صلاة الواثق
سبتمبر 18, 2023
كُن أمينًا في الصلاة
سبتمبر 20, 2023

أعظم حصن

‘‘وَٱدْعُنِي فِي يَوْمِ ٱلضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي’’ (مزمور 50: 15)

تقع في أعماق الصحراء العربية قلعة صغيرة تنتصب بصمت على مساحة شاسعة من الصحراء السرمديَّة، وغالبًا ما كان توماس إدوارد لورانس، المعروف باسم لورنس العرب، يلجأ إليها. فهي كانت الأكثر فعاليةً بالرغم من تواضعها، كما أنَّها شكَّلت ملاذًا آمنًا لمن يلجأ إليها، لذا، كان لورنس يحتمي فيها عندما يتعرَّض لهجوم من جيوش تفوقه قوَّة

ولدى مكوث لورنس في القلعة، كانت مواردها تصبح ملكًا له، فيقتات من الأطعمة والمياه المخزَّنة فيها، ويستمدُّ قوَّته منها. ويتحدَّث سكان الصحراء القدامى عن شعور لورنس الدائم بالثقة والأمان داخل جدرانها

هكذا أيضًا، الصلاة هي أعظم قلعة وحصن للمؤمن، وهي المكان الذي نستطيع اللجوء إليه في أي وقت من النهار أو الليل، فالقوة والحماية اللتان نجدهما في محضر الله لا تضاهيان ما يقدِّمه لنا العالم الحاضر، كما أنَّ الضمانة التي نجدها في اسم يسوع وفي دمه الكفاري أكبر بكثير  من تلك الكامنة وراء جدران مصنوعة من الحجارة أو الحديد أو الاسمنت. فلقد وعدنا يسوع قائلًا

‘‘اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي ٱلسَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي ٱلسَّمَاءِ. وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ،  لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِٱسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ’’ (متى 18: 18-20)

لقد أوجد لك يسوع ملاذًا آمنًا سماويًّا، فالجأ إليه عندما يهاجم التشويش أو الخوف أو الشكّ ذهنك، وصلِّ طالبًا منه أن يحاوطك بحمايته وأن يمدَّك بقوَّته لكي تثبت في وجه أي تضليل

صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّك وهبتني أمان قوَّتك وخلاصك، وبما أنَّك بنيتَ ملكوتك في قلبي، أطلب قوَّتك لهزم مشاعر الخوف والشك والتشويش. أصلي باسم يسوع. آمين