فبراير 11, 2022

أمس واليوم وإلى الأبد

“لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»” (عبرانيين 13: 5). أَطلَق الرومان القدماء على الشهر الأول من العام اسم “يناير” نِسبًة إلى الإله الروماني “يانوس”، وقد كان “ليانوس” وجهين: وجه ينظر إلى الماضي ويمتلئ بالحزن والفَزَع والحيرة، ووجه آخر يتطلع إلى المستقبل وإلى العام الجديد بأمل وبهجة وثقة. تتكرر هذه الدورة عامًا بعد عام، فيصبح العام الجديد قديمًا ويتحول التفاؤل إلى يأس. في عشيَّة رأس السنة، تستطيع أن ترى لدى الجميع شعور غامر بالسعادة، لكن ذلك لا يدوم طويلًا، كما يشير وجه الإله “يانوس”، وبعد مرور أسبوعين من شهر يناير، يحدث شيئًا مُضحِكًا، إذ يُدرك الجميع حقيقة أن المشاكل التي واجهوها العام الماضي قد تَبِعَتهم هذا العام، وتلك الراحة التي استشعروها في توديعهم للعام القديم قد تلاشت الآن. لا ينبغي علينا، نحن الذين نحب يسوع المسيح، أن نربط رجاءنا بحلول عام جديد، ولا يتعيَّن علينا أن نغرق في الحزن عندما يُحبِطنا العام الجديد، لأن الإله الذي نخدمه هو إله “الأمس واليوم […]
فبراير 10, 2022

مواجهة التجارب

‘‘إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لَا يَسْقُطَ’’ (1 كورنثوس 10: 12). تأتي المعارك من المتنمِّرين أو الظروف أحيانًا، لكن أحيانًا أخرى، تنبثق الصراعات من داخلنا عندما نواجه التجارب. فالتجربة امتحان لقيمنا وعزمنا على خدمة الله، فالله قد يمتحن إيماننا، لكنَّه لا يجرِّبنا أبدًا بالخطيَّة، ‘‘لَا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ»، لِأَنَّ ٱللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ، وَهُوَ لَا يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ’’ (يعقوب 1: 13-14). يستخدم الشيطان التجارب لكي يهدم سمعتنا، ويعيق شهادتنا للمسيح، ويبعدنا عن الله وبركاته، ويزرع في أذهاننا بذور الشكّ في محبَّة الله وأمانته. لقد واجه دانيال ورفاقه تحدِّيات كثيرة لكي يتمسَّكوا بإيمانهم ومحبَّتهم لله، لكنَّهم واجهوا التحدِّي الأكبر مباشرةً بعد أن أصبحوا قادة في مملكة نبوخذنصر، حين صنع هذا الأخير تمثالًا له من ذهب وأمَرَ الجميع بالسجود له وعبادته. ولمَّا رفض دانيال ورفاقه الخضوع للمرسوم الصادر عن الملك، أمَرَ هذا الأخير برميهم في أتون النار المتَّقدة ليحترقوا حتّى الموت (دانيال 3: 1-6). ليس أحد […]
فبراير 9, 2022

أعطِ المجد لله

‘‘لِأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ لِكَيْ يُحَارِبَ عَنْكُمْ أَعْدَاءَكُمْ لِيُخَلِّصَكُمْ’’ (تثنية 20: 4). عندما تنتصر على المحن، احرص على عدم الوقوع في فخّ تمجيد نفسك على ما حقَّقته من نجاح. فالله هو مَن أنار لنا الطريق، ومنحنا كتابًا مليئًا بالحكمة لكي نسلك فيها، وهو وحده حثَّنا من خلال الروح القدس على طلب وجهه وطاعته، وأرسل إلينا أصدقاء أتقياء لتشجيعنا، ومنحنا روح تمييز، واختبارات، ومعلِّمين، وحكمة روحيَّة لكي نتمكَّن من حلّ مشاكلنا. نقرأ في الأصحاح الثاني من سفر دانيال أنَّ الملك هدَّد بقتل الحكماء جميعًا، بمَن فيهم دانيال ورفاقه، بعد أن عجزوا عن تفسير حلمه المزعج، لكنَّ دانيال ورفاقه صلُّوا طوال الليل، فتدخَّل الله وأنقذهم، ‘‘حِينَئِذٍ لِدَانِيآلَ كُشِفَ ٱلسِّرُّ فِي رُؤْيَا ٱللَّيْلِ. فَبَارَكَ دَانِيآلُ إِلَهَ ٱلسَّمَاوَاتِ. ٢٠ أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «لِيَكُنِ ٱسْمُ ٱللهِ مُبَارَكًا مِنَ ٱلْأَزَلِ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ، لِأَنَّ لَهُ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْجَبَرُوتَ’’ (دانيال 2: 19-20) وما إن نال دانيال تفسيرًا للحلم في رؤيا الليل حتَّى سارع إلى إعطاء المجد لله، ولم يدَّعِ التمتُّع بمعرفة أو حكمة فائقة للطبيعة، لأنَّه كان يعلم […]
فبراير 8, 2022

قوَّتي في الضعف تكمل

‘‘فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تُكْمَلُ»’’ (2 كورنثوس 12: 9) هل واجهت ظروفًا صعبة جدًّا كانت بمثابة امتحان لقوَّتك وذكائك وشخصيَّتك؟ ربَّما أنت تمرّ الآن في وقت عصيب وتشعر بأنَّك أمام مفترق طرق في حياتك. هذا ما اختبره النبي دانيال بعد أن اقتيد إلى السبي وصار أحد غلمان قصر الملك نبوخذنصر. وهو لم يكن يتمتَّع بسنوات من الخبرة أو النضوج أو التعليم لمساعدته على التعامل مع الوضع. وكان عليه، وهو لا يزال في سن المراهقة، أن يتشبَّث بإيمانه وسط مجتمع وثني، وأن يتحمَّل برنامج تدريب صارم صادر عن الملك لكي يصقل شخصيَّته ويجعل منه قائدًا في أرض بابل. يصعب على كثيرين بيننا أن يتحمَّلوا ما تحمَّله دانيال، مهما كان عمرهم، لكنَّ الله يريد أن ندرك أنَّه يستحيل علينا القيام بأمور عظيمة بمفردنا. فالله قدير بالرغم من صغرنا، وهو قوي بالرغم من ضعفنا، وهو لا متناهٍ بالرغم من محدوديَّتنا. وهو وعد الرسول بولس قائلًا: ‘‘تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تُكْمَلُ’’ (2 كورنثوس 12: 9). وهكذا، يمكننا أن […]
فبراير 7, 2022

معايير مختلفة

‘‘فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَات‘‘ (متى 5: 16) هل أنت متميِّز عن العالم من خلال أسلوب حياتك؟ هل يتفاجأ الناس عندما يعلمون أنَّك مؤمن مولود من جديد؟ هل تساوم على معتقداتك لكي تنسجم مع أصدقائك أو زملائك في العمل؟ أم إنَّك تسعى إلى السلوك وفق خطَّة الله لحياتك؟ عندما كان دانيال ورفاقه يدرسون في قصر ملك بابل، فرض عليهم هذا الأخير طعامًا وشرابًا يتعارض مع قوانين النظام الغذائي المتَّبع لدى شعب الله في العهد القديم. في ذلك الوقت، لم يكن طعام البابليِّين نجسًا لدى اليهود فحسب، ولكنَّهم كانوا يتناولون أيضًا ما هو مقدَّم للأصنام. لكنّ دانيال قرَّر ألَّا يشاكل نمط الحياة الجديد المفروض عليه، لأنَّه كان يعلمّ جيِّدًا أنَّ الله دعاه إلى اعتماد معايير مختلفة وأنَّه يريد منه أن يغيِّر العالم بدون أن يسمح للعالم بتغييره. فاقترح أن يُسمح له ولرفاقه باعتماد نظام الغذاء الصحِّي الذي تسلَّمه من الله، لتتمّ مقارنة نتائجه بنتائج معايير الغذاء المتَّبعة لدى البابليين. وهو لم يجادل […]
فبراير 6, 2022

بطيء الغضب

‘‘ٱجْتَازَ ٱلرَّبُّ قُدَّامَهُ (موسى)، وَنَادَى ٱلرَّبُّ: «ٱلرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَكَثِيرُ ٱلْإِحْسَانِ وَٱلْوَفَاءِ. حَافِظُ ٱلْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ ٱلْإِثْمِ وَٱلْمَعْصِيَةِ وَٱلْخَطِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاء’’ (خروج 34: 6-7) كان الله صبورًا دائمًا مع البشر عبر آلاف السنين بالرغم من سلوكهم في الخطيَّة والتمرُّد، وهو لم يُهلكهم بدينونته وغضبه بالرغم من تجديفهم عليه ورفضهم إيَّاه، وهو لا يزال يتأنَّى عليهم حتَّى اليوم لكي يتوبوا ويقبلوا ابنه يسوع. عندما أتأمُّل في صبر الله على الجنس البشري، أفكِّر في الأشخاص الذين أخبرهم عن المسيح ويرفضون التجاوب، وفي هؤلاء الذين ناشدتهم أن يؤمنوا بيسوع على مرّ السنين، لكنَّهم قسُّوا قلوبهم مقدِّمين أعذارًا قائلين: ‘‘قد أسلِّم حياتي للمسيح يومًا ما، لكنَّني لست مستعدًّا الآن’’، أو ‘‘أنا أنعم بحياة هانئة ولا أحتاج إلى مخلِّص’’، أو ‘‘إذا آمنت بالمسيح فسيرفضني أصدقائي’’، أو ‘‘أريد التحكُّم بحياتي بنفسي ولا أريد أن يملي عليّ الله ما سأفعله’’. يتذرَّعون بحجج كثيرة، لكن عندما ينتقلون إلى الأبديَّة هل ستنفعهم أعذارهم؟ عندما يحلّ يوم الغضب، لن نجد أمامنا مفرًّا ولا فرصة […]
فبراير 5, 2022

إعلانات الرؤيا تكمِّل الإنجيل

‘‘(ٱلَّذِي هُوَ ٱلْكَنِيسَةُ) ٱلَّتِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا، حَسَبَ تَدْبِيرِ ٱللهِ ٱلْمُعْطَى لِي لِأَجْلِكُمْ، لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ ٱللهِ… هَذَا ٱلسِّرِّ فِي ٱلْأُمَمِ، ٱلَّذِي هُوَ ٱلْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ ٱلْمَجْد’’ (كولوسي 1: 25-27) تحمل كلمة ‘‘إعلان’’ معنىً مهمًّا، وهو إظهار أمر مخفي أو الكشف عنه. بتعبير آخر، سفر الرؤيا هو سفر الإعلانات التي تكشف خطَّة الله المستقبليَّة. وقد أعلن الله خطَّته للرسول يوحنا عندما كان منفيًّا إلى جزيرة بطمس وهو في التسعينيات من العمر، وباركه وشعبه بأعظم رؤيا سماوية على الإطلاق، وهي إعلان يسوع المسيح. وتكمِّل هذه الرؤيا الإنجيل، وتمنح رجاءً وتعزية لكلّ مَن يثق بيسوع وتحذِّره بشدَّة في الوقت نفسه. عندما تقرأها، تذكَّر الأهداف الثلاثة من سفر الرؤيا: الرؤيا تتمِّم فهمنا لمقاصد الله المتعلِّقة بالتاريخ وبمستقبلنا. فهي تؤكِّد لنا أنَّه فيما يبدو العالم خارجًا عن السيطرة، هو لا يزال في قبضة الله، فهو يمسك أبناءه بيد محبَّته، ويعلن الكتاب المقدس من سفر التكوين حتَّى سفر الرؤيا أنَّ الله أعدَّ خطَّة لحياتنا وأنَّ يسوع هو محور هذه الخطَّة. الرؤيا تكشف خطر المساومة والهلاك […]
فبراير 1, 2022

محبَّة غير مشروطة

‘‘وَلْتَكُنْ هَذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا ٱلْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلَادِكَ’’ (تثنية 6: 6-7). أحد الأدوار التي يضطلع بها الآباء الأتقياء هو اقتناء أحشاء رأفة تجاه الآخرين، فأيوب درَّب أولاده على السخاء، وحسن الضيافة، وحسّ المسؤوليَّة، واللطف، ومراعاة مشاعر الآخرين، وعلى أن يكونوا قادة في بنيان الآخرين والمجتمع في روح وحدة وانسجام. ولا يعني هذا أنَّ أيوب علَّم أولاده المساومة لنيل استحسان الآخرين، لكنَّه درَّبهم على التمسُّك بمبادئهم مع إظهار محبَّة صادقة للغير. كيف نقتني أحشاء رأفة تجاه الآخرين؟ يجب علينا بدايةً أن نختبر محبَّة الله وأن نسعى إلى إظهارها للآخرين. ويختبر الأطفال محبَّة الله من خلال اختبار محبَّة والديهم، فكلَّما عبَّر الوالدان عن محبَّتهما لأطفالهما، أظهر هؤلاء رأفة تجاه الآخرين بصورة أسرع. طمئن أطفالك دومًا إلى أنَّ الله يحبُّهم حتَّى عندما يخالفون وصاياه. تعاطف معهم وعانقهم وقبِّلهم وربِّت على أكتافهم لتشجيعهم. ولا تربط محبَّتك لأطفالك بتصرُّفاتهم، بل أظهِر لهم أنَّك تحبُّهم محبَّة غير مشروطة كما يحبُّهم الله. فالله يحبُّنا لأنَّنا أبناءه الأحبَّاء وقد امتزنا عجبًا، وهكذا، تعلَّم […]
يناير 26, 2022

استمتع بالحياة

‘‘ٱخْتَرْتُ طَرِيقَ ٱلْحَقِّ. جَعَلْتُ أَحْكَامَكَ قُدَّامِي’’ (مزمور 119: 30) يتوق كلّ إنسان إلى عيش حياته والاستماع بها إلى التمام، فتصبح العوامل التي تعرقلها أو تعيقها سببًا للكراهية والحقد الانزعاج في قلبه. ونحن نكره الأمراض والمعرقلات وكلّ ما ينتقص من قيمة حياتنا أو يدمِّرها. عندما خلقنا الله، وضع فينا رغبة في الاستمتاع بالحياة، لكنَّ الخطيَّة في جنَّة عدن جلبت لعنة المرض والموت إلى حياتنا. ومهما طالت أيَّامنا، سوف نواجه الموت لا محالة. يعيش معظم الناس حياتهم إمَّا خائفين من الموت أو في حالة إنكار تام لحتميَّته. والحقيقة هي أنَّ الجسد يفنى، لكن عندما نؤمن بيسوع ونثق به، فهو يمنحنا يقينًا بأنَّنا نلنا الحياة الأبدية. ففي المسيح، ننال روحًا جديدة، ونتجدَّد كلَّ يوم. وكلَّما أمضيت وقتًا في محضر المسيح، ازددتَ نشاطًا وانتعاشًا، وكلَّما التصقت بكلمته، ازددتَ حيويَّةً، وكلَّما طلبتَ وجهه، عظُمَ انتصارك لأنَّك ثبَّتّ نظرك على الله وعلى ما هو أبديّ. صلاة: يا رب، أشكرك لأجل عطيَّة الحياة، وضمانة الحياة الأبديَّة في المسيح. أريد أن أطلب وجهك طيلة أيام حياتي. أصلي باسم […]
يناير 25, 2022

دواء للإحباط

‘‘أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِبِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ’’ (مزمور 43: 3) كان كاتب المزمور 42 يشعر بالإحباط، ربَّما بسبب معاناته مشكلة مزمنة، ثمَّ اُعلنت له حقيقة حوَّلت مشاعر الإحباط لديه إلى أفكار رجاء، فكتب: ‘‘لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ ٱللهَ، لِأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلَاصَ وَجْهِي وَإِلَهِي’’ (مزمور 42: 5-6، 11). ينتج الاكتئاب العاطفي عن الغضب أو خيبة الأمل أو الإحباط. وإذا لهجنا في هذه المشاعر، تخور قوانا. وإذا لم نلجأ إلى الله في وسط الصعوبات، فإنَّها تستنزفنا وتهزمنا. عندما يصيبك الإحباط والتعب، هل تشعر بالحاجة إلى حكمة الله وإرشاده وحمايته؟ إذا كانت هذه حالك، صلِّ معي: ‘‘يا رب، أرِني وجهك، وساعدني على فهم ما يجب عليّ معرفته عن هذا الوضع، وعلِّمني كيفيَّة التعامل معه’’. يستجيب لنا الله عندما نطلب وجهه، (متَّى 7: 8) وتتلاشى مشاعر اليأس والكراهية، والحقد، والحسد، والمرارة. هل تواجه مشكلة تسبِّب لك البؤس؟ اطلب من الله أن يرسل إليك نوره وحقَّه لإرشادك. صلاة: يا رب، ساعدني أن أفهم مشاعر القلق […]
يناير 24, 2022

حياة لها معنى

‘‘لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ’’ (متى 6: 33). لا تولِّد مساعينا الدنيويَّة بمعظمها سوى الفراغ والبؤس وخيبة الأمل، فالحياة التي تفتقر إلى قيادة الله هي حياة بلا هدف ولا معنى. لكنَّنا نشكر الله لأنَّه أوجد لنا طريقًا أفضل! فالحياة التي نعيشها في شركة مع الله بالخضوع لسلطان كلمته والسلوك وفق المبادئ الواردة في كلمته هي حياة لها معنى. هذه الحياة مليئة بالأهداف، وهي تبعث إلى الشعور بالفرح والرضى. إنَّها بركة لك وللآخرين، والأهمّ من ذلك كلِّه هو أنَّها بركة لله أيضًا. والخبر السار هو أنَّ الأشخاص الذين يتمتَّعون بعلاقة شخصيَّة بابن الله لا يجدون الاكتفاء في هذه الحياة فحسب، لكنَّهم يعرفون يقينًا أنَّه سيأتي يوم يتمتَّعون فيه بمعرفة كاملة وأجساد مثالية وذكريات مثالية وقدرة تحمُّل مثالية. وهم يختبرون ملء الحياة لأنَّهم يعرفون هويَّتهم في المسيح ويدركون أنَّهم خاصَّته. هم يعرفون الهدف من حياتهم ويدركون وجهتهم النهائية. عندما تلجأ إلى الله وحده، وتستند إلى حقِّه ومقاصده وكلمته، يصبح لحياتك المعنى الذي تصبو إليه. صلاة: يا رب، […]
يناير 23, 2022

طهِّر نفسك

‘‘أمَّا أَنَا فَعَلَى رَحْمَتِكَ تَوَكَّلْتُ. يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلَاصِكَ’’ (مزمور 13: 5) جاء صبي صغير إلى بيته مسرعًا بعد أن كان يلعب في الخارج، فاستوقفته والدته وسألته: ‘‘بمَ لطَّخت يدك اليمنى؟’’ فأجاب: ‘‘بقليل من الوحل’’ فسألته: ‘‘هل تنوي تنظيف يدك؟’’ ‘‘بالطبع يا أمي، سأمسحها بيدي الأخرى’’. المشكلة في خطَّة الصبي هي أنَّ يدًا متَّسخة ويدًا نظيفة تساويان يدين متَّسختَين. هذه هي حال الكثير من الأشخاص، ففي قرارة أنفسهم هم يدركون خطيَّتهم وتمرُّدهم وحاجتهم إلى تطهير أنفسهم، لكنَّهم يعتقدون أنَّ باستطاعتهم تطهير أنفسهم من خلال أعمالهم الصالحة أو فعل الخير. ومثلما وضعت الأم يد ابنها تحت المياه الجارية لغسلها، عليك أنتَ أيضًا أن تغسل حياتك بدم يسوع المسيح. فيسوع القائم من بين الأموات يستطيع وحده أن يطهِّرك من الخطيَّة، وأن يحوِّل وجهتك من الجحيم إلى السماء. تكمن داخل كلَّ واحد منَّا حاجة إلى القيام بأمور بنفسه، وإلى الاعتماد على ذاته. وإذا واجهنا مشكلة، فإنَّنا نسعى إلى حلِّها، وإذا احتجنا إلى شيء ما، فإنَّنا نحاول الحصول عليه، وتنسحب هذه الحاجة إلى الاستقلاليَّة على […]