ماء إلى خمر
يوليو 1, 2025شفاء عند البركة
يوليو 3, 2025“قالَ لهُ يَسوعُ: اذهَبْ. اِبنُكَ حَيٌّ. فآمَنَ الرَّجُلُ بالكلِمَةِ الّتي قالها لهُ يَسوعُ، وذَهَبَ.” – يوحنا 4: 50
اقرأ يوحنا 4: 43-54.
عندما بدأ يسوع عن خدمته في الناصرة حيث تربى، رفضه الناس، حتى أنه قال ذات مرة “الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ ليس نَبيٌّ مَقبولًا في وطَنِهِ” (لوقا 4: 24؛ انظر أيضًا يوحنا 4: 44). ببساطة، لم يستطع أهل الناصرة تصديق أن الشاب الذي عرفوه، الفتى الذي نشأ في وسطهم، ابن النجّار المحلي، هو المسيح الذي كانوا ينتظرونه جميعًا. عندما قرأ يسوع من كتاب إشعياء في المجمع وأعلن عن تحقيق النبوة التي جاءت في الكتاب المقدس وكيف أنه اليوم تم المكتوب والذي قرأه على مسامعهم، ذُهل الجميع وقالوا أليس هذا ابن النجار(انظر لوقا 4: 16-28). في الواقع، حاولوا رميه من فوق الجرف (الآية 29).
لكن في وقت لاحق، بعد أن سمع الجليليون عن المعجزات التي صنعها يسوع في أورشليم خلال عيد الفصح (انظر يوحنا 2: 23)، رحبوا به (انظر 4: 45). أثناء سفره في الجليل مرة أخرى، زار يسوع قانا، القرية التي حول فيها الماء إلى خمر، معلناً سلطانه على الطبيعة وهنا أعتقد أنه عاد عمدًا ليتقابل مقابلة خاصة مع رجل نبيل. بينما كان هناك، جاء إليه موظف في بلاط الملك هيرودس. في عيون العالم، كان رجلًا ذا مكانة وسلطة، حتى أنه إذا أراد مقابلة الملك هيرودس، لم يكن يحتاج إلى موعد. ومع ذلك، قطع المسافة من كفرناحوم حتى جاء إلى يسوع.
كان لهذا المسؤول ابن مريض في بيته، وكان يعلم أنه إذا لم يتغير شيء قريبًا، سيموت ابنه العزيز. خلف اللقب والثروة والمكانة، كان هذا الرجل أبًا لديه احتياج ولذلك ذهب إلى يسوع وتوسل إليه ليأتي ويشفي ابنه.
ماذا كان رد يسوع؟ وبّخه وكل الجليليين الذين كانوا يستمعون إليه: “إن لم تروا آيات وعجائب، فلن تؤمنوا أبدًا” (يوحنا 4: 48). قد تميل إلى التفكير بأن يسوع كان غير حساس في رده، لكنه كان يعرف أن هذا الرجل لم يكن بحاجة إلى معجزة فورية. كان يحتاج إلى شيء أكثر: إيمانًا عميقًا وراسخًا في يسوع.
إذا انتظرت أن ترى حتى تؤمن، فقد لا تؤمن أبدًا، لأن الإيمان الحقيقي يثق بالله قبل ظهور الأدلة. يمكن أن تخلق المعجزات الفورية روحًا متشككة، لذلك يسوع أرسل الرجل بوعد بسيط: “اذهب، ابنك حيّ” (الآية 50). لم يذهب يسوع مع المسؤول إلى كفرناحوم. لم يعطه علامة أو دليل على أن ابنه سيعيش. ببساطة، أعطاه وعده، الأمر الذي كان بمثابة دورة تدريبية لتطوير الإيمان.
لكن هناك سببًا آخر من أجله أرسل يسوع الرجل بوعد بسيط. أراد أن يفهم الجميع الذين استمعوا إليه آنذاك والآن أيضًا أن الله لا يستجيب دائمًا صلواتنا بالطريقة التي نتوقعها. يجب أن يكون إيماننا في يسوع عميقًا بما فيه الكفاية، واسعًا بما فيه الكفاية، عاليًا بما فيه الكفاية، وقويًا بما فيه الكفاية لتقبل أي جواب يقدمه لنا بحب. نعم، شفى يسوع الابن، لكن فقط بعد أن حقق شيئًا أعظم من الشفاء: لقد غير قلب هذا الرجل ليصير مؤمناً.
عندما كان المسؤول في طريقه إلى المنزل، قابل أحد خدامه في الطريق وأخبره أن ابنه قد شُفي. وعندما استفسر عن الوقت الذي اختفت فيه الحمى عن الصبي، قال له الساعة الواحدة من اليوم السابق؛ إنه بالضبط الوقت الذي قال له يسوع إن ابنه سيعيش. هذا الرجل لم يسرع حتى إلى العودة في نفس اليوم! لقد وثق في يسوع؛ اختفى قلقه وخوفه، وحل مكانهم السلام. قاد يسوع الرجل من إيمان ضعيف إلى إيمان مشتعل. كان يعرف أن يسوع ليس مجرد شافٍ، أو نبي، أو صانع معجزات؛ لقد كان الله المتجسد، مخلص العالم.
صلاة: يا أبي، شكرًا لك على هبات الإيمان وروحك القدس. ساعدني حتى يكون لدي إيمان أعمق ومتزايد. شكرًا لأنك تنقلني من مجد إلى مجد، حتى أعرف فداءي الكامل في وجودك الكامل إلى الأبد. أصلي باسم يسوع. آمين.