الثبات في وجه الانتقادات
أبريل 27, 2024
قوته المُضيئة
أبريل 29, 2024

ما حدث في أحدِ الشعانين

اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ، ٱهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَانٍ (زكريَّا 9: 9)

اقرأ زكريا 9: 9-12

منذ قديم الأيَّام، عاش القوم العارفين وعود الله في انتظار مجيء الملك، وهو المسيَّا الموعود به في سفر التكوين 3: 15 الذي سيسحق رأس العدوّ، وقد جاء أيضًا في سفر التكوين 49: 10 أنَّه لَا يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يدِه. ونقرأ في سفر صموئيل الثاني 7: 13 أنَّ كُرْسِيَّ مملكته سيُثَبَّتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ، ونرى في المزمور 2 أنَّ الله الآب مسحه ملكًا (مزمور 2: 6-7)، ويعلن المزمور 72 أنَّ كلَّ الملوك يسجدون له (مزمور 2: 11)، ويذكر سفر إشعياء 2 أنَّه يَقْضِي بَيْنَ ٱلْأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ (إشعياء 2: 3-4)، وجاء في سفر دانيال 2 أنَّ مملكته تَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ ٱلْمَمَالِكِ (دانيال 2: 44)، وفي زكريا 14 أنَّه يَكُونُ مَلِكًا عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ (زكريا 14: 9)

لقد أعطى العهد القديم صورة تقريبيَّة للملك الآتي، فيما أعلن العهد الجديد عن شخصه بوضوح، وهكذا تحقَّقت النبوَّة وأُعلِنَ مُلك المسيح لكلِّ من له أذنان للسمع

أشار متى إلى يسوعَ على أنَّه مَلِك أربع عشرة مرة، ومرقس ستَّ مرات، ولوقا خمس مرات، ويوحنا أربع عشرة مرة. لم يستحِ كَتَبة العهد الجديد أن يكشفوا عن طبيعة الملك الفائقة للطبيعة، بل استعرضوا قوَّته بالكامل، مؤكِّدين أنَّ سيادته وسلطانه فوق الأرض كلِّها

عندما دخل يسوع إلى أورشليم يوم أحد الشعانين، لاقاه الشعب بابتهاج وتهليل، فلقد كان هؤلاء ينتظرون مجيئه بعد أن سمعوا نصوص العهد القديم، حتَّى إنَّ البعض كانوا قد عاينوا مباشرةً قوَّة الله العاملة من خلال يسوع لإعلان سلطانه. ولمَّا دخل يسوع أورشليم راكبًا على أتان، احتفلوا به هاتفين، ‘‘أوصنَّا!’’، ومعنى الكلمة خلِّصنا الآن!

كان هؤلاء يجهلون ما سيحدث في نهاية الأسبوع. لم يعلموا أنَّ خطَّة يسوع لخلاص البشرية تقتضي أن يموت على صليب روماني متوَّجًا بإكليل من شوك بدلًا من الأحجار الكريمة، وقد وُضع على ظهره الممزَّق والملطَّخ بالدماء رداءُ جندي رومانيّ باهت، ومع ذلك سبَّحوه في ذلك اليوم.  ولمَّا انتقده الفريسيون لأنَّه قبِلَ تسبيحَهم، ردَّ عليهم قائلًا، ‘‘أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلَاءِ فَٱلْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!’’ (لوقا 19: 40). ربَّما لم يفهم هؤلاء خطَّة الخلاص بالكامل، لكنَّ تسبيحهم كان صائبًا وحقًّا، فالفادي الموعود به قد جاء، وانتهى وقت الانتظار، وحان وقت الترحيب به!

صلاة: يا يسوع، أسبِّحُكَ أنتَ الملك الحقيقي وحدك! ساعدني أن أخبر دومًا بالعظائم التي صنعتَها من أجلي، وأن أشارك إنجيلك بجرأة بالحق والنعمة. أصلِّي باسم يسوع. آمين