مفقود في الترجمة
أغسطس 29, 2023
في قلب المعركة
أغسطس 31, 2023

تجربة السلطة

‘‘لِأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلَا خَطِيَّةٍ’’ (عبرانيين 4: 15)

منذ أن قطفت حواء من ثمر الشجرة التي حرَّمها الله في جنَّة عدن والبشرية تبحث عن طرق مختصرة للوصول إلى القمَّة. واجه يسوع هذا التحدِّي في البرية، فنحن نراه في التجربة الثالثة ينتصر على تجربة الإغواء بالسلطة، مع أنَّه الله المتجسِّد والمستحق وحده أن ينصِّب نفسه ملكًا

ذهب يسوع إلى البرية لإظهار تسلُّطه على الشيطان. ففي التجربة الأولى، عرض الشيطان على يسوع التشكيك في عناية الآب السماوي، لكنَّ يسوع انتصر عبر الاستسلام لله، وفي التجربة الثانية، حثَّه على ليّ ذراع الله، لكنَّ يسوع انتصر عبر الخضوع لمشيئة الله، وفي التجربة الثالثة، حاول الشيطان إفساد يسوع

نقرأ في إنجيل متى 4: 8-11 أنَّ الشيطان أخذ يسوع إلى جبل عالٍ جدًّا وأراه جميع ممالك العالم ومجدها وعرض عليه كلَّ ما في الأرض من نفوذ وأمجاد. ما المغزى من ذلك؟ كان الله الآب قد أعلن للتو أن يسوع هو ابنه الحبيب الذي سيرث الكون كلَّه. فأين الإغراء الكبير في عرض الشيطان؟

أراد الشيطان، بمكره ودهائه، إغراء يسوع بسلوك الطريق السهل، ‘‘لِمَ الانتظار للحصول على ما هو حقّ لك؟ لِمَ عليك التعرُّض للذلّ على الصليب وبذل حياتك، فيما يمكنك الحصول على هذه الامتيازات كلِّها الآن؟’’ وفي المقابل، لم يطلب الشيطان من يسوع سوى أن يسجد له ببساطة

قد يبدو هذا الطلب تافهًا، لكنَّه خدعة من الشيطان. ولو أن يسوع رضخ لطلبه، لكان باع نفسه للشيطان من أجل النفوذ والمجد الفوريين، ولَما كان تحمَّل الآلام وبذل نفسه على الصليب من أجل خلاصنا

لو أنَّ يسوع سقط في التجربة الثالثة، لفَقَد الأهليَّة ليكون ملك الملوك ومخلِّص العالم. وبدلًا من صراخ الحشود عند أقدام الصليب، ‘‘خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا!’’، لكان الشيطان صرخ قائلًا، ‘‘لقد خلَّص نفسه! ولم يعد بإمكانه أن يخلِّص آخرين!’’ لكنَّ يسوع، وكما فعل في التجربتين الأخريين، استشهد بكلمة الله المعصومة من الخطأ، مستهلًّا كلامه بالقول، ‘‘مكتوب’’، ففارقه الشيطان مهزومًا

لقد أثبت لنا يسوع في البرية أنَّ كلَّ من يؤمن باسمه ويسكن تحت جناحيه ينال قوَّة لهزم الشيطان. لذا، عندما نواجه أي تجربة، يجب أن نتذكَّر أنَّنا ننجو عبر الهروب منها والخضوع للمسيح، قائلين لأنفسنا ولأعدائنا ‘‘مكتوب’’

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأنَّني أستطيع الانتصار على كلِّ تجربة عبر القول، ‘‘مكتوب’’. أتوق إلى معرفة كلمتك والثقة بسيادتك ومشيئتك. نمِّ إيماني بروحك القدوس. أصلِّي باسم يسوع. آمين