فبراير 10, 2020

دراسة الكتاب المقدس – مايكل يوسف

قام تشارلز سبورجون ذات مرة بربط كلمة الله بالأسد، فقال: “افتح الباب ودع الأسد يخرج، سوف يعتني بنفسه”. على الرغم من تعرُّض الكتاب المقدس في هذه الأيام للهجوم من جميع الجهات، إلا أنه لا يزال ثابتًا كما كان دائمًا. وعلى الرغم من أن الكتاب المقدس قد لا يحتاج إلى من يُدافع عنه، سنفعل حسنًا إن تذكرنا أنه أسد ويجب الإقتراب منه بعناية فائقة. كلما قرأتَ فقرة من الكتاب المقدس، إسأل نفسك خمسة أسئلة بسيطة: 1. ما الذي نقله هذا النص إلى قرائه الأصليين؟ قبل أن نتمكن من تطبيق الكتاب المقدس على حياتنا اليوم، يجب أن نعرف أولاً كيف تم تطبيقه على القراء الأصليين. إن وجود هذا النوع من السياق لا يعطي فقط حياة لدراستنا، بل يُخبرنا بالرواية التاريخية العميقة التي يرتكز عليها إيماننا. 2. ما نوع الأدب الذي أقرأه؟ بمعنى آخر، ما هو النوع الأدبي؟ هل هو شعر أم نثر؟ هل من المفترض أن تُفهم اللغة حرفيًا أم مجازيًا؟ سيساعدنا ذلك في فهم مغزى النص وتحديد كيفية تفسيره. 3. ما […]
يناير 10, 2020

فليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا – مايكل يوسف

ودَّع بعص الكُتَّاب المسيحيين، وبعض قادة التسبيح الحاصلين على جائزة الإسطوانة البلاتينية، ورعاة الكنائس الكبرى المسيحية في عام 2019 تاركين إيمانهم الذي كانوا يتبعونه وكانت تصريحاتهم هذه بمثابة صدمة للمجتمع المسيحي: أين أخطأوا؟ كيف يمكن أن يقولوا مثل هذه الأشياء؟ وماذا أفعل أنا بشكوكي؟ عندما تهتز ثقتنا البريئة في قادة إيماننا، قد نتعَّرض للإحباط والتشويش والحُزن، ونتساءل أين الطريق الصحيح. في هذه اللحظات، نذهب إلى الله من أجل الرجاء والوضوح. الخلط بين الكبرياء والتواضُع لقد اختبر هؤلاء الأبطال الذين سبقوا وآمنوا ما يُعرف بـ “الإرتداد”، وهو الترك المنهجي للمعتقدات التي كانت ذات يوم راسخة لديهم. لقد اختاروا رفض الآراء التي كانت تشكل حياتهم بأكملها. يُعد هذا في رأي المؤمنين الذين يعيشون في نور المسيح أمرًا يصعُب تصديقه، أما بالنسبة للعالم الغارق في الظلام فيفرح لأن هؤلاء القادة قد “تواضعوا” أخيرًا واعترفوا بأن المسيحية لا تحصُر الحياة في المحبة والحق. صحيح أن الله يدعو جميع المؤمنين للسلوك بتواضع، لأنه في النهاية، نحن بشر لنا نظرة محدودة وطبيعة شريرة لا نزال في […]
ديسمبر 15, 2019

شرف التعرُّض للإهانة: الفرح حتى في المِحَن – مايكل يوسف

يجد العديد من المؤمنين صعوبة في أن يعيشوا إيمانهم. في دراسة حديثة لمجموعة بارنا Barna، أفاد 60% من الإنجيليين الأمريكيين بأنهم يواجهون مقاومة من الثقافة المحيطة بهم. عندما تغيرت القِيَم والأخلاق المجتمعية، شعر هؤلاء المؤمنون بأنهم عالقون بين ثقافتين. لقد كانت القيم المسيحية التقليدية تتعرض للسخرية في الساحات العامة، وكل من كان يُعبِّر عنها كان يتعَرَّض للرفض وللخسارة المالية. وفي ضوء هذا الضغط الثقافي، فضَّل بعض المؤمنين الصمت، بينما شكك آخرون في معتقداتهم، وقليلون هم من رفعوا أصواتهم وواجهوا العواقب. ما هو حل هذه المشكلة؟ كيف ينبغي لنا ككنيسة أن نتجاوب مع العداء المتزايد تجاه إيماننا؟ أجاب يسوع على هذا السؤال في مقدمة العِظة على الجبل: “طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ..” (متى 5: 11-12). وفقًا ليسوع، يجب أن يكون الفرح هو ردنا على تلك المُضايقات. لكن كيف يمكن أن يكون هذا؟ يمكننا أن نفرح في مواجهة العداء بل والتمييز من أجل يسوع، وذلك للأسباب التالية: […]
يناير 15, 2019

خمس حقائق لإنعاش حياة الصلاة – مايكل يوسف

هل تصلي من أجل خلاص صديق أو جار أو أحد أفراد العائلة؟ ربما وضع الله على قلبك أن تصلي وتتشفع من أجل بعض الناس وأن تشاركهم بمحبة المسيح. يا له من امتياز أن نكون شركاء في امتداد ملكوت الله، ولكنه سر غامض أيضاً في بعض الأحيان. فبالرغم من علمنا بأن الله يعمل، إلا أن عمله مخفي عن عيوننا في كثير من الأحيان ولذلك وفي أثناء أوقات الانتظار، نفقد صبرنا عندما نصلي بدون أن نرى ثمر لصلواتنا. وقد نتساءل “لماذا لا يرون الحق؟ ألا يريدوا أن تكون لهم علاقة مع الله؟ لماذا لا يقبلون المسيح مخلصاً لحياتهم؟” وعندما تتسرب إلى قلوبنا خيبة الأمل، نكون مُجربين أن نستسلم. في مثل تلك الظروف، كيف لنا أن نستمر في صلاتنا؟ تقول كلمة الله وهي صادقة وأمينة أننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل. (غلاطية 6: 9) 1- الأعمى لا يرى دعونا نتذكر أولاً أن الشخص الأعمى روحيا لا يستطيع أن يرى صلاح الله فالكتاب المقدس يقول أنهم حمقوا في أفكارهم واظلم قلبهم الغبي. […]
ديسمبر 24, 2018

مكاناً على مائدة الرب – مايكل يوسف

يقوم الزوج بتعليق آخر فرع زينة وتنتشر في أرجاء البيت رائحة بسكويت الجنزبيل المنبعثة من المطبح، ثم يدق جرس الباب مؤذناً بوصول آخر ضيف. لقد اجتمع جميع أفراد العائلة للاحتفال بعيد الميلاد ولكن هناك مشكلة واحدة وهي أن ضيف الشرف لم يُذكر ولا حتى مرة واحدة. لم يذكر أحد اسم يسوع ومع أنه السبب في هذا الاحتفال، إلا إنه لم يُدع ولم يُكرم في هذه المناسبة. الأخبار السارة وفي البداية عندما ارسل الله ابنه من السماء إلى عالمنا، لم يكن له مكان حتى أن الحال انتهى بيسوع ومريم ويوسف في المزود وهذا ليس بمحض الصدفة وإنما بترتيب إلهي ” هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا.” (متى 1: 23) عندما اختار الله أن يرسل ابنه إلى عالمنا، الأمر الذي تنبأ به كثيرون قبل آلاف السنين، كان يلعم أن العرش سيحول بينه وبين الناس الذين جاء ليخدمهم ولهذا لم يأتي يسوع ملكاً أو رجلاً ذي ثروة ونفوذ وإنما ترك مجد السماء وجاء كواحد منا ليخلصنا. جاء […]
نوفمبر 15, 2018

التحرر من عبودية وسائل الترفيه – مايكل يوسف

بدون هدف معين، تمسك بتلفونك المحمول للمرة المليون اليوم، تتفقد فقرات الفيسبوك وبعد عشرين دقيقة تسأل نفسك “عن ماذا كنت أبحث عن؟” وفى المساء تجلس مسترخيا امام التلفاز وبالرغم من علمك بأن عليك أن تخلد للنوم لتنال قدراً كافياً من النوم، إلا أنك تجد نفسك قد شاهدت ثلاث حلقات من هذا البرنامج الشهير (لكنك لم تشاهد أكثر من نصفها لأنك كنت تتصفح تليفونك المحمول) بينما يغريك نتفليكس لتشاهد الحلقة الرابعة “حسناً، حلقة أخرى واحدة!” وقبل أن تشعر بالذنب على كل لحظة ترفيه استمتعت بها وقبل أن تصرف النظر عن الاستمرار في قراءة هذا المقال لتتجنب مشاعر الذنب، دعني أؤكد لك أن الترفيه في حد ذاته ليس خطية، فالكتاب المقدس مليء بالأمثلة لوسائل الترفيه المختلفة؛ فيسوع ذهب لحضور الحفلات واستمتع بألاكل والشرب، ويمتليء سفر المزامير بالموسيقى والرقص، كما أن بولس كان ملماً بالشعر والمسرح فى زمانه. ويؤكد بولس في رسالته الأولى لتيموثاوس 6: 17 أن الله “يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع”. هذا هو إلهنا الصالح والمحب وفوق كل شيء الذي فيه […]
أغسطس 1, 2018

عطية النعمة المجيدة – مايكل يوسف

في عالم اليوم وحتى في العديد من كنائسنا، لم تعد النعمة مذهلة؛ بل صارت أمر ممل، تماماً مثلما شخّص الكاتب المعروف جي أي بيكير الوضع اليوم بقوله “إن فكرة [النعمة] لم تعد تعني الكثير لنا لأنها تلمس حياتنا اليومية على الإطلاق” (كتاب معرفة الله ، 129). صحيح أنه في عصر حقوق الإنسان وحقوق الحيوان وكل نوع آخر من الحقوق، لا نحتاج إلى النعمة كما أننا لا نقدرها. لم يعد الناس يشعرون بحاجتهم إلى نعمة الله لأنهم يعتقدون أن بوسعهم العيش بدونها وأن لكل شخص الحق أن يعيش حياته بطريقته الخاصة. لذلك ، يرفض العالم أي مفهوم للخطية، ناهيك عن الحكم الذي يستحقه هذا التمرد. وهكذا، ترفض نعمة الله الرائعة. هذه النعمة هي السمة المميزة للمسيحية، الأمر الذي يجعلها فريدة من نوعها بين جميع الأديان. فسواء كنا نتحدث عن مسار البوذا الثامن، أو العقيدة الهندوسية للكارما، أو مراسم الاحتفالات اليهودية ، أو الشريعة الإسلامية، فإن جميع أنظمة المعتقدات الأخرى تعلن كيف تسعى البشرية جاهدة لنوال رضا الله والحصول على الخلاص. لكن […]
مايو 14, 2018

النعمة المُكلفة – مايكل يوسف

  النعمة المكلفة. تُرى، ما معنى أن يكون المرء مسيحياً؟ وهل يكفي أن يواظب الشخص على حضور الكنيسة لكي يكون مسيحياً؟ هل يكفي أن يمتلك المرء كتاباً مقدساً أو ينتمي إلى عائلة مسيحية؟ ربما تقنعنا ثقافتنا بأن المسيحية بهذا القدر من الرخص، إلا أن يسوع يطالبنا بأكثر مما نتوقع وأيضاً يقدم لنا أكثر مما ننتظر. فيسوع المسيح يطالبنا بأن نقدم ذوانتا. فهو يخبرنا دون اعتذار في متى 16: 24 ويوحنا 14: 23 “إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني” و “إن أحبني أحد يحفظ كلامي” وحذرنا أيضاً في لوقا 14: 33 “كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً.” قد تتساءل، أين النعمة إذاً؟ النعمة هي في دعوة الله لنا للخلاص وفي التضحية التي قدمها يسوع من أجلنا وفي عطية الروح القدس القادر أن يؤهلنا حتى نحيا خاضعين لله. لقد كلفته هذه النعمة حياة ابنه وما قدمه لنا الله بهذا الثمن الثمين لا يمكن نتعامل معه بخفة في حياتنا. لقد دعا […]