عمل التقوى

‘‘ولَكِنِ ٱنْمُوا فِي ٱلنِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. لَهُ ٱلْمَجْدُ ٱلْآنَ وَإِلَى يَوْمِ ٱلدَّهْرِ. آمِينَ’’ (2 بطرس 3: 18)

كتب اللاهوتي المسيحي ‘‘جي آي باركر’’ في كتابه تحت عنوان ‘‘Keep in Step with the Spirit’’،  ما ترجمته ‘‘مواكبة الروح القدس’’، ‘‘يميل المؤمنون المعاصرون إلى اعتناق دِين ‘الانشغال’’’، فهم  يحضرون اجتماعات الكنيسة، وحلقات دراسة الكتاب المقدس، ويعلِّمون في صفوف مدارس الأحد، ويدعمون الرحلات الإرساليَّة، وينظِّمون حملات تبشيرية في محيطهم. لكن التقوى لا تأتي ممَّا نفعله للرب، بل من الوقت الذي نمضيه في محضره

كتب الرسول بولس في رسالته إلى تيطس أنَّه يقوم بخدمته الرسوليَّة ‘‘لِأَجْلِ إِيمَانِ مُخْتَارِي ٱللهِ وَمَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ، ٱلَّذِي هُوَ حَسَبُ ٱلتَّقْوَى’’ (تيطس 1: 1). المعادلة بسيطة: إيمان + غذاء = ثمر

إن الإيمان الذي يصفه الرسول بولس ليس الإيمان الذي به نخلص، بل الإيمان المستمر. فالقداسة لا تأتي من التزام مرَّة واحدة، بل هي تتطلَّب ثقة مستمرة بالرب في كلّ خطوة في الطريق، وهو نوع الإيمان الذي يدفع الإنسان إلى طلب مشيئة الله قبل مشيئته

فضلًا عن الإيمان، يقول الرسول بولس إن التقوى تأتي من ‘‘معرفة الحق’’. صحيح أن كثرة المعرفة تقود غالبًا إلى الكبرياء، لكن يجب ألا نكتفي بالفهم السطحي لكلمة الله. فالإيمان البسيط رائع، ويجب أن نسعى جميعًا إلى تنمية إيمان يركِّز على الله وحده، لكن الرب لا يسمح لنا بإهمال كلمته وبالابتعاد عن الكتاب المقدس بحجة الشعور بالتخمة. لقد كان الرسول بولس تلميذًا مخلصًا مواظبًا على دراسة الكلمة، كما أن الكتاب المقدس يمدح من ‘‘يفحصون الكتب كلَّ يوم’’ (أعمال 17: 11)

عندما نسلك يوميًا في الإيمان ونسعى إلى معرفة شخص الله أكثر فأكثر من خلال تنمية معرفتنا للحق، لا يسعنا إلا أن ننمو في التقوى. ومثلما يعكس صديقان لا يفترقان صفات بعضهما البعض، سنصبح أكثر شبهاً بمخلِّصنا بينما نخصِّص وقتًا لمعرفته. لا نستطيع تحقيق هذا الهدف بين ليلة وضحاها، ولا من خلال كثرة الانشغال

كلّم أباك السماوي الآن. ربَّما حان الوقت للتروي والاستراحة من انشغالات الحياة، وتعديل خطواتك لكي تتوافق مع خطوات الله

صلاة: أبي السماوي، أرِني أين يجب أن أتأنَّى لكي أحمل ثمرًا لمجدك. ساعدني ألَّا أسعى وراء الانشغال كبديل للوقت الذي أمضيه في محضرك. أصلي باسم يسوع. آمين