شفاء عن بُعد
يوليو 2, 2025إشباع الخمسة آلاف
يوليو 4, 2025“قالَ لهُ يَسوعُ: «قُمِ. احمِلْ سريرَكَ وامشِ.” – يوحنا 5: 8
اقرأ يوحنا 5: 1-15.
في أيام يسوع، كانت هناك بركة في أورشليم تُسمى بركة بيت حسدا اشتهرت بسمعتها في الشفاء عندما يحرك الملاك مياهها بين الحين والآخر، وكان من ينزل أولاً بعدها ينال الشفاء من أي مرض يعاني منه.
لم يخبرنا إنجيل يوحنا عن عدد الأشخاص الذين كانوا عند البركة في ذلك اليوم، ربما كانوا عشرات، وربما مئات. لكن يسوع اختار رجلًا معينًا كان عاجزًا عن المشي منذ 38 عامًا، ثم سأله “هل تريد أن تبرأ؟” (يوحنا 5: 6). قد يبدو سؤال سخيف، لكن من المؤكد أن ربنا لا يسأل أسئلة غبية. لقد سأل يسوع الرجل هذا السؤال ليس من أجل معلوماته الخاصة، ولكن من أجل خير الرجل نفسه.
من الغريب أن هناك أشخاص لا يريدون أن يصبحوا أصحاء، ولا يريدون تدخل الله في مشاكلهم. هؤلاء الأشخاص لا يريدون أن ينالوا القوة لضعفهم. قد يقولون إنهم يريدون الشفاء، لكنهم في الحقيقة تأقلموا مع حالتهم. فالبعض يستمتعون بكونهم الضحية ويحبون الانتباه. وآخرون يخافون التغيير، يعلمون أنه إذا تحسنوا، سيكون عليهم أن يتحملوا مسؤولية حياتهم.
أجاب الرجل يسوع قائلاً، “يا سيِّدُ، ليس لي إنسانٌ يُلقيني في البِركَةِ مَتَى تحَرَّكَ الماءُ. بل بَينَما أنا آتٍ، يَنزِلُ قُدّامي آخَرُ (الآية 7). وكأنه أراد أن يقول: نعم، أريد أن أبرأ، ولكنني بحاجة إلى مساعدة، لذلك فقدت الأمل. لم يرد يسوع على يأسه بأن قال له “اصبر واحتمل.” لم يعرض عليه أن يجعله أكثر راحة بفراش جديد أو ببعض الطعام. لا، هذا هو رب المجد، إله الكون! تعامل مع الرجل المريض بشكل معجزي يتناسب مع كونه الإله العظيم ، مما قدم لنا برهان آخر على تفرّده.
أولاً، طلب يسوع من الرجل أن يفعل المستحيل: “قم!” (الآية 8). طلب من الرجل أن يفعل شيئًا لم يستطع فعله لمدة 38 عامًا. هل بوسعك أن تفعل ما بدا مستحيلاً إذا طلب منك يسوع ذلك؟ عندما أطاع الرجل، حدثت المعجزة وتم شفاؤه.
ثانيًا، قال يسوع للرجل أن يحمل فراشه (انظر الآية 8). كان بإمكانه أن يطلب من شخص آخر مساعدته، فلماذا طلب يسوع من الرجل أن يحمل فراشه بنفسه؟ أراد أن يؤكد له أن شفائه كان دائمًا. ربما شك الرجل ولو للحظة، قائلًا: “سأترك فراشي هنا. لا أريد أن أفقد مكاني إذا لم يستمر هذا الشفاء.” لكن يسوع أراد أن يُعلمه، ويعلمنا أيضاً، أنه لا يجب أن نُعدّ العدة للرجوع إلى حالتنا المكسورة بعد أن نتم خلاصنا.
ثالثًا، قال يسوع للرجل أن يمشي (انظر الآية 8). جعل يسوع الرجل كاملاً. لم يعد بحاجة لمن يحمله أو يرعاه، تلك الأيام قد انتهت. يسوع نفسه الذي يعطينا القدرة على النهوض، هو نفسه الذي سيعطينا القوة لنكون أقوياء يوميًا.
في وقت لاحق من ذلك اليوم، وجد يسوع هذا الرجل في الهيكل وقال له، “انظر، قد صرت صحيحًا. لا تخطئ أيضًا لئلا يصيبك أسوأ من هذا” (الآية 14). كان هذا الرجل بحاجة إلى شفاء جسدي عند البركة، ولكن أكثر من ذلك، كان بحاجة إلى شفاء روحي. من خلال تحذيره من خطيته، كان يسوع يدعوه إلى حياة جديدة، نقية وكاملة أمام الآب. قد صار الرجل قادراً على استخدام ساقيه، ولكن هذا لا يقارن بهدية وجوده في مجد السماء.
صلاة: ما أعظم أعمالك يا رب! عندما تجدّد وتفتدي، تفعل ذلك بالكامل. أعلم أنك تُعدّ لي مكانًا حتى الآن وتعدني لأخذ مكاني فيه. أتطلع إلى عرس الحمل في السماوات الجديدة والأرض الجديدة. وإلى أن يحدث ذلك، استمر في تغييري واستخدمني لمجدك ولملكوتك. أصلي باسم يسوع. آمين.