الولاء ليسوع
يناير 12, 2024
العيش ليسوع
يناير 14, 2024

نحبُّ كما أحبَّنا يسوع

اقرأ يوحنا 13: 34-35

وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا (يوحنا 13: 34)

‘‘وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا’’ (يوحنا 13: 34 أ). قد نفكِّر في البداية: “كيف يمكن أن تكون هذه الوصية جديدة؟ ألم يعلِّم يسوع أنَّ الوصيتين الأولى والثانية العظميين هما أن نحبَّ الله ونحبَّ قريبنا؟’’ ( متى 22: 35-40). لكنَّ يسوع يعطينا الجواب في الجملة التالية: ‘‘كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا’’ (يوحنا 34:13 ب). هذا هو الجديد في الأمر. لم يختبر أحد محبة مثل محبة يسوع. فمحبَّته أسمى من أيِّ محبَّة عرفها العالم. ثم يعلَّمهم يسوع: ‘‘بِهَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي’’ (الآية 35). أحبائي، يجب أن نحبَّ كما أحبَّنا يسوع، وبهذا يعرف الناس أنَّنا تلاميذ يسوع، عندما نقتدي به

لقد حرص يسوع، قبل مشاركة هذه الوصيَّة مع تلاميذه، على إعطائهم صورة واضحة عن اتجاه القلب الذي يُظهر محبته التي لا تُضاهى، فقام عن العشاء، وغسل أرجل تلاميذه. في ذلك الوقت، كان الناس يسيرون حفاة الأقدام أو ينتعلون صنادل ذات نوعية رديئة، وكانوا يسيرون في كل مكان على الطرق الترابية الموحلة حيث تسير الحيوانات أيضًا

في تلك الأيام، كانت مهمة غسل الأقدام محصورة بالخادم الأدنى مرتبةً في المنزل، ومع ذلك، قام يسوع، وهو ملك الملوك، والألف والياء، وأخذ منشفة وبدأ يفرك أصابع أقدام تلاميذه، وهو عمل مذهل تمامًا. واللافت أيضًا هو أنَّ يسوع، وبالرغم من معرفته أن  يهوذا كان قد وافق بالفعل على خيانته (لوقا 3:22-6؛ متى 14:26-25)، لم يتردَّد في غسل قدميه

وما هي إلَّا ساعات قليلة، حتَّى تركه التلاميذ جميعًا، ومع ذلك، ‘‘أحبَّهم يسوع إلى المنتهى’’ (يوحنا 13: 1). فمحبَّة يسوع ليست محبَّة فانية، أو أنانيَّة، أو تملُّكيَّة. محبَّته هي محبة جديدة، فائقة للطبيعة، لا مثيل لها في العالم كله. إنها المحبة التي دُعينا، نحن تلاميذه، إلى ممارستها

لا نستطيع ابتكار هذا النوع من المحبَّة، فنحن لا نحبُّ على هذا النحو إلَّا عندما نسمح لمحبة الله بالتدفُّق من خلالنا؛ وهو أمر يتطلَّبُ اعتمادًا كاملًا على الروح القدس

ليس هذا النوع من المحبَّة سهلًا، لكن عندما نثبِّت أنظارنا على عطيَّة نعمة الله الهائلة، وعلى فيض غفرانه لنا، فإنَّنا نصبح مستعدِّين لإبداء هذه النعمة نفسها للأشخاص المحيطين بنا

صلاة: أبي السماوي، أنا أقف مذهولًا أمام تواضعك ومحبَّتك. علِّمني أن أظهر هذه المحبَّة الرائعة للآخرين بقوَّة روحك. أريد أن أكون قناةً تنقل محبَّتك للأشخاص الذين تضعهم في حياتي. أصلي باسم يسوع. آمين