ابتعدوا عن الرياء

 ‘‘تَحَرَّزُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِي هُوَ ٱلرِّيَاء’’ (لوقا 12: 1)

اقرأ لوقا 12: 10-12

نقرأ في الأصحاح 11 من إنجيل لوقا أن يسوع دخل في جدال حاد ومحتدم مع بعض رجال الدين المرائين ممَّن حاولوا استفزازه للإيقاع به، لكنَّه التفت نحو تلاميذه وقال لهم، ‘‘احترسوا من التأثير المفسِد لرجال الدين المرائين’’

ثمَّ تكلَّم يسوع بإيجاز عمَّا يجب علينا فعله لكي ننجو من الهلاك الأبدي الناتج عن السلوك في طريق المرائين، داعيًا إيَّانا إلى إكرام الآب، وإكرام الابن، وإكرام الروح القدس. يجب أن نكرم أقانيم الله الثلاثة لكي يُكرمنا الله

أوَّلًا، يوصينا يسوع بإكرام الآب: ‘‘خَافُوا مِنَ ٱلَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ’’ (لوقا 12: 5).  الآب هو مَن سيدين الجميع. لا يخفى عنه أيّ سرّ، ولن يتمكَّن أي مراءٍ من الوقوف أمامه في اليوم الأخير، فمثلما يختفي الخمير داخل العجين ولا يظهر تأثيره إلا عند تخمُّره وارتفاعه، هكذا أيضًا ستُستعلَن حياة المرائين المكتومة (لوقا 12: 1-2). وهكذا، تمتلئ حياة من يحبُّونه فرحًا فيما يعيش المراؤون في رهبة وخوف

ثانيًا، يحثُّنا يسوع على إكرام الابن: ‘‘وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلَائِكَةِ ٱللهِ’’ (عدد 8). كلُّ مَن لا يعترف بيسوع ربًّا ومخلِّصًا سيسمع من ملك الملوك أخطر كلام يمكن تخيُّله، ‘‘لم أعرفك قطّ’’ (متى 7: 23)

وسيقول له البعض، ‘‘لكنَّنا ارتدينا زيًّا إكليركيًّا! وطبَّقنا بعض وصايا الكتاب المقدس!’’ لكن يسوع سيجيبهم، ‘‘لم أعرفكم قط’’. يا أصدقائي، احترزوا من خمير الفريسيين

ختامًا، يدعونا يسوع إلى إكرام الروح، ‘‘وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَا يُغْفَرُ لَهُ’’ (لوقا 12: 10). يعني التجديف على الروح القدس رفض شهادة الروح المتعلِّقة بيسوع. فهو يشهد ليسوع ويعلن أنَّه ليس بغيره الخلاص. يساوم المراؤون دائمًا على هذا الحق، وهم بذلك يهينون روح الله القدوس، فيدينون أنفسهم بكلامهم

كلُّ من يتمسَّك بالحقّ بدون مساومة سيكون له ضيق في هذا العالم، لكنَّ يسوع شجَّعنا قائلًا، ‘‘وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَم’’ (يوحنا 16: 33)

صلاة: أبي السماوي، ساعدني أن أركِّز عليك لئلَّا أبتعد عن الحق أو أسعى إلى تمجيد ذاتي وطرقي. أريد أن أتبع طريقك، الطريق الوحيد المؤدي إلى الحياة الأبدية، عبر الثقة بدم المسيح المنسكب من أجل غفران خطاياي. شكرًا يا رب. أصلِّي باسم يسوع. آمين