نحبُّ كما أحبَّنا يسوع
يناير 13, 2024
القرار الأهم على الإطلاق
يناير 15, 2024

العيش ليسوع

اقرأوا لوقا 10: 30-37

فَأَيَّ هَؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ ٱللُّصُوصِ؟ (لوقا 10: 36)

‘‘وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟’’ (لوقا 10: 29). ألا يشبه هذا كلام المحامين؟ كان الرجل يعلم أنَّ الله أوصاه بأن يحب قريبه، لكنَّه أراد معرفة التحديد الدقيق لكلمة ‘‘قريب’’ ليتأكد من فعله كلَّ ما يلزم لينال الحياة الأبدية، ولكنَّ يسوع، وبدلاً من الإجابة ببساطة عن هذا السؤال، روى له مَثَلاً يعكس حياته، ويشكِّل نموذجًا مثاليًّا يقتدي به كلُّ تلميذ ليسوع

تجسِّد أعمال السامري الصالح تضحية يسوع من أجلنا في الجلجثة، والحياة التي يجب أن نعيشها بصفتنا شعبه المفديّ. أوَّلا، السامري توقَّف. وهذا بحدِّ ذاته خيار رائع لأنَّ الناس يتعرَّضون للسرقة ويُتركون ليموتوا على هذا الطريق المحفوف بالمخاطر. لكنَّ الرجل توقَّف مثلما توقَّف يسوع أيضًا من أجلنا. فهو جاء إلى الأرض ليتحمَّل أسوأ ما في هذا العالم الآثم، ولم يأخذ أحد حياته، بل هو وضعها من تلقاء نفسه (يوحنا 10: 18)

ثانيًا، السامري تقدَّم. إنَّ التوقُّف وقول كلام لطيف مختلف تمامًا عن التقدُّم والدنوّ لتقديم المساعدة. وكما ذكرت، لم تكن توجد أيُّ علاقات أو تعاملات بين اليهود والسامريين، لذا، عندما دنا السامري من الرجل اليهودي واهتمَّ به، عرَّض نفسه للعار والازدراء من سائر السامريين. هكذا أيضًا، دنا يسوع منَّا، تاركًا أمجاده السماويَّة ليُعلَّق على الصليب، وتحمَّل ما نستحقُّه من عار واستهزاء بسبب خطايانا

ثالثًا، السامري خدم. فهو فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِ الرَّجل الجريح، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ، وهكذا أصبح خادمًا للغريب لكي يساعده. وابن الإنسان أيضًا لم يأتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ (مرقس 10: 45). كلُّ ما قام به السامري يهدف إلى إنقاذ الرجل المحتاج، وكلُّ ما قام به يسوع يهدف إلى خلاص الخطاة اليائسين، ولو على حساب حياته

إذا أردنا أن نكون تلاميذ ليسوع، يجب أن نتوقَّف حيث لا يجرؤ الآخرون أن يتوقَّفوا، وأن ندنو من المتألِّمين لمساعدتهم، وأن نخدم الآخرين ونحبَّهم كما فعل يسوع، وأن نشاركهم خبر الخلاص السار. هكذا يعمل يسوع من خلال تلاميذه الحقيقيِّين ليطلب ويخلِّص ما قد هلك

صلاة: يا رب، أشكرك من أجل كلمتك التي تعلِّمني كيفية السلوك في طرقك الإلهية. ساعدني أن أرى الاحتياجات من حولي واملأني محبَّة وتواضعًا لكي أضع الآخرين قبل نفسي كما فعل يسوع. أصلي باسم يسوع. آمين