ابتعدوا عن الرياء
ابتعدوا عن الرياء
يونيو 15, 2023
استعدُّوا لمجيء يسوع
استعدُّوا لمجيء يسوع
يونيو 17, 2023

ثِقوا بالرب وحده

ثِقوا بالرب وحده

ثِقوا بالرب وحده

 ‘‘مِنْ أَجْلِ هَذَا أَقُولُ لَكُمْ: لَا تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلَا لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلطَّعَامِ، وَٱلْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ ٱللِّبَاسِ’’ (لوقا 12: 22-23)

اقرأ لوقا 12: 13-34

فيما كان يسوع يعلِّم عن الرياء ويتجادل مع الفريسيين كاشفًا أسرار الملكوت لتلاميذه، قاطعه واحد من الجمع وطلب منه تسوية نزاع حول الميراث مع أخيه!

جاء طلبه غريبًا وغير متوقَّع، ولم تكن له أي علاقة بما كان يسوع يعلِّمه، لكنَّ يسوع اغتنم هذه الفرصة ليعلِّم تلاميذه عن قوَّة الطمع

يتعلَّق الرياء بالعالم الروحي فيما يتعلَّق الطمع بالعالم المادي، لذا، هما خطيَّتان مختلفتان تمامًا، لكن يوجد رابط بينهما، فمثلما ينخدع الناس بالتعاليم المضلِّلة، وهذا ما يعنيه الرياء، يمكن أن ينخدعوا أيضًا بالمادية المضلِّلة.

يعلن الكتاب المقدس بوضوح أنَّ ‘‘مَحَبَّةَ ٱلْمَال’’، وليس المال بحدّ ذاته، ‘‘أَصْلٌ لِكُلِّ ٱلشُّرُور’’        (1 تيموثاوس 6: 10). فالطمَّاع لا يكتفي أبدًا، بل هو يطلب دائمًا المزيد، وهو ليس غنيًّا بالله، لأنَّ المال يغرينا ويجعلنا ننسى الرب (أمثال 30: 7-9)

في لوقا 12، يربط يسوع محبَّة المال بالقلق ويوضح أنَّه يستحيل للحياة الممتلئة بالفرح أن تكون متجذِّرة في مدَّخراتنا المؤقتة. فالحياة الفيَّاضة هنا والآن تأتي من إدراكنا أنَّنا سنمضي الأبدية في السماء مع يسوع.

عندما ندرك أنَّنا نستمدُّ مواردنا كافَّة، وحتَّى أنفاسنا، من الله، نكتشف أنَّ القلق بشأن المال وصراعات الحياة جهالة، وقد أوضح يسوع أسبابًا عدَّة لذلك في إنجيل لوقا 12: 22-34. أوَّلًا، نحن الأولويَّة الأولى لدى الرب. نحن أهمّ من أي شيء آخر في الخليقة كلِّها بالنسبة إليه (رومية 8: 32). ثانيًا، نحن الآنية التي تتلقَّى تدبيره المجيد، وكلُّ عطيَّة صالحة وكاملة في حياتنا تأتي من لدنه (يعقوب 1: 17). ثالثًا، لقد منحنا الله، بصفتنا أبناءه، امتيازات يستحيل أن نكتسبها عن استحقاق؛ فبفضل ذبيحة يسوع على الصليب، صرنا ورثة لله وشركاء في الإرث مع المسيح (رومية 8: 17). فالله يرعانا ويباركنا كما يبارك الأب أبناءه بقلب كامل ومكرَّس

يشير حقّ كلمة الله إلى أنَّ هذا الرجل الذي وقف أمام يسوع طالبًا منه تسوية النزاع على الميراث هو جاهِلٌ قَلِق، لكنَّ الفرق بين مَن يغذّي قلقه ومَن يمتنع عن ذلك هو مدى تركيزه على الله. لذا، كلَّما اتَّخذنا قرارًا، سواء كان ماليًّا أو متعلِّقًا بأمور أخرى، يجب أن نختار اكتناز كنوز في السماء والثقة بأبينا الصالح

صلاة: يا رب، ساعدني أن أميِّز النواحي التي أسلك فيها بالطمع في حياتي، وعلِّمني أن أتخلَّى عن قلقي لكي أثق بك. فعندما ألتجئ إليك، لا يعوزني شيء من الخير (مزمور 34: 10). ساعدني أن أعيش بفرح وأن أتمسَّك بوعودك الأكيدة. أصلي باسم يسوع. آمين