مارس 12, 2022

عمل الروح

“أَنَا أَسِيرُ قُدَّامَكَ وَالْهِضَابَ أُمَهِّدُ. أُكَسِّرُ مِصْرَاعَيِ النُّحَاسِ، وَمَغَالِيقَ الْحَدِيدِ أَقْصِفُ” (إشعياء 45: 2). بينما نستمر في التأمُّل في عمل الروح في أعمال الرسل 10 من أجل نشر الإنجيل، نرى أنه لم يتم فقط تهيئة قَلْبَي كرنيليوس وبطرس، ولكن “الرُّوحُ الْقُدُسُ حَلَّ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ” (عدد 44)، وخَلُص الجميع نتيجةً لذلك. كان عمل الروح عظيمًا حتى أن بطرس قال “بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ” (أعمال الرسل 10: 34-35). لقد كانت تلك الكلمات مُغيِّرة للعالم وصانعة للتاريخ، فقد بُهِت المؤمنون اليهود وبدأوا يُعمِّدون مَن آمنوا من الأمميين الذين كانوا قبلًا نجسين. وهكذا حوَّل الله المسيحية من كونها طائفة ضيقة بداخل الديانة اليهودية إلى دين عالمي يحطم التحزُّب ويُوحِّد الناس في المسيح. لا يُظهر المسيحيون تسامُحًا نحو الآخرين فقط؛ بل يحبون جميع الناس لأن الله خلقهم ويحبهم. ينبغي أن تثق أنه إذا دعاك الله للذهاب إلى مكانٍ غير مألوف لك، فسوف يتقدَّمَك. لن يقوم الله فقط […]
مارس 11, 2022

اهدِم الحواجز

“وَبَيْنَمَا بُطْرُسُ مُتَفَكِّرٌ فِي الرُّؤْيَا، قَالَ لَهُ الرُّوحُ: «هُوَذَا ثَلاَثَةُ رِجَال يَطْلُبُونَكَ. لكِنْ قُمْ وَانْزِلْ وَاذْهَبْ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ، لأَنِّي أَنَا قَدْ أَرْسَلْتُهُمْ»” (أعمال الرسل 10: 19-20). قرأنا بالأمس عن عمل الروح القدس في حياة كرنيليوس، واليوم سنواصل التأمُّل فيما فعله الروح في أعمال الرسل 10 كجزء من إرسالية الله لنشر الإنجيل في كل ركن من أركان العالم. بينما كان الله يعمل ويُغيِّر في حياة كرنيليوس، كان يُهيّئ قلب بطرس ليشهد لكرنيليوس، فقد كان على الله أن يُغيِّر نظرة بطرس إلى الرومان وجميع الأمم، ذلك النظام الإيماني الذي نشأ على مدار عُمْر من التعاليم التي تلقَّاها من والدية وقادته الدينيين ومجتمعه. لقد غيَّر الله تفكير بطرس بشكل فعال من خلال رؤيا أعطاها له. جاء الله بمثال الطعام الذي لطالما اعتبره اليهود نجسًا، كتشبيه للأمم الذين كانوا يُعتبرون أكثر نجاسةً؛ فلم يحدث أن دعا يهودي قط أيًا من الأمميين إلى منزله، ولا دخل أبدًا منزل أحدهم. لكن الصوت في الرؤيا في أعمال الرسل 10: 15 قال لبطرس «مَا طَهَّرَهُ […]
مارس 10, 2022

استجابة الطاعة

“وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاه” (1 يوحنا 2: 3). يرغب العديد من المؤمنين في رؤية حصاد عظيم للنفوس، ولكن يبدو أن هذا العمل شاقٌ. هناك الكثير من حواجز الخطية والحواجز الثقافية والدينية التي يجب هدمها. نجد في أعمال الرسل 10 تذكير لقدرة الله على اختراق مثل هذه الحواجز لنشر الإنجيل في كل ركن من أركان العالم، وما فعله آنذاك، يستطيع أن يفعله اليوم. في هذه القصة، نرى الروح القدس يفعل أشياء لا يستطع الإنسان أن يفعلها، فنرى الله يُحدث تغييرًا لا يُنسى من خلال إعداد قلب غير مؤمن وشاهد، وما حدث بعد ذلك هو أمر مُذهِل. بدأ الأمر مع كرنيليوس، واليوم سنتأمل كيف غيَّر الروح القدس حياته. كقائد مائة روماني، كان لدى كرنيليوس 100 رجل يرفعون إليه تقاريرهم. كان كرنيليوس قد سمع مِن قَبل عن يهوه، إله اليهود، وكان يُقدِّرُهُ حتى أنه كان يتبرع للكنيسة، ولكن لم يكن كرنيليوس بعد مؤمنًا مُكرَّسًا. تَغيَّر ذلك بعد ظُهر أحد الأيام عندما ظهر ملاك الرب لكرنيليوس. يقول سفر أعمال الرسل […]
مارس 9, 2022

من كل قبيلة

“بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ” (رؤيا 7: 9). هناك البلايين من الناس الذين لم يسمعوا قط برسالة الإنجيل المُخلِّصة. بالنسبة للأعداد الوفيرة التي تعيش في المناطق الأقل تبشيرًا في العالم، من الممكن أن يعيشوا حياتهم كلها دون أن يلتقوا مرةً واحدة بأحد أتباع يسوع. في متى 28: 19، طلب يسوع من تلاميذه أن يذهبوا ويُتلمِذوا جميع الأمم ethne. لم يقصد يسوع بكلمة “الأمم”، أو ethne، الأمم الجغرافية السياسية الموجودة اليوم، بل مجموعات الأشخاص الذين يمتلكون ثقافة وعرقًا ولغة مميزة. تمت صياغة مصطلح “مجموعة من البشر” لوصف المفهوم الكتابي لكلمة “أمَّة”، وقد سمح التفكير بهذا المصطلح للكنيسة أن تكون أكثر وعيًا بمهمة الإرسالية العظمى الضخمة التي لا تزال في انتظارنا. الحقيقة هي أن الآلاف من “مجموعات البشر” لم يُتَلمَذوا بعد. وفقًا لهيئة “مشروع يشوع” Joshua Project، فإنه يوجد 17,400 مجموعة في العالم اليوم، ومنهم ما يزيد على 7,100 مجموعة لم يصلها إنجيل يسوع المسيح […]
مارس 8, 2022

مُعَد للركض نحو الضال

“مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ، الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ، الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ، الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلهُكِ!»” (إشعياء 52: 7). في العصور القديمة، كان “العدَّاءون” يُستخدمون في كثير من الأحيان لنقل الرسائل بين الجيش والملك، مثل الأخبار السارة عن الانتصار في المعركة. هكذا يدعو الله المؤمنين إلى الركض نحو الضال وإعلان الأخبار السارة عن انتصار المسيح، وهو الانتصار المُطلَق لكل العصور. في إشعياء 52: 1-12، أعلن إشعياء أخبار سارة لشعب إسرائيل أثناء سبيهم الرهيب في بابل، فمن خلاله، أعلن الله أنه سيستجيب لصراخ شعبه من أجل الحرية ويرُد سبيهم. كان إشعياء يتكلَّم في ذلك الوقت بالتحديد من التاريخ إلى شعب الله، ولكنه يتكلَّم إلينا نحن أيضًا بشكل غير مباشر بوحي من الروح القدس عن تحريرنا من الخطية بواسطة يسوع المسيح. يبحث الكثير من الناس اليوم عن الخلاص الذي لا يستطيع أن يمنحه إلَّا يسوع، ولا يزال الإنجيل بعيدًا عن متناول مليارات البشر حول العالم ممن سحقتهم الخطية، ويحتاجون إلى الحرية التي يمنحها المسيح وحده، ويَسعَوْن إلى عبادة الإله الواحد الحق. […]
مارس 7, 2022

عندما يرفضك العالم

” كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ”. (2تيموثاوس 3: 16-17). ابقِ بجانبي، فلن أتركك”. هذه هي الكلمات التي شجَّع بها الله ماريَّا التي سلَّمت حياتها للمسيح بعد أن قضت زمانًا طويلًا في البحث عن الحق. وعندما أصبح إيمانها الجديد ظاهرًا، واجهت ماريَّا رفضًا مُفجعًا ومُرعبًا من عائلتها المسلمة. شعرت ماريَّا بأن حياتها في خطر، فهربت إلى بلد آخر. تقول ماريا: “لقد فقدت أمي وانفصلت عن عائلتي بسبب محبتي ليسوع”. عندما يرفضك العالم، الجأ إلى كلمة الله وتذكَّر وعوده. اقرأ 2تيموثاوس 1: 7-14، 3: 12-17. بينما كان بولس يتأمَّل في مغادرته هذا العالم وهو جالس ومُقيَّد بالسلاسل في سجن روما، كتب رسالته الثانية إلى تيموثاوس ليشجعه ألَّا يستسلام أبدًا. ربما نفس الشيطان الذي كان يُثبط عزيمة تيموثاوس هو الذي يثبط عزيمتك اليوم، لكن ما أراد بولس لتيموثاوس أن يعرفه هو أن الله لا يريد أن يحيا أولاده حياة مستعبدة للخوف: “لأَنَّ اللهَ لَمْ […]
مارس 6, 2022

غنم في وسط ذئاب

“سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ” (متى 5: 43-44). في يونيو 2009، استيقظت عائلة “لونج” على أسوأ كابوس لها؛ فقد قُتل ابنهما الجندي في الجيش الأمريكي، والبالغ من العمر 23 عامًا، برصاص إرهابي مسلم على الأراضي الأمريكية. أصيبت العائلة بصدمة، وغمرها الحزن والغضب، ولكن وسط حدادها، فعلت شيئًا لا يمكن تخيُّله. بعد تلقِّيهم المال الذي تركه لهم ابنهم، خصصت عائلة لونج جزءًا منه للمساعدة في الوصول إلى المسلمين من أجل المسيح، وقالوا: “لا توجد طريقة أخرى لإكرام الله أفضل من استخدام جزء من هذا المال الذي تركه لنا للوصول إلى المُسلمين غير المُخلَّصين”. من المنظور الأرضي، كان من الممكن إيجاد تبرير لسَعْي عائلة “لونج” للانتقام، لكنهم اختاروا أن يسيروا على خُطَى يسوع المسيح، ويحبوا أولئك الذين قتلوا ابنهم. اقرأ متى 5: 43-48 و10: 16-20. لقد دعانا يسوع جميعًا لأن نحب أعدائنا ونُصلِّي من أجل أولئك الذين يضطهدوننا. كما واجه المسيح المقاومة والاضطهاد […]
مارس 5, 2022

الاتِّفاق مع مشيئة الله في الصلاة

“يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ” (لوقا 42: 22). إن دعوتنا هي الوصول إلى الآخرين من أجل المسيح، ويجب أن نتشفَّع من أجل كل الذين ضَلُّوا حتى يستجيبوا لدعوة يسوع لهم. بعد قيامته في كلٍ من الأناجيل الأربعة، وفي سفر أعمال الرسل، قال يسوع: “كما أرسلني الآب أُرسِلكم أنا”، وكَلَّفنا بمهامٍ قائلًا: “اذهبوا واخبروا.. كونوا شهودي.. اذهبوا وتلمِذوا.. درِّبوهم.. اذهبوا وقِفوا في الثغر”. يحتاج شعب يسوع أن يتَّضِع ويُصلِّي، وأن تتفق مشيئته مع مشيئة الله. يجب أن نسأل الله “يا رب، ما هي مشيئتك حتى أطلبها في صلاتي وأجعل مشيئتي تتفق معها؟” فهذه هي الطريقة الصحيحة للصلاة. لن نرى ثمرة الاستجابة لدعوة الله إلَّا عندما تتفق مشيئتنا مع مشيئته. يعطينا الكتاب المقدس أمثلة لا حصر لها للنتائج التشفُّعية العظيمة التي تحدث عندما تتفق مشيئتنا مع مشيئة الله في الصلاة. عندما اتفقت مشيئة موسى مع مشيئة الله، أخرج الله ماءً من الصخرة، وعندما اتفقت مشيئة يشوع مع مشيئة الله، وقفت الشمس في […]
مارس 4, 2022

بوصلتك الداخلية

“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ” (عبرانيين 4: 12). هناك الكثير من التوتُّر في عالمنا اليوم، وهذا التوتُّر موجود بالفعل منذ اللحظة التي أخطأ فيها الإنسان في جنة عدن. ينشأ هذا التوتُّر عن إغرائنا للتخلِّي عن حق كلمة الله لكي نتمكن من العيش وفق رغباتنا بدلاً من التكريس الكامل ليسوع المسيح. على سبيل المثال، إذا أراد صديق لنا غير مؤمن أن يعرف ما إذا كان يسوع المسيح هو السبيل الوحيد للخلاص، يجب أن تكون إجابتنا بنعمٍ واثقةٍ ومُحِبَّةٍ. صحيح أنه في كثير من الأحيان، يكون قول هذا أسهل من فعله، لكن ينبغي علينا أن نُشارِك هذا الحق مع الآخرين حتى وإن كان أمرًا شاقًا، لأنه لا يوجد سبيل آخر لخلاص البشرية إلا بالإيمان بابن الله (اقرأ يوحنا 14: 6 وأعمال الرسل 4: 12). كلمة الله هي سيف ذو حدين، وهي قادرة على قطع كل الحُجَجْ الضعيفة عديمة الفائدة التي تدَّعي وجود وسائل أخرى للخلاص، […]
مارس 3, 2022

هل أنت مؤيَّد بالروح؟

“لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ” (أفسس 5: 8). هل أعيش بقوة الروح القدس؟ هذا هو أهم سؤال ينبغي أن يسأله أبناء الله لأنفسهم. أعطانا الله في كلمته اختبارًا بسيطًا ليؤكد ما إذا كنا نعيش الحياة المؤيَّدة بالروح أم لا، وهو تسع صفات مترابطة لا يمكن أن تظهر في حياتك إلا من خلال الروح نفسه. اقرأ غلاطية 5: 13-26. نرى في هذه الآيات أن الجسد والروح متناقضان؛ ولذا ينتج عنهما نتائج متناقضة في حياتنا. أما ثمر الروح، وهو المحبة، الفرح، السلام، طول الأناة، اللُطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة، التعفف، فهو يتناقض تمامًا مع أعمال الجسد، مثل الزنى، والكراهية، والغيرة. لا ينتج عن الجسد وأعماله سوى الألم والحزن لأنه يُحدِث انقسامات بين الأصدقاء، والأزواج، وفي كنائس جسدية بأكملها. من ناحية أخرى، نجد أن الروح هو الذي يُوَحِّدْنا، مُنتِجًا فينا ومن خلالنا كل ما هو صالح عندما نخضع بالكامل للمسيح. لا يمكنك أن تُنتِج ثمر الروح بقوتك الخاصة، ولهذا فإن وجود ثمر الروح في حياتك هو دليل […]
مارس 2, 2022

رجاء يُجدِّد الطاقة

هل سبق لك أن شعرتَ بالإحباط الشديد ولم تستطع النوم؟ هل أنهكتكَ مشاكل الحياة ولم تجد الراحة؟ مثل هذا الإرهاق يُنهك الروح، لذا أود أن أقول لكل من اختبره أن الله يُقدِّم لنا رجاءً يجدد الطاقة: أَمَا عَرَفْتَ؟ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا، لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً. اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا. وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ. (إشعياء 40: 28-31) أخبرنا النبي إشعياء أن منتظري الرب (راجين الرب) تُجدَّد قوتهم ويستعيدون طاقتهم، ولكن، كيف يمكننا أن نحصل على هذا الرجاء؟ يصبح لدينا رجاء عندما ننظُر إلى ما يمكن لله أن يفعله بدلاً من النظر إلى ما فعله الإنسان. يفيض الرجاء بداخلنا عندما نُركِّز على قدرات الله، وليس على ضعف الإنسان وعجزه، وعندما نُسبِّح الله على كماله، معترفين به وواضعين ثقتنا فيه، بدلًا من تعظيم محاولات الإنسان غير الفعَّالة وإنجازاته التي لا تَرقَى إلى الكمال. إذا […]
مارس 1, 2022

أمام مفترق طرق

‘‘وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا ٱلرَّبَّ، فَٱخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمُ ٱلْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ ٱلْآلِهَةَ ٱلَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ ٱلَّذِينَ فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ ٱلْأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ ٱلرَّب’’ (يشوع 24: 15) نرى في الأصحاح 18 من سفر الملوك الأول أنَّ شعب الله في العهد القديم كانوا أمام مفترق طرق. فهم كانوا فقدوا مخافتهم له وابتعدوا عنه كلَّ البعد، ومع ذلك ظلُّوا يدَّعون أنَّهم يتبعونه، مع أنَّه لم يعد جزءًا من حياتهم اليوميَّة. وكان الله يعلم أنَّ مجرَّد إظهار حيّ لقوَّته كفيل بإيقاظ شعبه من سباتهم الروحي. فاستخدم إيليا لإحداث تحوُّل في حياتهم، وبالرغم من الظروف المعاكسة، استطاع إيليا منفردًا الوقوف في وجه مئات القادة الوثنيين، وأظهر قوَّة الله وعظمته. شاهد الشعب منافسة غريبة في سفر الملوك الأوَّل 18: 22-39، حين وضع الفريقان ثورَين على مذبحين منفصلَين، وجعلا عليهما حطبًا بدون نار، وقرَّبا الحيوانين كذبيحة، ودعا كلّ فريق باسم إلهه منتظرًا أن يستجيب بنار. يا ترى، مَن سيُنزل نارًا تحرق الذبيحة بطريقة فائقة […]