تحمَّلوا ثقافة الإلغاء من أجل المسيح

استعدُّوا لمجيء يسوع
استعدُّوا لمجيء يسوع
يونيو 17, 2023
تعامل مع كبريائك
تعامل مع كبريائك
يونيو 19, 2023

تحمَّلوا ثقافة الإلغاء من أجل المسيح

 ‘‘أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لِأُعْطِيَ سَلَامًا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ كَلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ ٱنْقِسَامًا.’’ (لوقا 12: 51)

اقرأ لوقا 12: 49-59

الملك يسوع هو الحلّ الوحيد للعنف والانقسام، فيسوع وحده قادر أن يغيِّر قلب الإنسان لكي يحبّ الآخرين بصرف النظر عن اختلافاتهم

لكنَّ هذا لا يعني أنَّ يسوع يجلب الوحدة فحسب، فهو قال في إنجيل لوقا 12 إنَّه جاء ليُحدث انقسامًا أيضًا، لكنَّ هذا الانقسام لا يتمّ بالقوَّة أو بالإكراه، ولا بطلب من المؤمنين، بل ينشأ بين من يحبون يسوع ويعبدونه وحده من جهة، ومَن رفضوه جملةً وتفصيلًا من جهة أخرى

أحدث إنجيل يسوع المسيح انشقاقًا بين البشر على مدى ألفي سنة، وقسمهم إلى فئتين: المخلَّصون والضالون؛ المفديون والرازحون تحت اللعنة؛ مَن سيمضون الأبدية في السماء مع يسوع ومَن سيمضونها في الجحيم مع الشيطان. ليس هذا الانقسام واقعًا مفروضًا على الناس لكنَّه وليد خياراتهم الفرديَّة

قال يسوع، ‘‘جِئْتُ لِأُلْقِيَ نَارًا عَلَى ٱلْأَرْض’’ (لوقا 12: 49). للنار هدف مزدوج: هي تُحرق لكنَّها تنقِّي أيضًا، وهي تكشف مدى قابليَّة الشيء للاشتعال، فالقشّ، مثلًا، يشتعل بسرعة وتلتهمه النار في ثوانٍ، خلافًا للذهب الذي لا يحترق، بل يتنقَّى تحت تأثير النار. ينطبق هذا المبدأ على الإنجيل أيضًا: فهو إمَّا أن يلتهم الإنسان أو أن ينقِّيه استنادًا إلى مدى تجاوبه مع الحق

عندما ذهب يسوع إلى الصليب، حمل الدينونة، أي النار. هذا هو الخبر السار. وكلُّ مَن يثق به ويرجع عن خطيَّته هو حرٌّ، لأنّ يسوع تحمَّل الدينونة ودفع الثمن بالنيابة عنه، أمَّا كلّ مَن رفض يسوع، فسيواجه يوم الدينونة لا محالة

عندما قال يسوع هذا الكلام في الأصحاح 12 من إنجيل لوقا، أراد أن يدرك تلاميذه أنَّ مجَّرد ذكر اسمه قد يسبِّب المشاكل ويثير الأحقاد والاضطهاد، وهو أراد تحذيرهم وتحضيرهم. فاختيار التشبُّه بيسوع سيخلق صراعًا بين تلاميذه وكلِّ مَن يستهزئ باسمه. وطوال السنوات اللاحقة، لم يتغيَّر الوضع بالنسبة إلى أتباع يسوع

إنَّ الثقة بيسوع مكلفة، فهي تجعلكم مكروهين ومحتقرين، وحتَّى، مَلغيِّين، لكن سلامه أعظم من أيّ شدَّة يضعها العالم في طريقكم

صلاة: يا يسوع، أشكرك لأنَّك دعوتني من الظلمة إلى نورك. أنا أعلم أنَّك خلَّصتني من الدينونة العادلة التي أستحُّقها، وكسوتني ببرِّك بفضل نعمتك العظيمة. علِّمني أن أتمسَّك بحقِّك أيًّا تكن التحديات التي أواجهها، وأن أدعو الضالين ليذوقوا ويروا أنَّك صالح. أصلِّي باسم يسوع. آمين