مصادر

أغسطس 8, 2022

تحويل الخوف إلى إيمان

‘‘ذُو ٱلرَّأْيِ ٱلْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لِأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ’’(إشعياء 26: 3)   عندما نركِّز على الله، نحن نعرب عن إيماننا بأن الله هو خالق كل الأشياء والمسيطر عليها. فلا شيء خارج عن متناول قوَّته، وعندما نحوَّل خوفنا إلى إيمان، يملأ سلام الله قلوبنا ونتمكَّن من مواجهة الحياة برجاء أعظم. وعندما نرى الله الذي يحبُّنا ويهتم بنا أعظم وأقوى من أي مشكلة نواجهها، نجد الثقة والشجاعة. ما هي المخاوف التي تعيق السلام في حياتك؟ هل تخاف أن تخسر علاقة أو ثروتك؟ هل تخشى أن تصاب بمرض عُضال؟ ما أكثر ما يخيفك؟ الفشل؟ الخسارة؟ المآسي؟ أيًّا تكن مخاوفك، تأكَّد أن يسوع انتصر عليها كلِّها على الصليب. إذا بدأت تفقد سلامك بسبب اضطراب قلبك، سيمنحك الله القوَّة للتغلُّب على مخاوفك وهمومك. كُفَّ عن محاولة تجاهل همومك أو دفنها، وارفعها إلى الله في الصلاة، وأفضِ له بمكنونات قلبك. أطلب منه أن يحوِّل خوفك إلى إيمان وأن يملأ قلبك ويهدئ ذهنك بسلامه الفائق للطبيعة، واستمرّ في تمضية وقت في محضره كلَّ يوم. صلاة: يا رب، […]
أغسطس 7, 2022

من السيطرة إلى الإيمان

‘‘هَؤُلَاءِ بِٱلْمَرْكَبَاتِ وَهَؤُلَاءِ بِٱلْخَيْلِ، أَمَّا نَحْنُ فَٱسْمَ ٱلرَّبِّ إِلَهِنَا نَذْكُرُ’’ (مزمور 20: 7)    عندما نتأمّل في علاقة يسوع بتلاميذه، نرى أن أحد اهتماماته الأساسيَّة هو نموّهم في الإيمان. وماذا يعني النمو في الإيمان؟ يعني تعلُّمَ الطاعة المطلقة لكلمته، ويعني أيضًا القيام بخطوة إيمان، واتِّباع خطَّته، والتمتُّع بالسلام في وسط العاصفة، حتَّى لو لم نفهم ظروفنا. اقرأ متى 8: 23- 27. أصاب الخوف قلوب التلاميذ عندما هبَّت عاصفة هوجاء وبدأت الأمواج تتلاطم وتغطي السفينة. فأصابهم ذعر شديد، وركضوا إلى يسوع الذي كان نائمًا، فوبَّخهم قائلًا، ‘‘مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟’’، ثمَّ انتهر الرياح والأمواج (عدد 26). ربَّما كان التلاميذ يفضِّلون أن يُسكت يسوع العاصفة قبل أن يعلِّمهم درسًا، لكن يسوع اختار إظهار قوَّته عندما كانوا فاقدين تمامًا للسيطرة، وأراد تعليمهم أن الإيمان ينتصر دائمًا على الخوف، وأنَّه لا يعسر عليه أمر. ما نخشاه في معظم الأحيان هو فقدان السيطرة، لكنَّنا لا ننمو حقًّا في الإيمان إلَّا من خلال فقدان السيطرة والثقة التامة بالمسيح، وهذا أكثر ما يهمّ الله: نموُّنا […]
أغسطس 6, 2022

العودة إلى الوطن

‘‘فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِٱلْأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ ٱلْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ ٱلرَّبِّ’’ (2 كورنثوس 5: 8)   جاء في الكتاب المقدّس أنَّ الله ‘‘جعل الأبديَّة’’ في قلوب البشر (الجامعة 3: 11). أنتم وأنا مخلوقون لأجل السماء، وقد سمح الله لبعض أتباعه عبر التاريخ برؤية لمحة عنها عندما كانوا على الأرض. نقرأ في العهد الجديد قصَّة استفانوس الذي رُجم حتَّى الموت، فكان أوَّل شهيد مسيحي. وجاء في النص الكتابيَّ أنَّه عندما التقطت الحشود الغاضبة الحجارة وتجمَّعت حوله، ‘‘وَأَمَّا هُوَ (أي استفانوس) فَشَخَصَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ ٱللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ ٱللهِ. فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ ٱلسَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ ٱللهِ»’’ (أعمال 7: 55-56). وعندما قال استفانوس هذا الكلام، هجموا عليه ورجموه حتَّى الموت. المؤمن الآخر الذي كوَّن لمحة عن السماء قبل مماته هو الواعظ الشهير والمعروف ‘‘دوايت أل مودي’’ (1837-1899)، فبعد أن وعظ هذا الأخير عظةً في 16 نوفمبر 1899، بدأت صحَّته تتدهور، وتبيَّن أنَّه مصاب بقصور القلب الاحتقاني بدون أن يتمكَّن الأطبَّاء من تحديد […]
أغسطس 5, 2022

السماء وطننا

‘‘في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلَّا فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا’’ (يوحنا 14: 2-3).  يجب ألَّا نخاف لأنَّ السماء هي وجهتنا. ‘‘وَلَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلَكِنَّ ٱلنَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ (متى 10: 28). قد ندفع ثمن وقوفنا بثبات لأجل حقّ كلمة الله وإعلان خطَّة الله الخلاصيَّة الوحيدة، لكن مهما مارس الناس الاستهزاء أو الرفض أو الاضطهاد بحقِّنا، يستحيل أن يُهلكوا نفسنا الأبديَّة. فعندما نقبل يسوع المسيح ربًّا ومخلِّصًا، لا يستطيع أحد أن يسلب منَّا مكانتنا الأبديَّة في السماء. وأيًّا تكن المشاكل التي نواجهها، سواء كانت عبارة عن خلاف مع جيران أو زملاء عدائيين، أو خسارة وظيفة أو الأمن المادي، أو أمراض أو علاقات منهدمة، سوف تزول كلُّها لحظةَ عبورنا بوَّابة السماء. أيضًا، يجب ألَّا نخاف لأنَّ الله يمسك بزمام الأمور: ‘‘أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ […]
أغسطس 4, 2022

الحق سينتصر

‘‘أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ ٱلْمَوْتِ لَا أَخَافُ شَرًّا، لِأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي’’ (مزمور 23: 4) ما الذي تخافه؟ ربَّما لديك مخاوف مستمرَّة مثل الخوف من الهجر أو الفشل أو الرفض، وربَّما لديك مخاوف جديدة مرتبطة بظروفك الحاليَّة، مثل الخوف من خسارة وظيفك أو علاقة ما. وقد قال لنا يسوع، ‘‘لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللهِ فَآمِنُوا بِي’’ (يوحنا 14: 1). اقرأ متى 10: 24-31. دعانا يسوع ثلاث مرَّات في هذا المقطع إلى عدم الخوف، وفيما ينزلق العالم من حولنا في الذعر، يدعونا يسوع إلى عدم العيش مثل أهل العالم. فليس لدينا أي سبب يجعلنا نسمح للخوف بترهيبنا أو هزمنا. ما هي الأسباب التي قدمها لنا يسوع لعدم الخوف من الناس وظروف هذا العالم؟ يجب ألَّا نخاف لأنّ الحق سينتصر في النهاية: ‘‘فَلَا تَخَافُوهُمْ. لِأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلَا خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي ٱلظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي ٱلنُّورِ، وَٱلَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي ٱلْأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى ٱلسُّطُوح’’ (متى 10: 26- 27). نرى اليوم أنَّه […]
أغسطس 3, 2022

في خضمّ العاصفة المفاجئة

‘‘حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «ٱلرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟»’’ (عبرانيين 13: 6) هل شعرت يومًا بأنَّك تهيم وحدك في الظلمة، غير عالم بالكوارث التي تنتظرك أو متى سيسطع النور من جديد؟ عاش التلاميذ اختبارًا مماثلًا عندما غدرت بهم عاصفة هوجاء في البحر، كما جاء في إنجيل مرقس 4: 35- 41، وبالرغم من وقوف يسوع إلى جانبهم، سمحوا للظروف بإيقاعهم في الخوف. هبَّت العاصفة فجأة، فلم يواجه التلاميذ خطر المياه الهائجة فحسب، لكن اكتنفتهم الظلمة أيضًا، ولم يكن لديهم سترات نجاة ولا قوارب نجاة، فشعروا بأنَّهم تحت رحمة العاصفة الهوجاء. فصرخوا إلى يسوع مذعورين وقالوا، ‘‘يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟’’ (مرقس 4: 38)، ‘‘فَقَامَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «ٱسْكُتْ! اِبْكَمْ!» (عدد 39)، ثمَّ قال للتلاميذ، ‘‘مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟ كَيْفَ لَا إِيمَانَ لَكُمْ؟’’ (عدد 40). في هذا الحدث الصادم، تقابل التلاميذ مع يسوع الإله، فألقوا مخاوفهم عليه لأنَّه متسلِّط على الرياح والأمواج. أحيانًا كثيرة، نريد من الله أن يحلّ مشاكلنا فورًا، ونريد أن تهدأ المياه الهوجاء […]
أغسطس 2, 2022

لا تخَف

‘‘فِي يَوْمِ خَوْفِي، أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ. ٱللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلَامِهِ. عَلَى ٱللهِ تَوَكَّلْتُ فَلَا أَخَافُ’’ (مزمور 56: 3-4)   في زمن النبي إشعياء، كان شعب الله يمرّ في وقت عصيب مليء بالاضطرابات وانعدام الأمان والخسائر، لكنّ الوعد الذي قطعه الله لهم قبل 2700 سنة هو لنا اليوم: ‘‘وَٱلْآنَ هَكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ، خَالِقُكَ يَا يَعْقُوبُ وَجَابِلُكَ يَا إِسْرَائِيلُ: «لَا تَخَفْ لِأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِٱسْمِكَ. أَنْتَ لِي. إِذَا ٱجْتَزْتَ فِي ٱلْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي ٱلْأَنْهَارِ فَلَا تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي ٱلنَّارِ فَلَا تُلْذَعُ، وَٱللَّهِيبُ لَا يُحْرِقُكَ’’ (إشعياء 43: 1-2). يدعو الله شعبه مرارًا في الكتاب المقدَّس إلى عدم الخوف، وفي خضمّ المعركة وفي لحظات الإحباط الشديد، يؤكِّد لنا أنَّه لا يوجد سبب يجعلنا نسمح للخوف بترهيبنا أو إرباكنا أو هزيمتنا. إقرأ متى 10: 24-31، عندما كان يسوع يُعدّ تلاميذه للخدمة، قال لهم ‘‘لا تخافوا’’ في ثلاث مجالات حياتيَّة مختلفة، ويمكننا التشبُّث بكلامه هذا عندما يعترينا الشك: لا تخافوا، لأن الحقّ سينتصر في النهاية.  قال يسوع في العدد 26، ‘‘فَلَا تَخَافُوهُمْ. لِأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ […]
أغسطس 1, 2022

عندما يصبح الخوف خطيَّة

‘‘لَا يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ. قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلًا عَلَى ٱلرَّبِّ’’ (مزمور 112: 7) نختبر جميعًا الخوف من وقت لآخر، وفي بعض الحالات، يحمينا الخوف ويدفعنا إلى توخِّي الحذر عندما نعبر شارعًا مزدحمًا، ويمنعنا من وضع أيدينا على موقد ساخن، ويذكِّرنا بوضع حزام الأمان عندما نقود السيارة، لكنَّه يتحوَّل إلى خطيَّة إذا استسلمنا له. وعندما يصبح الخوف سيِّدنا اليومي، فهو يأسرنا روحيًّا، ويؤثِّر على علاقاتنا، ونظرتنا للأمور، وحتَّى صحَّتنا، وإذا سمحنا له بالتحكُّم فينا، فهو  يهدم علاقتنا بالله. لا يوبخنا الله بقسوة بسبب مخاوفنا، لكنَّه يعيد توجيه انتباهنا نحو الإيمان به، وهو يريد منَّا الابتعاد عن مخاوفنا والتمسُّك بإيماننا، ويدعونا إلى إلقاء نظرة فاحصة على حياتنا لتحديد العوامل التي تغذَّي مخاوفنا، وقد تتمثَّل بالأشخاص الذين يؤثِّرون فينا، أو بأنماط تفكيرنا، أو بالأهداف التي نسعى إلى تحقيقها. وبعد تحديد هذه العوامل، يدعونا الله إلى الابتعاد عن مخاوفنا والتركيز عليه. يذكَّرنا الرسول بولس في رسالة تيموثاوس الثانية 1: 7 بأنَّ ‘‘ٱللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ ٱلْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلنُّصْحِ’’. إذًا، ليس روح […]
يوليو 31, 2022

تحرَّر من الخوف

‘‘إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ ٱلْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ ٱلتَّبَنِّي ٱلَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا ٱلْآبُ»’’ (رومية 8: 15) الخوف عاطفة قويَّة ومحفِّزة جدًّا، وهي تشلُّنا وتسلب منَّا فرحنا وتجعلنا أقلَّ تأثيرًا في ملكوت الله. يمنعنا الخوف من ربح أماكن عملنا وجوارنا ومدارسنا للمسيح، ومن بذل أنفسنا لأجل الله والتفاني في خدمته. جاء في الكتاب المقدَّس أن ‘‘بَدْء ٱلْحِكْمَةِ مَخَافَةُ ٱلرَّب’’ (أمثال 9: 10). ونحن تسلَّمنا هذه المخافة أساسًا كعطيَّة من الله، لكي نكرمه إكرامًا حقًّا ونعبده من كلِّ القلب. وعندما نمارس المخافة ضمن سياقها الصحيح، فإنَّنا بذلك نقدِّم الإجلال لله. لكن عندما نجح الشيطان في تضليل آدم وحواء، شوَّه هذه العطيَّة وحوَّلها إلى لعنة، وما زلنا نتحمَّل عواقب هذا التشويه حتَّى اليوم، فبدلًا من مخافة الله، صرنا نخاف البشر، ونخاف من الفشل والمستقبل والموت. فالشيطان يتلاعب بنا باستمرار ليزرع فينا خوفًا في غير محلِّه. اقرأ تكوين 3: 1-8. كان آدم وحوَّاء يتمتَّعان بشركة مستمرَّة مع الله قبل وقوعهما في الخطيَّة، لكن بعد دخول الخطيَّة إلى المشهد، بدأا يخافان […]
يوليو 30, 2022

الخوف والقلق

‘‘وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا ٱهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟’’ (متى 6: 27)   يأتي الخوف بأشكال متعدِّدة، ويشمل الذعر والرهبة والقلق، وهو في جوهره عدم ثقة بالله. أمَّا القلق فهو انشغال بأمور غير مهمَّة وتحليل خاطئ بأنَّنا إذا وجدنا حلًّا لهذه الأمور، تصبح حياتنا رائعة. وقد تجدون أنفسكم واقعين في هذا الفخ، عندما تقولون كلامًا مثل، ‘‘لو كنت أملك هذا الكمّ من الدولارات، لتمتَّعتُ بالسلام’’. من الناحية الروحيَّة، يمكن أن يبعدكم الخوف عن الله، ويدفعكم القلق إلى القيام بأمر من اثنين: إمَّا أن تهدروا وقتكم وطاقتكم محاولين تحقيق ما تشعرون بأنَّكم تفتقرون إليه، أو أن تشكُّوا في محبَّة الله لكم. ومن المفارقة أنَّ الخوف يجلب إلى حياتنا أحيانًا أكثر ما نخشاه. فعندما نخاف من الرفض، نتجنَّب المخاطرة عبر التواصل مع الآخرين، فنقع في عزلة تجعلنا نبدو متكبِّرين، فيبدأ الناس بتجنُّبنا. وهكذا، يولِّد لدينا الخوف الشعور بالرفض الذي كنا نخشاه في البداية. عندما نسمح لمخاوفنا وهمومنا بالسيطرة على مشاعرنا وتصرُّفاتنا، يبدو السلام بعيد المنال، ونبقى على هذه الحال ما […]
يوليو 29, 2022

ليكن لك إيمان

‘‘اِسْمَعْ يَا ٱللهُ صُرَاخِي، وَٱصْغَ إِلَى صَلَاتِي. مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ أَدْعُوكَ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِي. إِلَى صَخْرَةٍ أَرْفَعَ مِنِّي تَهْدِينِي’’ (مزمور 61: 1-2)    عندما نسمع كلمة ‘‘خطيَّة’’، سرعان ما نفكِّر في الآثام التي تبدو لنا جسيمة، ومنها القتل، والزنى، والسرقة، والمثليَّة الجنسيَّة، وغيرها. تترتَّب على هذه الخطايا عواقب بعيدة المدى لكنَّها لا تضع الإنسان بمنأى عن الله فيتعذَّر عليه الوصول إليه، فما من إنسان خارج   قدرة الله على الغفران والشفاء. والحقيقة هي أنَّ الكثير من المؤمنين يصنِّفون الخطايا ضمن فئات مختلفة، فيضعون البعض منها ضمن خانة ‘‘الخطايا الكبرى’’ والبعض الآخر ضمن خانة ‘‘الخطايا المتوسطة’’، ويعتقدون أنَّ الخطايا الكبرى هي تلك التي تستحقّ العقاب الأكبر، فيما الخطايا المتوسطة هي تلك التي يرتكبها الجميع، والتي نعتقد مخطئين أنَّ الله يتغاضى عنها. لكنَّ الله لا يتعامل معنا بهذه الطريقة، فثمَّة خطايا بشعة جدًّا تمارس تأثيرًا كبيرًا على حياتنا وتسبِّب لنا الحزن، لكن الخطايا التي نعتبرها ‘‘صغرى’’ ونصرف النظر عنها بسهولة، فيمكن أن يكون لها أيضًا آثار مدمِّرة على حياتنا. يعتبر قلَّة من […]
يوليو 28, 2022

التغلُّب على المخاوف غير الصحيَّة

‘‘فِي مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ’’ (أمثال 14: 26) تُعَدُّ بعض المخاوف طبيعيّة وهي تحمينا من الأذى، أمَّا المخاوف الأخرى فهي تنبع من الارتباك وعدم الإيمان، وهي مخاوف غير صحيَّة تشلُّنا وتمنعنا من السلوك في طاعة لله، لكنَّ الله يحبُّنا ويريد أن نعيش حياة خالية من هذه المخاوف التي تستولي علينا، ‘‘لِأَنَّ ٱللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ ٱلْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلنُّصْحِ’’ (2 تيموثاوس 1: 7). عندما يفتقر الناس إلى الثقة بالله، يعتريهم الخوف والارتباك، فيبدأون يشكُّون في أنفسهم وفي صوابيَّة كلمة الله، في محاولة منهم لنيل قبول من العالم. وعندما ينشأ لدينا التباس بشأن هويتنا في المسيح، يطغى الخوف من الرفض والانتقاد على رغبتنا في طاعة الله، وحين نشكّ في محبَّة الله وقوّته، فإنّنا نفقد القدرة على التمييز لاختيار الطريق المستقيم، وعندما نمتلئ بالشك في الذات والخوف من المستقبل وتسيطر علينا الرغبة في إرضاء الناس بدلًا من الله، فإنَّنا نصبح عرضةً للهجمات الروحيَّة، فالخوف والارتياب في الإيمان يجعلاننا نفشل لكن طاعة الله تساعدنا على اجتياز الامتحان بنجاح. […]