أبريل 23, 2024

وكيل أمين

اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ (لوقا 16: 10) هل تساءلت يومًا عن معنى الوكالة الصالحة وعن أهميتها؟ لا يسمح الوكيل الأمين للكبرياء أو الطمع أو الرغبة في الشهرة بإفساد دوافعه، ولن تنجح الإغراءات والتجارب في اقتياده إلى العصيان، ولهذا أوضح بولس في 1تسالونيكي 2 أن رسالته كانت بحسب تعليمات الله، وأن دوافعه كانت نقيَّة تجاه الله وتجاه أهل تسالونيكي، وقد كانت جميع أفعاله وأساليبه واضحة وصريحة لماذا رأى بولس أنه من الضروري أن يؤكد على إلتزام الوكيل الأمين تجاه الإنجيل؟ لأن الوكلاء يميلون أحيانًا إلى الدخول في أعمال خاصة بهم، والكثير من الناس اليوم يستغلون الإنجيل لتحقيق مكاسب شخصية، فيعيشون في منازل كبيرة ويسافرون بطائرات خاصة يشتريها أشخاص ويقدمونها كعطايا لهيئاتهم. كان من الممكن لبولس أيضًا أن يحقق بولس مكاسب من الإنجيل، لكنه أراد لأهل تسالونيكي أن يعرفوا أن دوافعه كانت نقيَّة وأن الإنجيل الذي بشَّرَهم به لم يشوبه الطمع أو الطموح في الشهرة نحن أيضًا وكلاء مثل بولس، ائتمننا الله […]
أبريل 22, 2024

تحوُّل يحدثه المسيح

وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا (1تسالونيكي 5: 23-24) صلَّى بولس من أجل أهل تسالونيكي، بل ومن أجل كل المؤمنين بمن فيهم أنا وأنت، لكي ننقص كل يوم حتى يزيد المسيح فينا كل يوم، فالله لا يقبَل بالتقديس الجزئي، فقد كتب بولس أن الله يريدنا أن نتقدَّس “بالتَّمام” (1تسالونيكي 5: 23). المسيح الذي يحيا بداخلنا يجب أن يسيطر بالكامل على كل جزء في حياتنا، ويجب علينا أن نصل إلى المرحلة التي نستطيع فيها أن نقول بكل صدق “لم يتم حَجْب شِبْر واحد من حياتي عن سيطرة الرب، فأنا خاضع له بالكامل” هذا ما قصده بولس عندما قال “مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ” (2كورنثوس 10: 5). لا يمكن أن يبدأ التقديس من الخارج، بل يجب أن يبدأ بداخلنا، في أفكارنا، ثم ينعكس خارجيًا على أفعالنا، فالتقديس هو عمل داخلي يبدأ في أعماق النفس والروح، ثم ينتقل إلى الجسد روحَك هي الجزء الأكثر […]
أبريل 21, 2024

الشيطان حقيقي

لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ. وَلكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ ههُنَا (يوحنا 14: 30-31) يريد الله أن تكون لنا نظرة واقعية ومتوازنة عن الشيطان وتأثيره، ويُعلِّمنا الكتاب المقدس بوضوح أن الشيطان وأعوانه حقيقيون، وأن هذا العالم الحاضر هو ساحة معركة تَشِن فيها قوى هائلة غير مرئية حربًا ضد أرواحنا، لكن يجب أن نُدرك الآتي: الشيطان ليس كُلِّي القدرة، الله فقط كذلك الشيطان ليس كُلِّي الوجود، الله فقط كذلك الشيطان ليس كُلِّي العلم. الله فقط كذلك يُعلِّمنا الإصحاح الأول من سفر أيوب أن الشيطان شخص، وأنه أتى بالفعل أمام الله وأعرب عن رأيه بقوة فيما يتعلَّق بأيوب، ويصف لوقا 4 أيضًا الشيطان كشخص وجد يسوع في البرية، وكان ضعيفًا بسبب جوعه، وبدأ مناقشة مع يسوع على أمل أن يغريه لكي يُخطيء يخبرنا الكتاب المقدس أيضًا أن الشيطان يضع خططًا باستمرار ضد المؤمنين، ولذلك يُحذِّرنا بولس في أفسس 6: 11 قائلًا: “الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ […]
أبريل 20, 2024

تغلَّب على إغراءات التجارب

لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (فيلبي 4: 6-7) كان بولس قلقًا للغاية بشأن أهل تسالونيكي وكان يتوق إلى رؤيتهم حتى أنه ضحى بصحبة تيموثاوس التي يُقدِّرها، لكي يطمئن عليهم، فقال: “لِذلِكَ إِذْ لَمْ نَحْتَمِلْ أَيْضًا اسْتَحْسَنَّا أَنْ نُتْرَكَ فِي أَثِينَا وَحْدَنَا” (1تسالونيكي 3: 1) لماذا كان بولس قلقًا على كنيسة تسالونيكي؟ لقد كان لديه سبب وجيه للقلق إذ كان يفهم أفكار الشيطان، ويعلم أن الشيطان سيغري المؤمنين في وقت معاناتهم للارتداد عن إيمانهم، فقد استخدم الشيطان هذا النوع من الهجوم مرارًا وتكرارًا عبر التاريخ، وقد شاهدتُ هذا النوع من الهجوم الشيطاني بعينيَّ. يُغري الشيطان المؤمنين عند اجتيازهم بأوقات تجارب شديدة ليفكروا كالآتي: “الله لا يحبني” “الله قد تخلَّى عني” “الله لا يسمع صلاتي” “الله لا يبالي بآلامي” عندما تسير أفكارنا في هذا الاتجاه، يمكن أن تصبح علاقتنا بالله فاترة وغير وثيقة. نحن لا نتخلَّى عن الإيمان، لكننا نعيش […]
أبريل 19, 2024

لماذا ليس أنا؟

يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ كَمَا يَحِقُّ، لأَنَّ إِيمَانَكُمْ يَنْمُو كَثِيرًا، وَمَحَبَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ جَمِيعًا بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ تَزْدَادُ (2تسالونيكي 1: 3) كان المؤمنون في تسالونيكي يعيشون في فقر وظُلم واضطهاد، وكان يُفترى عليهم مِن أقربائهم، ورغم ذلك، كان إيمانهم بالرب ينمو، وعندما عَلَمَ بولس بإيمان هؤلاء المؤمنين المُحاصَرين، شعر بأنه لا بد وأن يُقدِّم الشكر لله يجد العديد من المؤمنين اليوم صعوبة في أن يكون لديهم إيمان مثل إيمان أهل تسالونيكي، وعند مواجهتهم لبعض المشقات، ينهار إيمانهم ويتساءلون “يا رَبُّ، لماذا أنا؟” رأى المؤمنون في تسالونيكي أن سبل عيشهم مُدمَّرة، وأطفالهم يتعرضون للاعتداء والضرب، وبيوتهم خَرِبَة بسبب شهادتهم للمسيح، وقد واجهوا تهديدات بالاعتقال والسجن والموت، وكان يُفترى عليهم، ووسط كل هذا، كان إيمانهم ينمو ومحبتهم لبعضهم البعض تشتد “لقد تأخرتُ عن موعد تصفيف شَعري، ولا يمكنني العثور على مفاتيح سيارتي! يا رَبُّ، لماذا أنا؟” بدلًا من أن تقول “لماذا أنا؟” قُل: “لماذا ليس أنا؟ لماذا أُعامَل أفضل من إخوتي المؤمنين الذين يتألمون؟” وبدلاً […]
أبريل 18, 2024

آمنين وسط العواصف

فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا (رومية 8: 38-39) عندما نمر بمواقف عصيبة، ينتهز إبليس الفرصة ليُلقي بسهامه النارية تجاهنا، فيبدأ في إغرائنا لكي نُخفي بداخلنا مشاعر الخوف والقلق، وإذا لم نحفظ قلوبنا منها بحق كلمة الله، سنُصبح مُضطربين. لم تكن الأمور بالنسبة لمؤمني تسالونيكي مختلفة، إذ كان الشيطان يستخدم معلمين كَذَبَة لزرع بذور الشك واليأس في قلوبهم عندما كانوا يتعرَّضون للإضطهاد لكي يُضعِف إيمانهم بالمسيح اقرأ 2تسالونيكي 2: 1-17. كانت ظروف مؤمني تسالونيكي في القرن الأول أليمة للغاية، لذا، عندما سمعوا من معلمين كذبة أن يسوع قد عاد ثانيةً، صدَّقوا ما سمعوه وكانوا مُدمَّرين. لقد كان رجاؤهم في يسوع، عالمين أنه يومًا ما سيُصلِح كل شيء، لكن الشك بدأ ينمو في قلوبهم لذلك، في رسالته الثانية إلى أهل تسالونيكي، حذَّر بولس هؤلاء المؤمنين قائلًا “لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ، […]
أبريل 17, 2024

دع الانتقام لله

لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ (رومية 12: 19) عندما تتعرض لإهانة أو افتراء أو ذمّ، هل تسعى بالطبيعة إلى الانتقام؟ إن فكرة “الانتقام” مُغرية، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد شيء جيد في الانتقام البشري. ما نتوق إليه هو العدالة الكاملة، التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال يسوع، القاضي العادل، لذا يجب أن ننتظر مجيئه، ونتعزَّى بوعد الله “لِيَ النَّقْمَةُ وَالْجَزَاءُ” (تثنية 32: 35) اقرأ 2تسالونيكي 1: 5-12. لقد تعرَّض المؤمنون الذين يعيشون في تسالونيكي للإساءات، فكتب بولس إليهم ليشجعهم خلال فترة من الألم والمعاناة زادها شدة يأسهم من التعاليم الزائفة. كانت هناك أسباب عديدة تدفع مؤمني تسالونيكي للسعي للانتقام، ولم يستخف بولس أبدًا بآلامهم. لا يتجاهل الكتاب المقدس الشر أبدًا على عكس ما يمكن أن تكون قد سمعت، ولا تدَّعي كلمة الله أبدًا أن الشر لا وجود له، بل تعترف بوجوده وتُسمِّي الشر والمعاناة والألم بأسمائهم يخبرنا الكتاب المقدس أنه عندما يعاني المؤمنون من ظلمٍ ما، […]
أبريل 16, 2024

غَذِّ إيمانك

فَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: زِدْ إِيمَانَنَا! (لوقا 17: 5) نميل إلى الحديث عن الإيمان كما لو أنه سلعة ملموسة يمكن قياسها ووزنها وتحديد مقدارها. يقول لي البعض أحيانًا “أتمنى لو كان لدي إيمانك”، وكأنهم يقولون “أتمنى لو كانت عيناي زرقاوتان مثلك” أو “أتمنى لو كنت طويل القامة مثلك”. يتحدث الناس عن الإيمان كما لو أنه موجود اليوم، ولكنه سيختفي غدًا فيقولون “كنت أؤمن، لكني فقدت إيماني” الإيمان ليس شيئًا يمكن وزنه بالأوقية، أو شيئًا نرثه من خلال حامضنا النووي، أو نفقده كما يفقد شارد الذهن نظارته، بل هو علاقة ثقة متنامية مع الإله الحي. تتسم العلاقات بالنشاط وليس السكون، وهكذا أيضًا علاقة ثقتنا بالله، فهي كالشجرة التي تتأصل جذورها بعمق في التربة وترتفع أغصانها إلى أعلى في السماء، لكنها بدون الماء تموت، ومثل عضلات الرياضيين التي تزداد قوة مع التمرين ولكنها تصاب بالضمور عند الخمول إذا كان إيمانك ضعيفًا وهشًّا، فينبغي أن ترويه بحق كلمة الله، وإذا كان رَخوًا وهزيلًا، فينبغي أن تمارسه من خلال العيش باتكال تام على الله. كان […]
أبريل 15, 2024

الشجرة

لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ ٱلْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ ٱلْمَوْتُ بِٱلْوَاحِدِ، فَبِٱلْأَوْلَى كَثِيرًا ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ ٱلنِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ ٱلْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي ٱلْحَيَاةِ بِٱلْوَاحِدِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ! (رومية 5: 17) لماذا وضع الله شجرة معرفة الخير والشر في جنَّة عدن؟ لماذا أقامها في ذلك المكان المثالي حيث يمكن أن يستخدمها الشيطان كأداة للتجربة؟ وضع الله الشجرة هناك لتذكير آدم وحواء بأنَّهما ليسا ملكًا لأنفسهما وبأنَّهما خاصَّته. أقام الله الشجرة هناك لتذكيرهما أيضًا بأنَّهما سيقدِّمان حسابًا له وبأنَّه لا يمكنهما الهروب من الدينونة بسبب الخيارات الأخلاقيَّة التي يتَّخذانها لم توضَع الشجرة هناك عن طريقة الصدفة، فالله أقامها في جنَّة عدن عمدًا، وهناك، تعرَّض آدم، الإنسان الأوَّل، للتجربة، وهزمته الخطيَّة لكن بعد آلاف السنين، أوجد الله حديقة أخرى، وهو بستان جثسيماني، ففي جنَّة عدن، سقط آدم وسقطنا جميعًا معه، وفي بستان جثسيماني، انتصر يسوع وانتصر معه جميع المؤمنين به. في جنَّة عدن، تسبَّب عصيان إنسان واحد بإفساد الخطيَّة للبشريَّة كلِّها، لكن في بستان جثسيماني، أنتجت طاعة ابن الإنسان ترياقًا للخطيَّة في جنَّة عدن، اختبر آدم الموت […]
أبريل 14, 2024

إله النعمة

لسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ ٱللهِ. لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِٱلنَّامُوسِ بِرٌّ، فَٱلْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلَا سَبَبٍ! (غلاطية 2: 21) سنتأمَّل اليوم في إله النعمة وسنرى كيفيَّة تعامله مع خطيَّة آدم وحوَّاء وتمرُّدهما أوَّلًا، لم يمُت آدم وحواء فور ارتكابهما الخطيَّة في جنَّة عدن، مع أنَّ العدل كان يحتِّم موتهما الفوري، لكنَّ نعمة الله قالت، ‘‘نعم، سيموتان روحيًّا، لكنَّني سأصفح عنهما جسديًّا’’. هذا هو عمل نعمة الله. قال الله، ‘‘يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ’’، هذا هو حكم العدالة؛ وكلُّ من يخالف القانون يُزجّ في السجن. لكنَّ النعمة تقول: سأمنحك وقتًا لتتوب. دع النعمة تعمل عملها مرَّة أخرى ثانيًا، وَعَدَ إله النعمة آدم وحواء بإرسال فادٍ. لماذا؟ لإبطال تضليل الشيطان. وجاء في سفر التكوين 3: 15، ‘‘وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَه’’. هذا أوَّل إعلان عن إنجيل الرب يسوع المسيح، ومرَّت آلاف السنين قبل أن يتحقَّق الوعد المذكور في سفر التكوين 3: 15. ‘‘فَسَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ’’ (متى 1: 21)، […]
أبريل 13, 2024

التجربة تضعنا أمام خيار

يَعْلَمُ ٱلرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْأَتْقِيَاءَ مِنَ ٱلتَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ ٱلْأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ ٱلدِّينِ مُعَاقَبِينَ (2 بطرس 2: 9) دمَّرت الخطيَّة جنَّة عدن مثلما يفسد التلوُّث البيئة اليوم، وبسبب عصيان الإنسان، اتَّخذت الخطيَّة موطئ قدم في جنَّة الله وحوَّلتها إلى مكبّ نفايات روحي كان آدم وحواء ينعمان بحماية كاملة في الجنَّة، لكنَّهما وقعا ضحيَّة تضليل الشيطان وعرَّضا أنفسهما للخطر، فكان الله قد وضع شجرة مميَّزة تدعى شجرة معرفة الخير والشر في وسط الجنَّة وقال لآدم وحواء ألَّا يأكلا من ثمرها (تكوين 2: 16-17) تضعنا التجربة دائمًا أمام خيار، وتكون هذه فرصة إمَّا للخضوع لسلطان الله والانتصار أو لفعل ما يحلو لنا فنُمنى بالهزيمة، فبدون الله، نبقى ضحايا عاجزين، لكنْ معه تحقِّق الانتصار عندما أكل آدم وحواء الثمر المحظور، انتقلت عدوى الخطيَّة إلى البشرية كلِّها بسبب عصيانهما، لكنَّ طاعة يسوع الكاملة قادته إلى الصليب وأتاحت لأتباعه إمكانيَّة نيل غفران الخطايا تمرَّد آدم، الإنسان الأوَّل، على الله في جنَّة عدن، لكن في بستان جثسيماني، أبدى يسوع، الإله والإنسان بكليته، طاعة كاملة لله الآب. في […]
أبريل 12, 2024

حياة متعارضة مع الله

وَلِئَلَّا تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، وَتَنْظُرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ، كُلَّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ ٱلَّتِي قَسَمَهَا ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي تَحْتَ كُلِّ ٱلسَّمَاءِ، فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَ’ (تثنية 4: 19) ترمز مدينة بابل في أسفار الكتاب المقدس كافة، ابتداءً من سفر التكوين وصولًا إلى سفر الرؤيا، إلى العيش في عداوة مع الله. نشأت هذه السمعة المريبة للمدينة عندما قال سكانها، ‘‘هَلُمَّ نَبْنِ لِأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِٱلسَّمَاءِ’’ (تكوين 11: 4). فبرزت مع هذا الفكر أوَّل معارضة بشريَّة منظَّمة ضد الله إنَّ التعبير المجازي ‘‘رَأْسُهُ بِٱلسَّمَاءِ’’ يقتضي ضمنًا تخصيص رأس البرج لعبادة الأجسام السماويَّة، وانطلاقًا من بابل، انتقل علم التنجيم الذي يؤمن بتأثير النجوم والكواكب على شؤون البشر والأحداث الأرضيَّة إلى العالم بأسره بعد أربعمئة سنة من العبودية في مصر، بدأ العبرانيون يمارسون علم التنجيم، وعندما أخرجهم الله من أرض مصر، حذَّرهم من عبادة النجوم (تثنية 18: 9-13)، فكلّ من ينظر إلى النجوم ليعرف مصيره هو في الحقيقة يعبد الشيطان والقوى الشيطانية لاحِظ طريقة عمل الشيطان: بعد أن طرده الله من السماء، […]