شهادة النبوَّات المتمَّمة

‘‘لِأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ ٱللهِ ٱلْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ’’  (2 بطرس 1: 21).

اقرأ 2 بطرس 1: 19-21

الكتاب المقدّس مميَّز لأنّه يتضمَّن كلام الله، ولا يقتصر على حكمة بشرية. فهل من المفاجئ أن يكون مليئًا بنبوات تحقَّق الكثير منها للتأكيد على مصداقيَّة الكتاب المقدس

قال الله لابراهيم في سفر التكوين، ‘‘ٱعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ’’ (تكوين 15: 13). كم بقي بنو إسرائيل في أرض مصر؟ أربعمئة سنة، كما أعلن الله

ثمَّ نقرأ عن دانيال الذي فسَّر حلمًا في الحقبة الزمنيَّة التي عاش فيها، واصفًا فيه ما سيجري في السنوات الخمسمئة المقبلة. عاين دانيال نهوض الامبراطورية الرومانية، ثمَّ شاهد في الرؤيا حجرًا كبيرًا لم يُقطَع بيد بشر، يحطِّم كل الإمبراطوريات السابقة، وأخذ هذا الحجر ينمو إلى أن ملأ الأرض كلها. وهكذا، رأى دانيال ملكوت الله قبل مئات السنين من إعلان المسيح عن مجيئه (دانيال ٩: ٢٥-٢٧). واليوم، يستمر ملكوت الله في الانتشار والتوسُّع في جميع أنحاء العالم، فيما يكرز المرسلون ببشرى الخلاص السارة حتَّى أقاصي الأرض، لأنَّ له الملكوت الأبدي المنتصر

كوَّن دانيال نظرة واسعة عن المستقبل، فيما رأى آخرون تفاصيل دقيقة عن حياة يسوع وخدمته ضمن ما يُعرَف بذروة النبوَّات كافَّة. تُنبئ مقاطع كثيرة في الكتاب المقدس بمجيء يسوع من السماء، وموته على الصليب، وقيامته من الموت، وصعوده إلى السماء بمجد عظيم، ولكنَّ أربعة مقاطع مفصَّلة (بالإضافة إلى نبوَّة دانيال) تحقَّقت بدقَّة ووضوح مشكِّلةً دليلًا قاطعًا على مصداقيَّة الكتاب المقدس. نقرأ في سفر ميخا 5: 2 عن ولادة يسوع في بيت لحم، ونرى في إرميا 23: 5-6 أنَّ المسيا سيأتي من سلالة داود الملكية، فيما يصوِّر سفر إشعياء 53 آلام يسوع الرهيبة يوم الجمعة العظيمة، ويعلن المزمور 16: 8-11 عن قيامته المجيدة بالجسد. بالإضافة إلى ذلك، يتضمَّن العهد القديم عشرين نبوَّة عن يسوع تحققت جميعها في غضون أربع وعشرين ساعة!

لكنْ مهما ثبتت صحَّة نبوَّات الكتاب المقدس، سيظلُّ البعض يرفضون الوثوق بها مدَّعين أنَّ أحدهم عمد إلى تغيير الكتابات النبوية القديمة لتتناسب مع الأحداث التي تحقَّقت لاحقًا، وما أسخف هذا الاعتقاد! فنصوص الكتاب المقدس هي من أكثر النصوص القديمة وقارًا ودقَّة من حيث النسخ والدراسة، ولو صحَّ اعتقاد هؤلاء، لَمَا كان سُمِح لها بالانتشار

يا صديقي، تقودنا نبوَّات الكتاب المقدَّس إلى نتيجة حتميَّة واحدة وهي أنَّ الله هو مؤلِّف الكتاب المقدس وهو مبدع التاريخ. هو يعرف النهاية من البداية وهو جدير بالثقة، وكلُّ ما يقوله يصنعه دائمًا

صلاة: أبي السماوي، أشعر بالرهبة أمام إعلانك لنا عن شخصك بكلِّ محبَّة في كلمتك. أشكرك من أجل عطيَّة النبوَّات التي تعزِّز إيماننا بالكتاب المقدس وتمنحنا رجاءً أكيدًا بتتميم وعودك في المستقبل. أصلِّي باسم يسوع. آمين