مصادر

مايو 31, 2023

الله يسعى وراءنا بلطفه

‘‘وَ(الله) أَقَامَنَا مَعَهُ… لِيُظْهِرَ فِي ٱلدُّهُورِ ٱلْآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ ٱلْفَائِقَ، بِٱللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ’’ (أفسس 2: 6-7) يمكن تعريف النعمة على أنَّها الفرصة الثانية التي لم نكن نتوقَّعها تخيَّل معي حالنا: نحن نشعر بالخزي والعار لأنَّنا أخفقنا وخسرنا الفرصة لنكون كاملين، ولنكون الأشخاص الذين يجب أن نكونهم. وها نحن اليوم فاسدون ومنكسرون وبعيدون عن مشيئة الله لحياتنا. لكن وسط ذلك كلَّه، تغمر الفرحة قلوبنا عندما نرى تدخُّل الله ليمسح دموعنا ويحثَّنا على المضي قدمًا والثبات في إيماننا به، وعندما ندرك أنَّه لا يزال يحبُّنا يا للغبطة التي شعر بها آدم وحواء، وهما أوَّل مَن اختبر نعمة الله الفائقة للبشرية!  فهما عاشا في وسط الجنَّة وتمتَّعا بشركة كاملة مع الله، وهو أعطاهما وصية واحدة، ومع ذلك، وجدا طريقة لكسرها لكن الله لا يريد حرماننا، وبدلًا من الاستياء وإعلان نهاية العالم، والبدء من جديد، سعى وراء قلبَي آدم وحواء، وظلّ يحبُّهما بالرغم من خطيَّتهما (رومية 5: 8)، وهو يسعى وراء خليقته منذ ذلك الحين أحيانًا كثيرة، عندما نخطئ، نتساءل كيف استطاع […]
مايو 30, 2023

كيف تتعامل مع الطفل المتحدِّي

‘‘فَلَا نَفْشَلْ فِي عَمَلِ ٱلْخَيْرِ لِأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لَا نَكِلُّ’’ (غلاطية 6: 9) يصعب على الآباء الذين ينعمون بأطفال طيِّعين أن يفهموا التحديات الاستثنائية التي يواجهها آباء الأطفال المتحدّين. لكن ثمَّة بشرى سارة: إنَّ الأطفال المتحدِّين قادرون على صنع العظائم من أجل الله اقرأ لوقا 15: 11-32. كان الابن الضال متحديًا، فهو أراد أن تسير الأمور على هواه في التوقيت الذي يناسبه، فوصل به التمرُّد إلى المطالبة بميراثه في وقت سابق لأوانه.  وكان هذا التصرف في الثقافة اليهودية في أيام يسوع سببًا كافيًا يدفع الأب إلى إنكار ابنه، لكنَّ هذا ما لم يفعله الأب في هذه القصَّة، فهو أعطى الابن ما يريده ولم يقف في طريقه قد تثور ثائرة الآباء والأجداد أمام طلب الابن، لكن الأب في المثل الذي أعطاه يسوع فهم أمرًا بشأن قلب الطفل القوي الإرادة، وهو أنَّ تشكيل الإرادة أفضل من كسر الروح، هذا لأن عناد الطفل هو موطن القوَّة الذي يجعله يتخذ مواقف جريئة من أجل الله عندما يتوانى الآخرون عن فعل ذلك […]
مايو 29, 2023

وضع الشاشة جانبًا

‘‘لَا أَضَعُ قُدَّامَ عَيْنَيَّ أَمْرًا رَدِيئًا’’ (مزمور 101: 3)  يُمضي الطفل العادي ما بين أربع وست ساعات في اليوم أمام الشاشة، فيما تصل هذه المدَّة إلى تسع ساعات لدى المراهق. لقد أثبتت الدراسات أنَّ استخدام الشاشة يؤثِّر تأثيرًا مباشرًا على نمو دماغ الطفل، أضِف إلى ذلك مخاطر المحتوى غير اللائق، والتنمر الإلكتروني، والإعلانات التي تستهدف أطفالنا، والمعلومات المضلِّلة، ومشاكل النوم، والمواقف السلبية، والسلوكيَّات السيئة، وغير ذلك.  من الواضح أن الأسرة تواجه منافسًا خطيرًا للانتباه والاحترام لدى أطفالنا يجب أن نلقي نظرة فاحصة على ما نسمح له بالدخول إلى أذهاننا، سواء كنا آباء أو أطفالًا. إذا كنَّا سنقتدي بما نشاهده، فنحن أمام مشاكل خطرة. ولا عجب أن لدينا أجيالًا من الأطفال الذين لا يحترمون السلطة وأولياء أمورهم. إنهم يصممون حياتهم بناءً على ما يشاهدونه عبر شاشات وسائل الإعلام أنا لا أندِّد بوسائل الإعلام والقنوات التلفزيونيَّة، بل إني أعتقد أنَّ على المؤمنين أن يجتاحوا وسائل الإعلام، فبرأيي، من الأفضل أن نضيء شمعة على أن نهاجم الظلمة لكن ما نحتاج إليه اليوم هو […]
مايو 28, 2023

تربية أولاد أقوياء ومثمرين

‘‘أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لَكِنَّ ٱللهَ كَانَ يُنْمِي’’ (1 كورنثوس 3: 6) تنمو جذور أشجار الزيتون في التربة الصخرية، وتنضج براعمها ببطء، ولا تعطي ثمرًا حتى يبلغ عمرها سبع سنوات، وحتى في ذلك الوقت، يكون طعم ثمرها مرًّا. لذا، غالبًا ما يستغرق حصاد الزيتون الجيد ما بين عشر سنوات وخمس عشرة سنة، ولكن إذا زُرعت الشجرة بصورة صحيحة، فيمكن أن تعمِّر طويلًا وصولًا إلى عشرين جيلًا هذه هي العبارات التي استخدمها الله لوصف خائفيه: ‘‘مثل شجرة الزيتون التي تتغلغل جذورها في الصخر وتنمو تدريجيًّا وببطء (انظر مزمور 128: 3). تستحق هذه الشجرة الانتظار وليس من السهل اقتلاعها اقرأ المزمور 128. إنَّ الأطفال الأقوياء والمثمرون مثل شجر الزيتون لا ينمون بصورة تلقائيَّة، بل إنَّهم يأتون إلى مَن يتَّقون الرب ويسلكون في طرقهم. فغالبًا ما يكون الأطفال الأتقياء نتاج حياة التقوى نحن نواجه ضغطًا هائلًا يدفعنا إلى اعتبار أطفالنا مستهلكين للثقافة وإلى إدخال أسلوب التفكير هذا إلى الكنيسة. فنحن نسعى إلى أن يعيش أطفالنا حياة ممتعة ونعطيهم تعاليم سطحيَّة عن الكتاب المقدس […]
مايو 27, 2023

رعاية قلب الطفل

“وَكُلَّ بَنِيكِ تَلاَمِيذَ الرَّبِّ، وَسَلاَمَ بَنِيكِ كَثِيرًا” (إشعياء 54: 13) أثناء خدمته على الأرض، كان يسوع ينتقد الفريسيين بشدة -أولئك الذين يستعرضون تقواهم الديني الظاهري ويهملون حالة قلوبهم. اقرأ سفر التثنية 6: 4-9. لا أحد يبغي بأن يصبح يومًا فريسيًا. ومع ذلك، كم منا ارتكب خطأ التركيز على سلوك الطفل الظاهري بدلاً من رعاية قلبه؟ إنه نفس الخطأ الذي فرضه الفريسيون على الجيل التالي. لكن يسوع قال “أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلًا دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا” (متى 23: 26). إذا كان هدفنا كآباء هو تعديل السلوك فقط، فإن ما سنحصل عليه هو أبناء قد تعلموا كيف يُعدّلون سلوكهم على الرغم من بُعد قلوبهم عن الله. يجب علينا أن نرعى قلوب أبنائنا ونقودها نحو يسوع، وأن نكون أقل قلقًا بشأن ما يفعله أبناؤنا وأكثر قلقًا بشأن سبب قيامهم بتلك الأفعال. إن القلب الذي يحب يسوع سيثمر ثمراً جيدًا – ثمر الروح. كيف إذاً نُرشد قلوب أبنائنا؟ عندما يكون القلب صحيح مع الله، فإن المظهر الخارجي سيعتني بنفسه. […]
مايو 26, 2023

الله في المركز

د.ق مايكل يوسف “وأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ” (يشوع 24: 15) عرف يشوع كيف يستند ويتكل على ما هو ضد الثقافة المحيطة. نحتاج اليوم إلى جيل كامل مثل يشوع – رجال ونساء يستندون بجرأة على وعود الرب ويُعلمون أبناءهم أن يعرفوه ويكرموه ويثقوا به. اقرأ سفر القضاة 2: 8-15، حيث يخبرنا الكتاب المقدس أن “يشوع بن نون عبد الرب مات ابن مئةٍ وعشر سنين.. وكل ذلك الجيل أيضًا انضمَّ إلى آبائه، وقام بعدهم جيل آخر لم يعرف الرب، ولا العمل الذي عمل لإسرائيل (قضاة 2: 8 -10). كان الجيل الذي أعقب يشوع يعرف ما فعله الرب لأجل آبائهم، ولكن بدلاً من السعي بشغف وراء الله بأنفسهم، أصبحوا لا مُبالين ولم يجعلوا الله في مركز بيوتهم. ونتيجةً لذلك، نشأ أبناؤهم جيلاً “لم يعرفوا الرب ولا العمل الذي عمل.” يرغب العديد من الآباء في منح كل شيء لأبنائهم، ومع ذلك، يتجاهلون ما هو أهم: هم يتجاهلون تدريب أبنائهم ليكونوا جنود في جيش الله وأن يدركوا قوة الرب التي تعمل بداخلهم والتي تمكنهم […]
مايو 25, 2023

منفصلون عن العالم

د.ق مايكل يوسف ‘‘لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ ٱلرَّبِّ، لِأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ، وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلَهِنَا’’ (1 صموئيل 2: 2). نرى اليوم الكثير من الآباء يعملون جاهدين لضمان تكيُّف أولادهم مع أقرانهم، وينفقون بما يتجاوز إمكانيَّاتهم لتأمين آخر صيحات الموضة والتكنولوجيا المعاصرة لفلذات أكبادهم، حتَّى إنَّهم يتنازلون عن معاييرهم ومبادئهم لمساعدتهم على الانخراط مع الجماعة. لقد صدَّق هؤلاء الآباء تلك الكذبة التي تقول إن الاختلاف سيء وغير صحيّ، ونتيجة ذلك، يتم تعليم الجيل كيفيَّة مشاكلة ضغط الأقران، فيفوتهم درس مهم حول كيفيَّة مقاومة الثقافة المحيطة بهم. غالبًا ما نشكر الله لأنَّنا نعيش في بلد حرّ فيما نحن مستعبدون لمشاكلة هذا الدهر، وللأزياء والموضة والاتجاهات السائدة. نحن مستعبدون لرأي الآخرين بنا، وترعبنا فكرة الاختلاف عن الآخرين، فأي نوع من الحرية هذا؟ إحدى أكبر الأكاذيب التي نصدِّقها هي أنَّه من الأفضل أن نلقى قبولًا من الجماعة على أن نبقى وحدنا بسبب اختلافنا عنهم، لكن الاختلاف هو إحدى مزايا الله الرئيسية، فهو قدوس وهو مختلف عن الخليقة كلِّها، ويستحيل مقارنته بأي شيء أو أي أحد، […]
مايو 24, 2023

إنقاذ الجيل المقبل

د.ق مايكل يوسف ‘‘رَبِّ ٱلْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لَا يَحِيدُ عَنْهُ’’ (أمثال 22: 6) يدعونا الكتاب المقدس إلى تربية الولد في طريقه (أمثال 22: 6). بتعبير آخر، يجب أن نسعى إلى مساعدة الشبان والشابات على معرفة الله واتخاذ قرارات حكيمة. تُعَدُّ اجتماعات الكنيسة ومدرسة الأحد وأنشطة منتصف الأسبوع رائعة لكنَّها ليست بديلًا عن تعليم أطفالنا كلمة الله في البيت. لذا، استغرِق وقتًا في قراءة الكتاب المقدس والصلاة معهم، واغتنم الفرص التي تتيحها أمامك الحياة لتعلِّمهم كيفيَّة تطبيق مبادئ الكتاب المقدس للتصدي للتحديات التي تواجهها عائلتكم، وحتَّى لو بدا أحد الشبَّان بعيد المنال، يبقى الوالدان أكثر من يمارس تأثيرًا عليه. يمكن أن نحدَّ من قيمة التدريب على التقوى أو أن ننسفه بالكامل عبر امتناعنا عن عيش إيماننا وعن الاقتداء بالمسيح في سلوكنا، فالصغار والمراهقون يراقبوننا عن كثب، وسرعان ما يلاحظون ما إذا كان سلوكنا لا يتماشى مع كلامنا، فأعمالنا أشدّ وقعًا من كلامنا. من هنا، تترتب على كل جيل مسؤولية السلوك كقدوة في الإيمان أمام الجيل المقبل، فإذا أردنا […]
مايو 23, 2023

الله يعمل من خلال الطاعة

د.ق مايكل يوسف “فَقَالَ (الله): إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ” (خروج 3: 12) اقرأ خروج ٣: ١٨- ٤: ١٠ . قدَّم موسى كل الأعذار الممكنة ليوضح أسباب عدم قدرته على إنقاذ شعب الله من أرض مصر، وقد كان مُحقَّا، فلا يمكن أن يكون هو منقِذ بني إسرائيل، فقد حاول من قبل بالفعل وفشل، وتم رفضه من قِبَل الأشخاص الذين أراد مساعدتهم. حقًا الله وحده هو القادر على إنقاذ شعب مُستعبَد من أقوى إمبراطورية في العالم، وهو وحده الذي يستطيع أن يُبطِل قوانين الطبيعة ليُطلِق قبضة فرعون الحديدية، ورغم ذلك، فقد أراد أن يستخدم موسى، وأن يساعد هذا الرجُل المُنكَسِر، ويُقوِّي قلبه الضعيف، فالله متخصص في استخدام ورفع من يشعرون بعدم الكفاءة، وذلك لأنه يعرف أن هؤلاء الأشخاص هم الذين تعلَّموا أن يتكلوا عليه بكل قلوبهم، لأنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون فعل شيء بمفردهم. أهم وعد قدمه الله لموسى عند العُلَّيقة المشتعلة هو “إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ” (خروج […]
مايو 22, 2023

تَوقَّف عن تقديم الأعذار

“فَقَالَ مُوسَى للهِ: مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟” (خروج 3: 11). اقرأ خروج ٣: ١- ١٧ . يمكن لأربعين عامًا أن تغير شخص حقًا، خاصةً عندما يتم قضاء تلك الأعوام في عُزلة، وفي حراسة الأغنام. يختلف موسى الذي نقابله الآن في خروج 3 عن موسى في خروج 2، حيث كان قويًا وجريئًا ومُتمتعًا بالبر الذاتي، أما الآن، فهو متواضع ومُنكسِر ولديه قناعة بالحياة الهادئة بعيدًا عن قصر فرعون. ما أن بدأ موسى يشعر بالسلام من جهة الإتجاه الذي سلكه في حياته حتى ظهر الله له وطالبه بالعودة إلى مصر لأن شعبه بحاجة إلى الإنقاذ. عَيَّن موسى ذات مرة نفسه منقذًا لشعب الله، لكن الآن، في العُلَّيقَة المُشتعلة، عيَّنَهُ الله مُنقِذًا للشعب، ولكن من الغريب أنه لا يريد الذهاب وقدَّم أعذارًا أربع مرات! عند قراءة ما بين السطور، يبدو الأمر وكأن موسى يقول لله: “مصر؟! لقد أصبحت أخيرًا قادرًا على سماع كلمة “مصر” دون أن أرتجف.. وتريدني أن أعود إليها؟!” لكن الله قصد أن […]
مايو 21, 2023

الانكسار من أجل الله

فَوَلَدَتِ ابْنًا فَدَعَا اسْمَهُ «جَرْشُومَ»، لأَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ نَزِيلًا فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ” (خروج 2: 22). اقرأ خروج ٢: ١٦- ٢٥ . الحياة المسيحية ليست أبدًا طريقًا مُمهدًا، فهناك تلال وقمم جبال ووديان مُظلمة في الطريق، وبالرغم من أننا جميعًا نُفضِّل قمم الجبال على الوديان، لأن هذه هي الطبيعة البشرية، إلا أن الحقيقة هي أننا ننمو أكثر في الوديان. كان موسى على قمة الجبل؛ وبصفته أحد أفراد الأسرة المالكة في مصر، تعلَّم تعليمًا جيدًا، وكان يتمتع بالشهرة والثروة، ووفقًا للمؤرخ اليهودي يوسيفوس، حقق موسى أيضًا نجاحًا عسكريًا، لكنه عندما حاول أن يكون بطلاً شعبيًا، وجد نفسه هارباً من فرعون، وأصبح مُجرَّدًا من كل ما هو مألوف ومريح، ووجد نفسه في وادٍ مظلمٍ. وفجأةً، تحوَّل موسى من أمير مصر القوي إلى راعٍ متواضعٍ، مُعتمِد على عطف كاهن مديان، وبدلاً من قيادته الجيوش، أصبحت وظيفته قيادة الأغنام إلى الحظيرة، وبدلًا من المركبة الحربية، كان لديه عصا راعي. اعترف موسى قائلًا: “كُنْتُ نَزِيلًا فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ” (خروج 2: 22)، ولكن الله أراده أن يكون […]
مايو 20, 2023

حُسن النيَّة لا يبرر العصيان

“فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ” (خروج 2: 12). اقرأ خروج ٢: ١١- ١٥ . قبل حوالي أربعين عامًا من دعوة الله لموسى ليُنقِذ شعبه من العبودية في مصر، قرر موسى أن ينقذ الشعب بمفرده، وحاول الابن العبري لابنة فرعون بالتبني أن يتعامل مع المشاكل بمفرده؛ وفي أحد الأيام، رأى مصريًا يسيء معاملة أحد إخوته العبرانيين، فغضِب وقتل المصري وطمره في الرَّمل. فعل موسى ذلك دون أن يصلي أو يستشير الله، وبالرغم من أن نواياه كانت حسنة، كأن يدافع عن الضعفاء، لكن أفعاله كانت تتعارض مع كلمة الله، ولهذا تصرَّف في الخفاء ودفن عواقب خطيته. كم منا ينتهز الفرصة بمجرد أن تأتيه دون أن يصلي، وتكون النتيجة أن يصاب بخيبة الأمل؟ عندما نتعامل مع المشاكل بمفردنا، سنظل ننظر دائمًا إلى اليمين وإلى اليسار للتأكد من عدم وجود أي مُراقب، لكن عندما نسلك في طاعة كلمة الله، تكون لدينا ثقة في خياراتنا وجرأة في أفعالنا أمام أعين الجميع. لكن ما الذي يمكننا أن نفعله […]