النصرة في القيامة
أبريل 25, 2022
مُمتلئ رهبةً
أبريل 27, 2022

إله غيور

“لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، إِلهٌ غَيُورٌ” (تثنية 4: 24).

في الإصحاح الثاني من سفر القُضاة لم يكن بنو إسرائيل قد بدأوا في تحدِّي الله والتمرُّد ضده علانيةً. لقد استمروا في التزامهم الديني، وفي القيام بالأعمال الخيرية، ولكنهم نسوا من هو الله. هم لم يُنكروا يهوه ولم يزيلوه من مجتمعهم، ولكنهم دفعوه جانباً ولم يعطوه مكانته في وسطهم. لقد أرادوا أن يعبدوا الله، لكنهم أرادوا أيضًا الاستمتاع بطرق كنعان.

بدأ تدهور إسرائيل يحدث بتقديم تنازلات روحيَّة، وهي نفس التنازلات الروحية التي نراها الآن في بلادنا؛ فنجد كنائستنا تتنازل عن حق الإنجيل، ونرى العديد من الذين يدَّعون أنهم مؤمنين كتابيين يتنازلون عن الحق الكتابي والأخلاق الكتابية، رغبة منهم في اظهار أنهم غير مُتعصِّبين.

الحقيقة هي أن إلهنا هو إله مُتعصِّب، وله الحق في ذلك، فهو يقول لنا: “لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ” (خروج 20: 4-5). هذه عبارة غير متسامحة من إله مُتعصِّب بحق، وهذا هو ما قصده عندما أخبرنا أنه إله “غيور”، فهو لن يشارك شعبه مع آلهة أخرى، ولن يتسامح مع عبادة الأصنام.

التسامح ليس دائمًا فضيلة، فإظهار التسامح تجاه الخطية، وعبادة الأصنام، والتجديف، والممارسات الشيطانية، والفسق ليس فضيلة على الإطلاق. مثل هذا التسامح يعد إهانة لله، وينبغي أن يكون إهانة لنا.

عندما يتسامح المؤمنون مع الشر، ويسمحون بالمساومة على مبادئ الأخلاق الكتابية، لن يكون المسيح على العرش كرب، وبمجرد أن ينزل إلى كونه مجرد طريق من عدة طرق مؤدية إلى الله، وليس الحق، والحياة، والطريق الوحيد المؤدي إلى الله الآب، فمن المؤكد أن يتبع ذلك النسبية الأخلاقية. بمجرد أن تصبح المسيحية مجرد فلسفة دينية أخرى، تكون بذور الدمار قد زُرِعَت. إن الإيمان المسيحي الحقيقي ليس مبدأً أخلاقيًا أو ممارسةً روحيةً، بل هو علاقة مع الشخص الذي هو الطريق الوحيد للحياة الأبدية.

صلاة: سامحني يا رب على فتوري الروحي. أريدك أن تملُك على عرش حياتي وأن أحب ما تحبه، وأن يكون ما يسيء إليك يسيء إليَّ. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين.