التأديب العلني: متى يجب أن تتكلم الكنيسة

حقيقة متى 18: رد الأخوة بالمحبة
أغسطس 18, 2025
إلهنا كلي العلم وكلي الوجود
أغسطس 21, 2025
حقيقة متى 18: رد الأخوة بالمحبة
أغسطس 18, 2025
إلهنا كلي العلم وكلي الوجود
أغسطس 21, 2025
Show all

التأديب العلني: متى يجب أن تتكلم الكنيسة

“وإنْ لم يَسمَعْ مِنهُمْ فقُلْ للكَنيسَةِ. وإنْ لم يَسمَعْ مِنَ الكَنيسَةِ فليَكُنْ عِندَكَ كالوَثَنيِّ والعَشّارِ ” (متى 18: 17).

اقرأ متى 18: 15-17.

حذرنا يسوع من خطورة الخطية. ولهذا من الضروري أن تشارك الكنيسة المحلية في تقديس جسد المؤمنين. لدينا مسؤولية للأهتمام بعضنا ببعض وحمل أعباء بعضنا (انظر غلاطية 6: 1-2) بما في ذلك التأديب بدافع الحب للنفوس الضالة. لذا عندما يفشل التوبيخ الخاص، يأمرنا الرب باتخاذ خطوات إضافية في التأديب العلني.

عندما يرفض المُخطئ تصحيح موقفه من خلال مواجهة خاصة مع اثنين أو ثلاثة من المؤمنين—أي عندما يعترف الشخص بالخطأ لكنه لا يتوب—يقول يسوع: “قُلْهُ لِلْكَنِيسَةِ” (متى ١٨: ١٧). لم يَعُد الأمر شخصياً بعد الآن، لا بدّ أن تعرف الكنيسة، لأن الجسد يجب أن يحمي نفسه.

فالخطيّة، إن تُركت دون مواجهة، تُفْسِد الكل (انظر ١ كورنثوس ٥: ٦). والغاية ليست أبدًا الانتقام أو التشهير أو الإذلال. يجب ألّا تتصرّف الكنيسة بتكبّر، بل بتواضع، مصلّين بحرارة من أجل النفس غير التائبة. هذا هو الحب الذي يقف بثبات ويقول إن الله يُبغض الخطيّة لكنه يُحبّ الخطاة.

وإن فشلت المناشدة العلنية، يقدم يسوع الخطوة الأخيرة: “لِيَكُنْ عِندَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ” (متى ١٨: ١٧). هذا كلام صارم. قد يكون غير مريح، لكنه الحق. في زمن يسوع، كان الوثنيون يُعتَبَرون خارج عهد الله، لا يُسمح لهم بدخول الهيكل أو المشاركة في وعود الله. أما العشّار فكان يهوديًا من الناحية العرقية، لكنه كان يجمع الضرائب لصالح السلطة الرومانية المُحتلّة، لذلك أعتُبر خائنًا ومتعاونًا مع العدو. لذلك، يطلب يسوع معاملة غير التائب كأنه لم يَعُد من جماعة المؤمنين.

هذا ما سمّته الكنيسة الأولى “الحرمان الكنسي” إنه قطعٌ مؤلم لكنه ضروري، ومع ذلك، هو فعل محبة. فالرفض موجَّه إلى الخطيّة، لا إلى الشخص. نستمر في المحبة ونسعى للتواصل. لكن لا نتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. الله قدّوس، ويرغب أن يرد القديس الساقط لا أن يدمره. لا بدّ أن تحمل المساءلة هذه الرسالة: نُحبّك كثيرًا لدرجة أننا لا نستطيع تجاهل خطيّتك. نشتاق إلى توبتك. نُصلّي من أجل عودتك.

فحتى في التأديب، تُعلِن الكنيسة الإنجيل: فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ” (أعمال الرسل ٣: ١٩).

صلاة: أبي السماوي، ساعدني حتى أفهم خطورة الخطية وضرورة التخلص منها في حياتي وحياة المؤمنين وحياة الكنيسة. ساعدني حتى أسعى نحو القداسة متكلاً على نعمتك ومحبتك. ساعدني حتى لا أنسحق من التوبيخ ولا أؤذي إخوتي وأخواتي عندما أنصحهم. أشكرك من أجل عائلة الله. أصلي باسم يسوع. آمين.