شهادة للرب بدون امتحان، ولا يوجد إخضاع بدون نزاع يريد كثيرون أن يستخدمهم الله بصورة مقتدرة لكنّهم يرفضون دفع الثمن. هل أنتم مستعدون لاجتياز الوادي لأجل نموِّكم وامتداد ملكوت الله؟ أدرك داود جيِّدًا وسط آلامه أنَّ الله قد انتصر في المعركة، فاستطاع أن ينام قرير العين عشيَّة المعركة لأنَّه يثق بالله، وهو كان يعلم جيِّدًا أنّ الله سيمنحه النصرة عندما يسلِّمه محنته. ‘‘أَنَا ٱضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ. ٱسْتَيْقَظْتُ لِأَنَّ ٱلرَّبَّ يَعْضُدُنِي. لَا أَخَافُ مِنْ رِبْوَاتِ ٱلشُّعُوبِ ٱلْمُصْطَفِّينَ عَلَيَّ مِنْ حَوْلِي’’ (مزمور 3: 5-6) يمكن أن يصبح العبء الذي تحملونه بركة إذا وثقتم بالله، فهو قادر أن يحوِّل حملكم إلى نصرة، ومحنتكم إلى غلبة، فتبيتون مطمئنين عالمين أن أباكم السماوي يمسك بمستقبلكم بيديه فاعترفوا بهمومكم ومخاوفكم لله، وسلِّموه أحمالكم، […]
أكتوبر 29, 2022

إله أعظم

‘‘بِصَوْتِي إِلَى ٱلرَّبِّ أَصْرُخُ، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِ قُدْسِهِ’’ (مزمور3: 4)   يخطئ الكثير من المؤمنين باعتقادهم أنَّهم إذا حاولوا جاهدين أن يكونوا صالحين، يستطيعون الهروب من محن الحياة، لكن الكتاب المقدَّس يعلِّمنا أمرًا مختلفًا تمامًا: ‘‘كَثِيرَةٌ هِيَ بَلَايَا ٱلصِّدِّيقِ…’’ (مزمور 34: 19) ثمَّ نفرح بخاتمة هذه الآية ‘‘…وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ ٱلرَّبُّ’’. أيًّا يكن ما نواجهه في الحياة، الله يقف إلى جانبنا، وهو وحده يحوِّل أسوأ مآسينا إلى انتصارات واجَهَ الملك داود في العهد القديم محنًا غيَّرت حياته أكثر ممَّا سيفعل كثيرون بيننا، وأحيانًا كثيرة، تعرَّضت حياته للخطر بسبب أعداء سعوا إلى قتله، كما وتحمَّل عواقب وخيمة جراء ما ارتكبه من خطايا وزلَّات، حتَّى إنَّ ابنه المتمرِّد خانه، لكنَّنا نرى أنَّه استخدم معاناته لإعطاء المجد لله، فكان مثالًا يُحتذى به اقرأوا المزمور 3. كتب داود هذا المزمور في خلال فترة اختبائه من ابنه أبشالوم الذي تآمر ضدَّه لخلعه عن العرش (2 صموئيل 15)، وهكذا ذاق داود مُرَّ الخيانة بسبب ابنه وأعزّ الأصدقاء، وتعرَّضت حياته للخطر، فانفطر قلبه وعاش في صراع داخليّ […]
أكتوبر 28, 2022

لماذا نُسبح؟

‘‘لِأَنَّ ٱلرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ، مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ. يُخْضِعُ ٱلشُّعُوبَ تَحْتَنَا، وَٱلْأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا’’ (مزمور 47: 2-3)   جاء في المزمور 47: 1، ‘‘يَا جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ صَفِّقُوا بِٱلْأَيَادِي. ٱهْتِفُوا لِلهِ بِصَوْتِ ٱلِٱبْتِهَاجِ’’. لا يمانع معظم الناس أن يصفِّقوا للفريق الرياضي المفضَّل لديهم وأن يهتفوا له، لكن في الكنيسة، تنعقد ألسنتهم وبالكاد يتفوَّهون ببضع كلمات، حتَّى إنَّ البعض منهم لا يفعل هذا إطلاقًا. فهم يأتون لتسبيح الله، لكنَّهم لا يفعلون ما أتوا لأجله، بل يلزمون الصمت واليوم، نجد شعب الله في جميع أنحاء العالم يتألَّم على يد مضطهديه الذين يتَّهمونه زورًا بسبب إيمانه بيسوع، فتطارد الشرطة المؤمنين كما تطارد المجرمين، وفي كلِّ ركن من أركان العالم يُمنَع المؤمنون من التعبير عن إيمانهم ويتعرَّضون للترهيب حتَّى في بلاد الغرب يذكِّرنا المزمور 47 بأنَّه سيأتي يوم نملك فيه ونسود مع المسيح. سيأتي اليوم الذي نُخضغ فيه الأمم وتكون شعوب هذا العالم تحت أقدامنا. لذا، أيًّا يكن ما نواجهه في الحياة، فلنفرح بالوعد بنصرة المسيح الأبديَّة   صلاة: أبي السماوي، سامحني لأني لا […]
أكتوبر 27, 2022

عن يمينه

‘‘قالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: «ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»’’ (مزمور 110: 1) المزمور 110 هو أحد المزامير الأكثر اقتباسًا في العهد الجديد. أنا مقتنع بأنَّه إذا تأمَّل شعب الله في هذا المزمور، فسيكفُّون عن عيش حياة عاديَّة، لأنَّهم سيدركون أنَّهم يعبدون إلهًا قويًّا وقديرًا، ليس في المستقبل فحسب، بل في الوقت الحاضر أيضًا وقد جاء في الآية الأولى، ‘‘قالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: «ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»’’ لماذا سيجلس عن يمينه؟ في تلك الأيَّام، إذا دُعيتم لتناول الطعام في منزل أحدهم، وأجلسكم إلى المائدة عن يمينه، فهو بذلك يمنحكم مقعد الشرف، أمَّا على مائدة الملك، فهذا هو المقعد الأكثر كرامةً على الإطلاق، لأنَّه يعني أنَّكم شركاء في سلطان الملك، وهذه علامة واضحة على مساواتكم للملك، وهذه الدعوة هي خير دليل على تمكُّنكم من ممارسة سلطان الملك ونفوذه عندما قام المسيح من الأموات وصعد إلى السماء ليجلس مجدَّدًا على عرش القوَّة، قال له الآب، ‘‘أحسنتَ يا ابني. ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ’’ فيسوع، الذي […]
أكتوبر 26, 2022

سبِّحوا بلا انقطاع

‘‘لِذَلِكَ أَحْمَدُكَ يَارَبُّ فِي ٱلْأُمَمِ، وَأُرَنِّمُ لِٱسْمِكَ’’ (مزمور 18: 49) صلَّى رجل مسنّ في خلال اجتماع صلاة في منتصف الأسبوع قائلًا، ‘‘يا رب، نسبِّحك بعيوننا عبر تثبيت أنظارنا عليك وحدك، ونرفعك بآذاننا عبر الاستماع إلى صوتك وحدك، ونحمدك بأيدينا عبر العمل في حقل خدمتك، ونمجِّدك بأقدامنا عبر السلوك في أحكامك، ونعظِّمك بألسنتنا إذ نشهد لمراحمك، ونعبدك بقلوبنا عبر محبَّتك وحدك، ونشكرك لأجل أمانتك التي لا تتزعزع أبدًا والتي تبقى بركة دائمة لنا التسبيح هو إشادة دائمة بالله، وإذا فكَّرنا في الأمر، يمكن تشبيهه بالعمل بدوام كامل، لكنَّكم قد تتساءلون أحيانًا، ‘‘كيف يمكن أن أسبِّح الله وسط الحزن وخيبة الأمل؟’’ نفعل هذا عبر تثيبت أفكارنا وقلوبنا على نعمته ورحمته. وحتى في أوقات الحزن الشديد والإحباط، يبقى الله أمينًا لنا، فهو أعدَّ خطَّة لحياتنا وهو سيتمِّمها كان داود ملكَ إسرائيل الممسوح، لكنَّه اضطرّ للهروب من الملك شاول لسنوات طويلة. وبدا من المنظور البشري أنَّ لديه القليل جدًّا، إن وُجد، ليسبِّح الله لأجله، لكنَّه سبّحه بالرغم من ذلك، وكتب شهادة تسبيح رائعة لله […]
أكتوبر 25, 2022

ذبيحة تسبيح

‘‘فَلْنُقَدِّمْ بِهِ (بيسوع) فِي كُلِّ حِينٍ لِلهِ ذَبِيحَةَ ٱلتَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِٱسْمِه’’ (عبرانيين 13: 15) من السهل أن نسبِّح الله عندما تكون الشمس مشرقة، وينال الأولاد علامات جيِّدة في المدرسة، ونحصل على ترقية في العمل، لكن عندما تتلبَّد السماء بالغيوم، وتتراجع العلامات في المدرسة، ونُطرَد من العمل، فآخر أمر سنرغب في القيام به هو تسبيح الله، لكن في هذا الوقت بالذات يجب أن نرفع أصواتنا ونسبِّحه فعندما نسبِّح الله، نحن نعلن إيماننا به، وقد كتب صاحب المزمور، ‘‘أَمَّا أَنَا فَأَرْجُو دَائِمًا، وَأَزِيدُ عَلَى كُلِّ تَسْبِيحِكَ. فَمِي يُحَدِّثُ بِعَدْلِكَ، ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ بِخَلَاصِكَ، لِأَنِّي لَا أَعْرِفُ لَهَا أَعْدَادًا’’ (مزمور 71: 14-15) يجب أن نقدِّم ذبيحة التسبيح لله في أوقات الفرح وفي أوقات الحزن، فلا تسمحوا بأن يتحوَّل تسبيحكم إلى عادة أو إلى نشاط روتينيّ متكرِّر، فالسجود أمام عرش ربِّنا ومخلِّصنا هو امتياز لا يُقدَّر بثمن أحد أكبر المفاهيم الخاطئة المتعلِّقة بالتسبيح هو اعتقادنا أنَّنا نسبِّح لأجل الله. لكنَّ هذا معتقد مغلوط تمامًا، فالله لا يحتاج إلى تسبيحنا لكنَّه يعلم أنَّنا […]
أكتوبر 24, 2022

اتِّباع الله

‘‘رَجَوْتُ خَلَاصَكَ يَا رَبُّ، وَوَصَايَاكَ عَمِلْتُ’’ (مزمور 119: 166) اكتشف كاتب المزمور الفرح والبركات الناتجة عن طاعة الله ‘‘كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي… أَكْثَرَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ فَطِنْتُ، لِأَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَاكَ. مِنْ كُلِّ طَرِيقِ شَرٍّ مَنَعْتُ رِجْلَيَّ، لِكَيْ أَحْفَظَ كَلَامَكَ. عَنْ أَحْكَامِكَ لَمْ أَمِلْ، لِأَنَّكَ أَنْتَ عَلَّمْتَنِي. مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ ٱلْعَسَلِ لِفَمِي. مِنْ وَصَايَاكَ أَتَفَطَّنُ، لِذَلِكَ أَبْغَضْتُ كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ. سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلَامُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي’’ (مزمور 119: 97، 100-105) يبدو أن مجتمعنا يرتكب الزلَّات الواحدة تلو الأخرى، وأنَّ الناس المحيطين بنا يهيمون بلا هدف في الحياة، غير عارفين ما يؤمنون به فعلًا أو مَن يجب أن يتبعوا. شرد رجال السياسة وقادة المجتمع عن المسار لأنَّهم تجاهلوا حكمة الله وإرشاده ليتبعوا مبادئهم البشرية الخاصَّة يريد الله تعليمنا كيفيَّة عيش حياة فيَّاضة ومفعمة بالفرح، وقيادتنا في طريق الحياة، وإبعادنا عن التجارب وحمايتنا وسط العواصف، وإرشادنا في قراراتنا. ليس علينا العيش مثل العالم، منصاعين وراء كل توجُّه فلسفي جديد، وإنَّما يجب أن نتمتَّع بالثقة عالمين أنَّ الوحيد الذي علينا […]
أكتوبر 23, 2022

صخرتنا وحصننا

‘‘لمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ ٱللهَ، لِأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلَاصَ وَجْهِي وَإِلَهِي’’ (مزمور 42: 11) كتب النبي إشعياء، ‘‘عِنْدَمَا يَأْتِي ٱلْعَدُوُّ كَنَهْرٍ فَنَفْخَةُ ٱلرَّبِّ تَدْفَعُهُ’’ (إشعياء 59: 19). لقد شعرنا جميعًا في مرحلة ما بثقل العدو المحيط بنا قد يصيبنا الذعر أو التوتُّر جراء الضغط الذي نشعر به للوفاء بالمواعيد النهائيَّة للعمل، أو تسديد الفواتير أو حلِّ النزاعات في العلاقات، فنركِّز على أفكار الناس وأقوالهم، ثمَّ نصاب بالإحباط وحتَّى بالكآبة لا يريد أحد التعرُّض للسخرية أو الازدراء أو الاستخفاف، لكنَّنا سنختبر هذه في مرحلة ما من حياتنا، حتَّى إنَّ يسوع تحمَّل سخرية الناس حين استهزأ به رؤساء الكهنة ومعلِّمو الشريعة والشيوخ قائلين، ‘‘قَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ ٱلْآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لِأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ٱبْنُ ٱللهِ!’’ (متى 27: 43) مهما واجهنا من صعوبات أو استهزأ بنا الناس، الله هو صخرتنا وحصننا ومنقذنا، ونحن نجد ملجأنا وأماننا فيه، وحتَّى إذا لم تشعروا بحضور الله أو عونه، هو قريب إليكم بحسب وعده في المزمور 91: 15، ‘‘يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، […]
أكتوبر 22, 2022

افعلوا ما يطلبه منكم

‘‘إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ’’ (يوحنا 15: 10) قال كاتب المزمور، ‘‘أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي’’ (مزمور 40: 8). يمكننا أن نصلِّي معه، ‘‘لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ’’ (متى 6: 10)، لكنَّنا نواجه صعوبةً أكبر عندما تتعارض مشيئة الله مع إرادتنا. كم من المرَّات نكون على دراية بما يدعونا الله لفعله لكننا نريد فعل أمر آخر؟ فربَّما نحن لا نريد التخلِّي عن أمر مهمّ بالنسبة إلينا، أو نخاف من الفشل، أو ربَّما نحن منشغلون جدًّا بالتركيز على ما نريده فنغفل عمَّا يريده الله لنا. كتب المؤلف أوزوالد تشامبرز في كتابه ‘‘My Utmost for His Highest’’، ما ترجمته ‘‘سأبذل قصارى جهدي لأجل مجده’’، ‘‘عندما يجذبني الله إليه، تتدخَّل إرادتي على الفور- هل سأستجيب للإعلان الذي منحني إيَّاه؛ هل سآتي إليه؟’’ نحن مدعوون، بصفتنا أتباعًا للمسيح، إلى حياة الطاعة لكلمته، لكنَّنا كثيرًا ما نجد نواحٍ في حياتنا نصارع فيها ضدَّ خطَّته، فيما يقتصر […]
أكتوبر 21, 2022

إلهنا الكليُّ القدرة والديَّان العادل

‘‘مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ ٱلْآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي ٱلْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِٱلتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟’’ (خروج 15: 11)   نرى في المزمور 139 أنَّ إلهنا كليُّ القدرة لأنَّه خلق الحياة بحدِّ ذاتها. ‘‘لِأَنَّكَ أَنْتَ ٱقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ ٱمْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِينًا’’ (مزمور 139: 13-14). ما أروع إلهنا الذي صمَّم كلَّ الأشياء ابتداءً من أصغر خليَّة في أجسامنا إلى أكبر نجم في الكون ثمَّ يختم داود مزموره مشيدًا بقضاء الله العادل، فالله بمحبَّته العظيمة لأولاده ينقِّي قلوبهم ويصقلها. ‘‘ٱخْتَبِرْنِي يَا ٱللهُ وَٱعْرِفْ قَلْبِي. ٱمْتَحِنِّي وَٱعْرِفْ أَفْكَارِي. وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَٱهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا’’ (مزمور 139: 23-24) هل فقدتم شعوركم بالرهبة والذهول أمام الله؟ هل تعتبرون تعقيدات خليقته المذهلة أمرًا مفروغًا منه؟ هل تتجاهلون كلامه لدى قراءة الكتاب المقدَّس؟ كفُّوا اليوم واحمدوه لأجل طبيعته المذهلة صلاة: يا رب، أشعر بالذهول عندما أتأمَّل في خليقتك! أشكرك لأنَّك خالقنا وديَّاننا العادل. ساعدني ألَّا أفقد شعوري بالرهبة والذهول أمامك. أصلِّي […]
أكتوبر 20, 2022

إلهنا الكليُّ العلم والوجود

‘‘وَبِرُّكَ إِلَى ٱلْعَلْيَاءِ يَا ٱللهُ، ٱلَّذِي صَنَعْتَ ٱلْعَظَائِمَ. يَا ٱللهُ، مَنْ مِثْلُكَ؟’’ (مزمور 71: 19)   عندما نتأمَّل في صفات الله الرائعة وفي الأعمال العظيمة التي صنعها لأجلنا تمتلئ قلوبنا رهبةً، كما أنَّنا نرى داود يحمد الله لأجل صفاته الرائعة في المزمور 139 عندما نفكِّر في قدرة الله على معرفة كلِّ شيء، غالبًا ما نربطها بمعرفته للصورة الأبدية الكبرى، لكنَّه يعرف أيضًا خبايا قلوبنا، فخالقنا يعرفنا ظاهرًا وباطنًا أكثر ممَّا نعرف أنفسنا. هو يعرف دوافعنا الخفيَّة، ويعرف ما سنقوله حتى قبل أن نتفوَّه به ‘‘يا رَبُّ، قَدِ ٱخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. لِأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلَّا وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا’’ (مزمور 139: 1-4). عندما نفكِّر في معرفة الله الواسعة والعميقة وفي حكمته الفائقة، نجد أنفسنا في حالة من الذهول أيضًا، يحمد داود الله لأجل وجوده الكلي. ‘‘أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟… إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ ٱلصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي ٱلْبَحْرِ، فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ […]