تلاميذٌ ليسوع
يناير 11, 2024
نحبُّ كما أحبَّنا يسوع
يناير 13, 2024

الولاء ليسوع

اقرأ لوقا 14: 25-35

إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلَا يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَٱمْرَأَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا (لوقا 14: 26)

نقرأ في الأصحاح 14 من إنجيل لوقا أنَّ جموعًا كثيرة كانت تتبع يسوع، كما كانت الحال دائمًا. هنا، تقول الحكمة التقليدية، ‘‘يا يسوع، اجذبهم إليك أوَّلًا. قُل لهم الكلام الذي يريدون سماعه، وأخبرهم كم أنَّهم رائعون. قُل لهم أن يطلبوا ما يشاءون فيكون لهم’’، أو يمكننا أن نسديه نصيحة قائلين، ‘‘لا تكشف لهم الثمن الحقيقي للتلمذة. ابدأ بدراسة قصيرة من الكتاب المقدس، ومن ثمَّ انتقل تدريجيًّا إلى الأمور الصعبة’’. لكنَّ يسوع لم يعتمد هذه الطريقة

في الواقع، لا توجد تفاصيل مضلِّلة أو كلام معسول مع يسوع، فهو يوضح تمامًا الثمن الذي يدفعه مَن أراد أن يكون تلميذًا له، وهو الولاء بدون قيود. فهو قال إنَّ مَن لا يُبْغِضُ عائلته وحَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، لَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا له (لوقا 14: 26). ثمَّ أضاف، ‘‘وَمَنْ لَا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا’’ (آية 27)، وهكذا أعلن يسوع بوضوح أنَّ على مَن يريدُ أن يتبعه أن يقوم بتضحيات، وأهمّها الالتزام به بدون أيّ رادع

 ربَّما أنتَ تفكِّر الآن، ‘‘لكنَّ هذا الكلام يبدو قاسيًا! هل يريد يسوع حقًا أن أبغض عائلتي؟’’ طبعًا لا، بل هو يريد منك أن تحبَّ عائلتك محبَّة إلهيَّة غير أنانيَّة لا تأتي إلا من الالتزام الكامل بالله الذي هو محبة. يقول يسوع لكلِّ مَن يريد أن يصبح تلميذاً له إنَّ أيَّ محبة لا تنبع من ولائنا لفادينا هي محبة تملّكيَّة تنافس يسوع على مشاعرنا، وهي أيضًا محبَّة أنانيَّة في أحسن حالاتها، ويستحيل أن تكون أبديَّة، في حين أنَّ المحبَّة المنبثقة من حياة متحررة من الخطية والموت بدم المسيح هي أسمى وأعمق وأغنى ممَّا نفتكر

إنَّ ما يتمتَّع به تلاميذ يسوع الحقيقيُّون من ولاء والتزام تجاهه يحثُّهم على أن يحبُّوا كما أحبَّهم المسيح، وعلى أن يشهدوا له، ويطلبوه بجرأة، ويعبدوه بكل ناحية من نواحي حياتهم، سواء كان بأموالهم، أو وقتهم، أو طاقتهم، أو شفاههم. يقدِّر التلاميذ الحقيقيون العلاقة الحميمة بيسوع أكثر من الترفيه، والصلاة أكثر من القوة، والحقّ أكثر من الكنوز الأرضية، والاستسلام أكثر من النجاح الدنيوي. لقد كلَّم يسوع تلاميذه بصدق ووضوح عندما دعاهم إلى التفكير في كلفة اتباعه، لأنَّ الالتزامَ بقلب فاتر لا ينفع

صلاة: يا رب، لقد حسبتُ الكلفة ووجدت أن عيش حياتي من أجلك بما يجعلني أسلك في حقِّك وأحمل ثمر الروح يستحقُّ كلَّ مشقَّة لأجل اسمك. أصلِّي باسم يسوع. آمين