مارس 28, 2022

الإيمان والرجاء والمحبَّة الحقيقيَّة العاملة

‘‘هَكَذَا ٱلْإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ’’ (يعقوب 2: 17) الإيمان بالرب يسوع وموته وقيامته هو السبيل الوحيد للخلاص، ويجب أن يكون إيماننا دائمًا إيمانًا عاملًا وفاعلًا وليس إيمانًا ميتًا، لأنَّ الإيمان الميت أو غير الفعال ليس إيمانًا إطلاقًا. وإذا قال أحدهم إنَّ لديه إيمانًا، فيجب أن يتجلَّى هذا الإيمان في أعمال خدمة وشهادة وعطاء منظورة، فالإيمان الحقيقي يظهر في المحبَّة. وتظهر المحبَّة المسيحيَّة الحقيقيَّة في الأعمال. أيَّ نوع من الأعمال؟ أعمال التضحية والمسامحة والمثابرة والصبر إلى أقصى حدود خدمةً لله وللآخرين، فالمحبَّة غير المقترنة بالأعمال هي مجرَّد أحاسيس. الرجاء الحقيقي ينتظر بصبر، ويعمل في أثناء الانتظار، وهو لا يظهر من خلال ارتداء ثوب أبيض، والتسلق إلى قمة الجبل، والقول، ‘‘خذني بعيدًا، يا رب!’’ ولا يتم التعبير عنه عبر الاسترخاء في القبو وعدم القيام بأي عمل. فالرجاء يُعنى بآلام البشرية، وهو يشمِّر عن أكمامه ويعمل حتَّى تتَّسخ يداه. الرجاء هو إضاءة شموع الإيمان باستمرار في قلوب الآخرين. وفي أوقات الاضطهاد والظلم، الرجاء يتأنَّى ويثابر ويمنحنا سلامًا […]
مارس 27, 2022
اعرَف حقيقة المحبَّة

اعرَف حقيقة المحبَّة

‘‘وَٱلرَّجَاءُ لَا يُخْزِي، لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱللهِ قَدِ ٱنْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمُعْطَى لَنَا’’ (رومية 5:5) ثقافتنا مليئة بالتفسيرات الخاطئة للمحبة، ويومًا بعد يوم تُدفَن المحبة الحقيقيَّة بسبب كثرة الأنانيَّة والتشويش. ينظر الكثير من الناس إلى المحبَّة على أنها عاطفة أو رغبة دافئة، فأحيانًا، تُنتج المحبَّة عاطفة ورغبة دافئة فعلًا، ولكن قد تكون هذه مشاعر أنانية أيضًا. وعندما تتلاشى هذه الأحاسيس، ينتقل الأشخاص الذين ينظرون إلى المحبة بهذه الطريقة إلى حضن دافئ آخر. في المقابل، المحبَّة في الكتاب المقدس هي محبَّة غير أنانيَّة، والمحبة الحقيقية تعطي أكثر مما تأخذ وهي تبذل ذاتها وتضع جانبًا الكبرياء والغرور. ويدعونا يسوع في إنجيل يوحنا 13: 34-35 إلى محبَّة واحدنا الآخر، وقال: ‘‘وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ’’. ما هي العلامة الفارقة التي تميِّزنا عن الآخرين؟ محبتنا بعضنا لبعض. ويقول يسوع إنَّ المحبَّة التي تبذل ذاتها هي العلامة الأسمى التي تميِّز تلاميذه. وكتب […]
مارس 26, 2022
المحبَّة ترفعك

المحبَّة ترفعك

‘‘اَلْمَحَبَّةُ لَا تَسْقُطُ أَبَدًا’’ (1 كورنثوس 13: 8) المحبَّة ترفع القلب المنكسر، وهي ليست محبَّة عاديَّة، بل هي محبّة الله. وقد رنَّم كثيرون بيننا أنشودة ‘‘جايمس روي’’ وعنوانها، ‘‘المحبَّة رفعتني’’، وقد جاء في أوَّل مقطع منها: ‘‘كنتُ غارقًا في الخطيَّة، بعيدًا عن شاطئ الأمان وقد لطَّخت قلبي بشدَّة، فلم أقدر أن أعوم لكن سيِّد البحر سمع صرخة قلبي اليائس فرفعني من لجج المياه ووضعني على برّ الأمان المحبَّة رفعتني! المحبَّة رفعتني! عندما انقطع الأمل في النجاة، المحبَّة رفعتني! أحيانًا، لا شيء يرفع قلوبنا كما تفعل محبَّة الله، فقد يتركنا الأصدقاء، ويحاول زملاؤنا تجاوزنا في العمل، وقد لا يفهمنا أفراد عائلتنا، لكنَّ محبَّة الله لنا ثابتة لا تتغيَّر أبدًا. وحتَّى عندما نسيء التصرُّف، يظلّ الله يحبُّنا، وعندما نكون صعبي المراس، هو يقبلنا، وعندما ينقلب العالم كلُّه ضدَّنا، هو يظلّ يحبُّنا، وهو وعد ألَّا يتركنا أبدًا يائسين. تجعلنا صعوبات الحياة نشعر بالانكسار والتشويش، وأحيانًا كثيرة، تعلِّمنا خيبات الأمل في الحياة المزيد عن عمق محبة الله، فنحن نلجأ إلى الله لشدة يأسنا، فنكتشف […]
مارس 25, 2022
أعلِن محبَّة الله

أعلِن محبَّة الله

‘‘ٱللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي ٱلضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا’’ (مزمور 46: 1) تفوق محبَّة الله الفادية كلَّ ما يقدِّمه لنا العالم، ولا يمكننا فعل شيء لاكتسابها، بل هي هدية مجانية اختار الله منحنا إيَّاها، لكن من واجبنا قبولها بإيمان. ويحثُّنا الرسول بولس على الإمساك ‘‘بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَٱعْتَرَفْتَ ٱلِٱعْتِرَافَ ٱلْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ’’ ( تيموثاوس 6: 12). يدعونا بولس إلى عيش إيماننا والإمساك به بثقة لأنَّ محبَّة الله أكيدة، وليس لدينا ما نخافه: ‘‘فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ ٱللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟’’ (رومية 8: 31) كتب المؤلِّف والمبشِّر ‘‘إي ستانلي جونز’’: ‘‘أنا مصمَّم داخليًّا للإيمان لا الخوف. الإيمان هو موطني، وليس الخوف. القلق والهمّ مجرَّد رمال في ماكينة الحياة، أمَّا الإيمان فهو الزيت. أنا أعيش حياة أفضل بالإيمان والثقة ممَّا بالخوف والشك والهمّ. عندما أكون في حالة قلق، يلهث كياني لالتقاط أنفاسه، وليس هذا هوائي الأصلي، أمَّا بالإيمان والثقة، فأنا أتنفَّس بحرية، وأتنشَّق هوائي الأصلي’’. لقد افتدانا يسوع المسيح من الموت الأبدي، ولا داعي للخوف بعد ذلك. […]
مارس 22, 2022
كلمة الله مِشرَط جراحة

كلمة الله مِشرَط جراحة

‘‘لِأَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ ٱلنَّفْسِ وَٱلرُّوحِ وَٱلْمَفَاصِلِ وَٱلْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ’’ (عبرانيين 4: 12) إذا سبق أن خضعتَ لعمليَّة جراحيَّة، فأنت تعرف ما تعنيه الثقة بمهارة يديّ الطبيب الجرَّاح. ويمكن للمشرط الذي يستعمله أن يكون إمَّا سكِّينة خطرة أو أداة للشفاء اعتمادًا على كيفيَّة استخدامه. ووصف كاتب رسالة العبرانيين كلمة الله بأنَّها سيف ذي حدَّين يخرق النفس والروح (عبرانيين 4: 12). وهو قصد بذلك شفرة دقيقة تشبه مشرط الجرَّاح الحديث. عندما نقرأ الكتاب المقدَّس ونفتح قلوبنا وأذهاننا لسماع ما يريد الرب أن يقوله لنا، فإنَّنا بذلك نستلقي على طاولة العمليَّات استعدادًا لعمل مشرط الجرَّاح، لأنَّه هو وحده يعرف أين يجب غرزه. وتخرق كلمة الله إلى مفرق مفاصلنا وتتغلغل بعمق في كياننا الروحي ولا تتوقَّف إلَّا عندما تُخرج خطيَّتنا إلى العلن ليتمّ التعامل معها. لكن الطبيب العظيم لا يتركنا على طاولة العمليَّات مكشوفين للعلن، بل هو يستأصل السيء منَّا ويزيله، ثمَّ يخيط الجرح ويضمده لكي نتماثل للشفاء التام. وهكذا، يريد […]
مارس 19, 2022
كلمة الله مرآة

كلمة الله مرآة

لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلًا، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلًا نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ (يعقوب 1: 23-24). عندما نهضتَ من السرير هذا الصباح، هل نظرتَ في المرآة؟ ربَّما استحممتَ وارتديت ملابسك ونظَّفتَ أسنانك وسرَّحتَ شعرك. بتعبير آخر، أنت ألقيتَ نظرة فاحصة على انعكاس صورتك في المرآة، ثمَّ قمت بالخطوات اللازمة لتحسين مظهرك. قال يعقوب، أخ الرب يسوع، إن َّ كلمة الله هي بمثابة مرآة. وعندما نقرأ الكتاب المقدَّس، هو يكشف ما في قلوبنا، ويفضح خطايانا، وزلَّاتنا، ونواحي حياتنا التي نحتاج فيها إلى توبة. ولا تكون الصورة جميلة دائمًا، ونحن نرفض بمعظمنا مواجهة ريائنا ومساومتنا وغرورنا، لكن عندما نفعل، فالله قادر أن يغيِّر قلوبنا برحمته ومحبَّته. الكتاب المقدس هو هدية الله لنا، ويريد الله أن نشبه يسوع أكثر فأكثر كلَّ يوم. وعندما ننظر إلى أنفسنا في مرآة كلمة الله، فإنَّنا نرى النواحي التي يجب أن تتغيَّر فينا، ونسمح لله بتغيير قلوبنا لتكون بحسب قلبه. إذًا، عندما تحمل كتابك المقدَّس اليوم، انظر […]
مارس 18, 2022
كلمة الله وليمة

كلمة الله وليمة

‘‘فَأَجَابَ (يسوع) وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللهِ»’’ (متى 4:4) جال يسوع في البرية أربعين يومًا وليلة ‘‘لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ’’ قبل أن يبدأ خدمته العلنيَّة، (متَّى 4: 1)، وهو أراد التصدِّي لهجمات الشيطان مباشرةً، فصام طوال تلك الفترة، ولم يأكل شيئًا، ثمَّ جاع طبعًا، وكان الشيطان قد أعدّ له التجربة المناسبة، ‘‘إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ ٱلْحِجَارَةُ خُبْزًا’’ (آية 3). كيف تعامل يسوع مع هذه التجربة؟ اقتبس آية من الكتاب المقدَّس، ‘‘لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلله’’ (آية 4، أنظُر أيضًا تثنية 8: 3). وأقول لك بسلطان كلمة الله إنَّ كلمة الله هي الطعام الوحيد الذي يدعمك ويغذِّيك روحيًّا ويشجِّعك كلَّ يوم، ومثلما تحتاج أجسادنا إلى تناول طعام جيِّد وصحيّ، هكذا أيضًا، تحتاج أرواحنا إلى طعام روحي، وهو كلمة الله. وإن كان يسوع قد اعتمد على الكتاب المقدَّس ليستمدّ منه قوَّة، فكم بالحري نحتاج نحن أيضًا إلى الكتاب المقدَّس؟ ويعاني مجتمعنا وجزء كبير […]
مارس 16, 2022

اَظهِر لُطفًا نحو الآخرين ونحو نفسك

“إِحْسَانَاتِ (لطف) الرَّبِّ أَذْكُرُ، تَسَابِيحَ الرَّبِّ، حَسَبَ كُلِّ مَا كَافَأَنَا بِهِ الرَّبُّ، وَالْخَيْرَ الْعَظِيمَ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَافَأَهُمْ بِهِ حَسَبَ مَرَاحِمِهِ، وَحَسَبَ كَثْرَةِ إِحْسَانَاتِهِ” (إشعياء 63: 7). اللطف صفة من صفات الله، ومن لطفه أنْ قطع عهدًا مع شعب إسرائيل، ومِن لُطفه أيضًا أنْ حافظ على عهده معهم على الرغم من تمرُّدهم وعصيانهم. من لُطف يسوع أنه ترك روعة السماء ليصير إنسانًا، ومن لطفه أن مات على الصليب ليدفع أجرة خطايانا، ومن لطفه ومحبته الأبدية أن يقدم لنا هبة الخلاص الثمينة. لكن لطف الله لم يتوقف عند الصليب، بل هو مستمر اليوم في حياة أولئك الذين قبلوا ابنه كمخلِّص لهم. كلما سمحنا لله بالعمل والتغيير فينا، أصبح ثمره واضحًا لأولئك الذين نلمس حياتهم كل يوم. هناك العديد من الأشياء التي ينبغي أن نعرفها عن اللطف بينما نستمر في العيش والنمو روحيًا. في بعض الأحيان، يتطلَّب اللطف أن نضع أنفسنا في مكان شخص آخر، لذا ينبغي أن ننظر للآخرين كما ينظر المسيح إليهم. قد نجد أنه من السهل علينا أن نُظهر […]
مارس 15, 2022

زِد إيمانك

“وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ” (1بطرس 3: 8). هل يمكنك أن تتخيَّل مجموعة من النجَّارين يجتمعون لبناء ناطحة سحاب بدون تصميمات هندسية؟ ستكون النتائج مُريعة بلا شك. هل سمعت يومًا عن فشل طالب طِب في اجتياز اختباراته الطبية عدة مرات، ولكنه لا يزال يحقق نجاحًا في عمله كطبيب؟ سيكون هذا مُستحيلًا بالتأكيد. لن يمكنك أن تأتمن شخصًا لم يجتز اختباراته الطبية على صحتك، ولن يمكنك أبدًا أن تعيش في منزل تم بناؤه بدون تخطيط. مثلما نحتاج إلى هيكل تنظيمي للمباني، نحتاج أيضًا إلى هيكل تنظيمي لعلاقاتنا. قد يكون هذا الأمر صعبًا على كل المستويات، ولكن، سواء في التعامل مع شريك الحياة، أو مع الأخوة، أو الوالدَين، أو زملاء العمل، أو الأصدقاء، فإن مفتاح بناء العلاقات القوية هو تعلُّم كيفية التفاعُل بنجاح مع بعضنا البعض. ما هي أكبر مخاوفك فيما يتعلَّق بموضوع العلاقات؟ هل هو الرفض؟ أم أنك تُصارِع مع فكرة أنك لا ترقَى إلى مستوى توقعات أحدهم؟ لا تيأس، فقد أعطاك الله كلمته […]
مارس 14, 2022

تغييرُنا

“وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى” (عبرانيين 11: 1). بينما نقرأ كلمة الله نكتشف الكثير من الوعود التي تُظهر لنا رغبته في الاعتناء بنا ورعايتنا، فالله يريد لحياتنا الأفضل. ولكن قد يتزعزع إيماننا في أثناء رحلة حياتنا، وعندما تزداد أحوالنا سوءًا فجأة، نتساءل “هل هذا حقًا في خطة الله لي؟” إذا كنا نسير بالقرب من الرب، ووَجَّهت لنا الحياة ضربة قويَّة، فلا يعني ذلك أننا بحاجة إلى التخلِّي عن إيماننا، بل، في الواقع، هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى الرجوع إلى الله. لا يعني ذلك بالضرورة أننا نقوم بشيء خاطئ أو أن الله غير مسرور بنا؛ ولكن علينا أن نتعامل مع مثل هذه الظروف على أنها فرصة للرب لكي يفعل عظائم في حياتنا لمجده. أكثر ما يهم الله هو تغييرنا لكي نزداد شبهًا به، وإذا سمحنا له بالقيام بذلك، فسيستخدم كل أحداث وظروف حياتنا، السهلة منها والصعبة، لتحقيق هذا التغيير في قلوبنا، وإيماننا به، وبأنه سيفعل ما وعد به، سيفتح الباب أمامه للعمل من خلالنا […]
مارس 13, 2022

اُترُك كل شيء

“بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ” (فيلبي 3: 8). منذ أيام بابل والإنسان يحاول الوصول إلى السماء بقوته، فالجميع يريد أن يتحكَّم في مصيره، لكن الطريق إلى الخلاص هو العكس تمامًا، إذ ينبغي علينا أن نتخلَّى عن كل سيطرة ونترك القيادة ليسوع. اقرأ متى 19: 16-30. نرى في هذا المقطع الشاب الغني يسأل يسوع “أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟” (متى 19: 16)، فيبدأ يسوع في سَرد الوصايا، فيجيبه الشاب قائلًا: “هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟” (متى 19:20). على الرغم من أنه كان يتمتَّع بالسلطة والمال والنجاح، كان هذا الشاب الغني لا يزال يرغب في المزيد، فأوضح له يسوع أن الأبدية ليست مجرد مقياس آخر للنجاح يتم إضافته إلى سيرته الذاتية، لأنه إذا كان يريد حقًا أن يختبر الأبدية، فعليه في الواقع أن يكون مستعدًا لترك كل ما اجتهد للحصول عليه. كان يسوع […]
مارس 12, 2022

عمل الروح

“أَنَا أَسِيرُ قُدَّامَكَ وَالْهِضَابَ أُمَهِّدُ. أُكَسِّرُ مِصْرَاعَيِ النُّحَاسِ، وَمَغَالِيقَ الْحَدِيدِ أَقْصِفُ” (إشعياء 45: 2). بينما نستمر في التأمُّل في عمل الروح في أعمال الرسل 10 من أجل نشر الإنجيل، نرى أنه لم يتم فقط تهيئة قَلْبَي كرنيليوس وبطرس، ولكن “الرُّوحُ الْقُدُسُ حَلَّ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ” (عدد 44)، وخَلُص الجميع نتيجةً لذلك. كان عمل الروح عظيمًا حتى أن بطرس قال “بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ” (أعمال الرسل 10: 34-35). لقد كانت تلك الكلمات مُغيِّرة للعالم وصانعة للتاريخ، فقد بُهِت المؤمنون اليهود وبدأوا يُعمِّدون مَن آمنوا من الأمميين الذين كانوا قبلًا نجسين. وهكذا حوَّل الله المسيحية من كونها طائفة ضيقة بداخل الديانة اليهودية إلى دين عالمي يحطم التحزُّب ويُوحِّد الناس في المسيح. لا يُظهر المسيحيون تسامُحًا نحو الآخرين فقط؛ بل يحبون جميع الناس لأن الله خلقهم ويحبهم. ينبغي أن تثق أنه إذا دعاك الله للذهاب إلى مكانٍ غير مألوف لك، فسوف يتقدَّمَك. لن يقوم الله فقط […]